مسيرات العودة .. محطة ثورية وملحمة شعبية سيخلدها التاريخ
تعد مسيرات العودة واحدة من كبرى ملاحم المقاومة الشعبية أو السلمية عبر تاريخ المقاومة، أحيت في نفوس الأجيال حلم العودة إلى الديار وإنهاء الاحتلال الجاثم فوق أرضهم المسلوبة.
فمع صبيحة يوم الثلاثين من مارس هبّ الفلسطينيون عبر مسيرات العودة الكبرى إلى الحدود الشرقية لقطاع غزة، تأكيداً منهم أنه مهما تعاقب الزمن فإن الأجيال لا زالت ثابتة على العهد، بأدوات ووسائل سيخلدها التاريخ.
وأدى قــمع قوات الاحتلال الدموي للمشاركين بمسيرات العودة، لارتـقاء 241 شهـيدًا من بينهم 44 طفلا و5 سيدات، وجــرح حوالي 25700.
أدوات جديدة
“المركز الفلسطيني للإعلام” سلط الضوء على مسيرة العودة الكبرى منذ انطلاقها عبر الحديث مع محللين ومختصين، للوقوف على أهم المحطات التي انطلقت من أجلها، وأبرز الإنجازات التي حققتها، وما هي قراءتهم لمستقبلها؟.
وفي مطلع حديثه أكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أن مسيرات العودة من أهم التحولات التي حدثت على الصعيد الفلسطيني في عام 2018، والتي أكدت على قضايا ثابتة مرتبطة بإحياء ثقافة العودة في نفوس الفلسطينيين.
وأوضح القرا في تصريح خاص لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن المسيرة طرحت قضية الحصار على قطاع غزة بشكل كبير جدًّا، وسلطت الضوء عليه على الصعيد الإقليمي والدولي.
وأشار إلى أن مسيرات العودة أظهرت وسائل وأدوات جديدة في المقاومة السلمية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب تأكيدها لدور المقاومة المسلحة التي ظهرت في أكثر من تصعيد.
وحول الإنجازات التي حققتها المسيرات، أكد على أنها ورغم الثمن الذي دفع فيها إلا أنها ساهمت في طرح قضية الحصار بشكل كبير، إلى جانب أنها أكدت على الثوابت الفلسطينية، إضافة إلى تشكيلها ضغطا على الاحتلال لتلبية مزيد من المتطلبات فيما يتعلق بكسر الحصار.
وتوقع القرا أن يكون عام 2019 حاسماً لما جاء في عام 2018 على صعيد المسيرات وأهدافها، من خلال ترسيخ المفاهيم التي حدثت خلال عام 2018 وفي مقدمتها ضرورة إيجاد إطار فلسطيني موحد على غرار اللجنة التنسيقية العليا لمسيرات العودة.
تعزيز الوحدة
بدوره عدَّ الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة، أن بداية تشكيل اللجنة العليا لمسيرات العودة تعتبر العنصر الأهم على صعيد تعزيز الوحدة الفلسطينية، نظرا لتوافق الكل الفلسطيني على أدوات محددة للنضال الوطني في مواجهة الاحتلال.
وأكد الزبدة في حديث خاص لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن المسيرة نجحت في إعادة توجيه البوصلة الفلسطينية ضد من يحاصر غزة ويستفيد من الانقسام الفلسطيني البغيض ألا وهو دولة الاحتلال.
وأوضح أن هذه المسيرة حققت إنجازات مهمة على صعيد استعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الإعلام العالمي، وعودة الصراع إلى أصوله الأولى بين احتلال عسكري غاشم وشعب أعزل يعاني تحت الاحتلال.
وعن أبرز إنجازات المسيرة أوضح أنها أسهمت بشكل كبير في تسليط الضوء على حصار غزة ومعاناة أهلها في ظل الحصار، مشيراً إلى أنها ساهمت في تخفيف الحصار، وتحسين الكهرباء، وإدخال المساعدات، وفتح معبر رفح وحرية التصدير والاستيراد.
وأضاف: “هذه الإنجازات لا تقارن بالهدف الذي انطلقت في سبيل تحقيقه مسيرات العودة إلا وهو كسر كامل للحصار وحرية التنقل بشكل تام لأهالي غزة”.
وحول ما هو المطلوب فلسطينيًّا؛ شدّد الزبدة على ضرورة متابعة وتقييم موضوع المسيرات وأدواتها وآليات استمرارها، بما يسهم في عدم فقدان السيطرة أو حيادها عن أهدافها الموضوعة.
وأوصى بضرورة توثيق جرائم الاحتلال والتواصل مع المؤسسات الحقوقية والدولية لمحاسبة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، بسبب جرائم الاحتلال بحق المتظاهرين السلميين المشاركين في المسيرة.
محطة ثورية
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، إن مسيرات العودة وكسر الحصار تعدُّ من أبرز المحطات الثورية في المسار الكفاحي للشعب الفلسطيني.
وأكد العقاد في حديثه لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار أصبحت اليوم إطار فاعلاً وحاضرًا في خارطة الفعل النضالي، في حين أن هياكل وأجسام لم تعد في الحالة الوطنية إلا كجسم ثقيل على كاهل النضال الوطني
وبيّن أن مسيرات العودة وكسر الحصار أعادت جوهر القضية الفلسطينية إلى مسارها، وهي حق العودة إلى الديار.
ولفت إلى أن المسيرة لم تبلغ بعد مبتغاها في كسر الحصار بالكلية، إلا أنها جعلت من الحصار كتلة نار ترتدُّ على المحاصرين في أجزاء كثيرة منها، وهذا ما جعل أطرافاً دولية وإقليمية تأخذ أدواراً مهمة في هذا الصعيد، حتى أصبح الحصار ملفًّا مستحضراً في الفعل السياسي الدولي.
وقال إنه ليس من بدٍّ إلا الاستمرار في المسيرة مع تطوير أدواتها حتى يتحقق الهدف المرحلي بكسر الحصار كليًّا، وينعم شعبنا بحياة كريمة ويحتفظ بحقه في النضال الوطني لانتزاع حقوقه المشروعة كافة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الاحتلال يعتقل أكثر من 12 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام بلغت حصيلة حملات الاعتقال في الضفة الغربية، بما فيها القدس، منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة، أكثر من 12 ألفا...
%96 من أطفال غزة يشعرون بأنهم قريبون من الموت.. و49% يتمنونه
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت دراسة جديدة كيف أصبح قطاع غزة واحد من أسوأ الأماكن في العالم بالنسبة للأطفال، فبالإضافة إلى الدمار المادي...
القسام يستهدف 3 آليات للاحتلال ويقنص جنديين في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس، استهداف ثلاثة آليات لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وقنص جنديين...
حماس تدعو لإلزام إسرائيل بقرار الأمم المتحدة وقف حرب الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رحبت حركة حماس بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المُطالِب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتمكين السكان المدنيين من...
استشهاد طبيب العظام الوحيد في شمال غزة.. وحصيلة الإبادة 44835 شهيداً
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد، اليوم الخميس، طبيب العظام الوحيد الموجود في شمال قطاع غزة في استهداف مباشر بواسطة طائرة إسرائيلية...
مراسلون بلا حدود: قتل الصحفيين بغزة حمام دم لم يسبق له مثيل
باريس - المركز الفلسطيني للإعلام أظهر تقرير سنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود، صدر اليوم الخميس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولة عن مقتل ثلث العدد...
بن غفير يطالب بإقامة حواجز عسكرية دائمة في الضفة الغربية
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام طالب وزير أمن الاحتلال القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم الخميس، بإقامة "حواجز دائمة" على الطرقات في...