الخميس 30/مايو/2024

التسامح الديني.. سمة فلسطينية تبرز في الأعياد والمناسبات الوطنية

التسامح الديني.. سمة فلسطينية تبرز في الأعياد والمناسبات الوطنية

يكثر الحديث مؤخراً عن التعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، خاصة في الأعياد والمناسبات الدينية؛ حيث تجد المسيحي والسامري يشارك أخاه المسلم في المناسبات، والعكس أيضا.

وتعد مدينة نابلس نموذجًا حيًّا للتسامح والتعايش بين الأديان، حيث يسكن المسلمون والمسيحيون أحياء عدة بجانب بعضهم، ويشاركون بعضهم الأفراح والأتراح.

وحدة المجتمع
ففي المدينة تجد الجامع قريباً من الكنيسة، وأصوات قرع أجراس الكنائس تلتحم وصوت القرآن والأذان، كما أن زينة أعياد الميلاد تعلق في بيوت المسلمين والمسيحيين، وزينة الأعياد الإسلامية ورمضان تعلق في بيوت المسيحيين والمسلمين.

وأكد الأب يوسف سعادة، مدير كنيسة الروم الكاثوليك بنابلس، وحدة المجتمع الفلسطيني بجميع مكوّناته الإسلامية والمسيحية على مر التاريخ والعيش المشترك، مطالبا بضرورة توحيد الجهود والتكاتف للدفاع عن قضية فلسطين بأرضها وقدسها ومقدساتها، رافضا سياسات تهويدها.

وأضاف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بالرغم من قلة عدد المسيحيين في فلسطين إلا أن دورهم لا يقل أهمية عن دور المسلمين في الدفاع عن القضية الفلسطينية”، مشددا على أن الشعب الفلسطيني يعد نموذجاً ليس فقط في العلاقة بين الأديان والحضارة؛ إنما في الوطنية والإنسانية، بالإضافة لتقديم نموذج تعايش مشترك وحضارة بنيت بيد أبناء الشعب من مسلمين مسيحيين معاً.

ويفتخر المسيحيون في فلسطين بعروبتهم وجنسيتهم الفلسطينية، وما ميز الاحتفالات بإضاءة شجرة الميلاد في مدينتي نابلس وبيت لحم هذا العام ارتداء أبناء الطائفة المسيحية الكوفية الفلسطينية؛ تأكيداً على اعتزازهم بوطنهم وتمسكهم به وبتراثه.

وشهد المستشفى الإنجيلي العربي بنابلس، الذي يدار من مطرانية القدس الأسقفية عدة احتفالات في العام الأخير بمناسبة الأعياد الإسلامية والمسيحية، وشارك فيها كل العاملين من إدارة وأطباء وممرضين وعمال، في مشهد يعطي انطباعًا جميلا عن مدى تماسك النسيج المجتمعي.

زيارات ذات دلالة
وفي لفتة سنوية اعتاد عليها ناصر الشاعر نائب رئيس الحكومة في الحكومة العاشرة برفقة النائب في المجلس التشريعي أحمد الحاج علي والشيخ حاتم البيتاوي؛ فقد زاروا الطوائف المسيحية للتسليم عليهم وتبادل التهاني بالعيد، وسط تقدير مشترك.

وكانت كلمة المهندس عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس في الاحتفال المركزي للطوائف المسيحية بنابلس، نموذجا على العلاقة بين الجميع والتأكيد أن فلسطين أرض مباركة.

وعبّر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال زيارة كنيسة دير اللاتين شرق مدينة غزة عن اعتزازه بطبيعة التعايش بين أبناء الشعب الواحد.

وأضاف: “إخواننا المسيحيون عاشوا وتنقلوا بين طرقات الوطن؛ لهم ما لنا وعليهم ما علينا في القدس والأرض والمقدسات وثوابت القضية”.

كما وجّه التهنئة لكل المسيحيين في المنطقة العربية الذين يعيشون في قلبها وضمن هذه الحضارة العريقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات