الثلاثاء 21/مايو/2024

إن زدتم زدنا.. رسالة الضيف والمقاومة لـ إسرائيل في 2018

إن زدتم زدنا.. رسالة الضيف والمقاومة لـ إسرائيل في 2018

لم تتردد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لبرهة واحدة، في الرد على أي عدوان “إسرائيلي” على قطاع غزة، خلال عام 2018م، مع احتضانها وحمايتها للمتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات العودة الكبرى، الأمر الذي انعكس إيجاباً على أرض الميدان، وسطرت مواقف قوة رسمت بمداد من دماء شهداء المقاومة.
 
في هذا التقرير، يستعرض “المركز الفلسطيني الإعلام” أبرز المواقف التي سطرتها المقاومة الفلسطينية، ورسائلها التي وجهتها للاحتلال “الإسرائيلي”، في سبيل صد أي عدوان “إسرائيلي” على قطاع غزة، وحماية أهله من بطش الاحتلال الذي لم يتوقف.

رسالة محمد الضيف!

أبرز تلك الرسائل، كانت في 17 من  نوفمبر الماضي، نقل يحيى السنوار قائد حركة حماس في قطاع غزة، رسالة من القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف، عقب إفشال المقاومة الفلسطينية لتوغل قوة إسرائيلية خاصة شرق خانيونس، وتصديها لموجة عدوان “إسرائيلية” ردت عليها المقاومة بقصف عسقلان، وتفجير باص إسرائيلي بصاروخ موجه “كورنيت”.

تلك الرسالة حملت برقيات عسكرية، كان أهمها ما حملته عبارة من ثلاث كلمات “إن زدتم زدنا”، في إشارة إلى قدرة القسام على ضرب العمق “الإسرائيلي”، خلال جولة الـ “40 ساعة”، وهو ما كشفه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بأن المقاومة الفلسطينية كانت على مسافة خطوة فقط من ضرب “تل أبيب”.

وقال الضيف في رسالته التي نقلها السنوار عنه: “لو زاد الاحتلال لزدنا، وإن الرشقة الصاروخية الأولى التي ستضرب تل أبيب ستفاجئ الاحتلال”، مضيفاً والحديث للسنوار: “سألت الضيف هل أُحدِّث الناس عن الرشقة المجهزة لتل أبيب؟ لكن قال لي: أترك الرشقة لتتحدث عن نفسها عند انطلاقها”.

وتزين مهرجان انطلاقة حماس الـ31 “مقاومة تنتصر .. وحصار ينكسر”، بلوحات ولافتات كتب عليها عبارات قوية اقتبست من رسالة القائد محمد الضيف، ترجمت إلى لغات عبرية وإنجليزية، رفعها المشاركون في المهرجان.

جولة الـ 40 ساعة، التي كانت ردًّا على توغل قوة إسرائيلية شرقي خانيونس، بتاريخ 10 نوفمبر الماضي، واستشهد إثرها عناصر من كتائب القسام، أبرزهم القائد الميداني نور بركة، وقتل ضابط من الوحدة الإسرائيلية الخاصة، لم تدع المقاومة للرد والانتقام لدماء الشهداء أن يطول.

“غلاف غزة” والكورنيت

في تلك الجولة، قصفت المقاومة الفلسطينية مستوطنات غلاف غزة، بأكثر من 300 قذيفة وصاروخ، فيما توسعت الدائرة لتشمل مدن الداخل المحتل، المجدل وأسدود وبئر السبع، وكانت جولات الرد تحت اسم الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية.

وفي حينه، قال الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في تغريدة عبر حسابه في تويتر: “دخلت المجدل المحتلة دائرة النار ردا على قصف المباني المدنية في غزة”. مهدداً بأن مدينتي “أسدود وبئر السبع هما الهدف التالي إذا تمادى العدو في قصف المباني المدنية الآمنة”، حيث تبعد هاتين المدينتين نحو 40 كيلو متراً عن قطاع غزة.

وفي تغريدة أخرى، حذر أبو عبيدة من أن نحو مليون صهيوني سيكونون في دائرة صواريخ المقاومة، إذا كان قرار العدو هو التمادي في العدوان على قطاع غزة”، إذ غرد قبلها قائلاً: “رسالة المقاومة.. ما حصل في عسقلان تتحمله قيادة العدو، وهو تحذير بأن القادم أعظم في حال استمر العدوان، ضرباتٌ لم تعرفوها من قبل”.

وتجلت أبرز محطات المقاومة في تلك الجولة، خلال عام 2018م، باستهدافها حافلة صهيونية تقل عدداً من جنود الاحتلال في منطقة أحراش مفلاسيم شرق جباليا، بصاروخٍ موجهٍ من طراز “كورنيت”، ما أدى إلى إصابتها بشكلٍ مباشرٍ، واشتعال النيران فيها، ومقتل وإصابة من كان بداخلها.

القصف بالقصف

ولم تكن جولة  الـ40 ساعة، الأولى  في صد العدوان “الإسرائيلي” عام 2018م، إذ سبقها استهداف متكرر لمراصد ومواقع للمقاومة الفلسطينية في محافظات قطاع غزة، الأمر الذي قابلته فصائل المقاومة بالتصدي للعدوان “الإسرائيلي”، مؤكدة أن “كل الخيارات مفتوحة لدى المقاومة فالقصف بالقصف والدم بالدم”.

وأكدت فصائل المقاومة، تمسكها بهذه المعادلة إذ قالت: “سنتمسك بهذه المعادلة مهما كلف ذلك من ثمن”، حيث طبقتها على أرض الميدان، وواجهت بها العنجهية الإسرائيلية وقوتها النارية بقصف المواقع والمستوطنات الإسرائيلية بصورايخ المقاومة.

ومن أقوى العمليات التي نفذته المقاومة الفلسطينية خلال 2018م في قطاع غزة، عملية “كمين العلم”،  إذ نشرت ألوية الناصر صلاح الدين مقطعا مصورا خلال جولة الـ40 ساعة، بتاريخ 13 نوفمبر للحظات الأولى لعملية “كمين العلم” والذي استهدف مجموعة من الجنود الاسرائيليين شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 17 فبراير، ما أدى إلى مقتل وإصابة ستة من الضباط والجنود الإسرائيليين.

المقاومة تؤرق الاحتلال

وحول أداء المقاومة في قطاع غزة خلال عام 2018م، أكد الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، أنها سجلت نجاحات عديدة، أرقت من خلالها الاحتلال الإسرائيلي، وحشرته في الزاوية والأزمة الأمنية والسياسية.

وقال الشرقاوي في حديث لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إن: “شهادة الاحتلال للمقاومة، دليل نجاح لها، تمثلت في الانسحاب السياسي والأمني لوزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان”، مشدداً أن العملية الأمنية شرقي خانيونس تلخص قوة العمل المقاوم في قطاع غزة.

وأوضح الخبير العسكري أن زبدة نجاح المقاومة، كان في مفاجآتها خلال الجولة الأخيرة -جولة الـ40 ساعة- وقصفها للمجدل المحتل، وضربها لحافلة إسرائيلية بصاورخ الكورينت، مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية أثبتت أنها غير مردوعة.

حالة نهوض

وبين الشرقاوي، أن المقاومة الفلسطينية تعيش حالة من النهوض في قطاع غزة، تماثلها في الضفة الغربية، “إذ أن غزة بقوتها في  2018 أثرت على المقاومة في الضفة الغربية، ورفعت معنويات المقاومين”.

وأردف قائلاً: “أداء المقاومة أُقيِّمُه على ما حصل في المعركة الأخيرة في غزة، لو لم يكن هناك إعداد جيد، لما كانت هناك نتيجة جيدة، والمقاومة تقلص الأخطاء، وتوسع مربع النجاحات، وسيكون ذلك أفضل في عام 2019م”.

مسيرات العودة نموذج مقاوم

وبين الخبير العسكري، أن من نجاحات المقاومة في قطاع غزة، مسيرات العودة وحمايتها للمشاركين فيها، لافتاً إلى أن غزة قدمت نموذجاً للمقاومة.

وقال في حديثه لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: “المقاومة قدمت نموذجا لها في مسيرات العودة، وللأسف لم يكن هناك تناغم بين الضفة الغربية وغزة، ولو كان ذلك، أعتقد لحشر الاحتلال في الزاوية أكثر”.

وأضاف الشرقاوي: “غزة عملت أزمة للاحتلال حالة أرق، ولو كان هناك تناغم؛ لوضعنا الخطوة الصحيحة لتحرير فلسطين وتقويض الاحتلال الإسرائيلي”.

وفي نفس السياق، أشار الشرقاوي إلى وجود ضوء أخضر من العالم إلى دولة الاحتلال لمواجهة ومحاربة المقاومة الفلسطينية، قائلاً: “هذا الضوء الأخضر يحاول الاحتلال استثماره لأبعد مدى”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات