علي حنون.. يُبصر ما لا يُبصرون!
قبل نحو ثلاثين عامًا، قرر الاحتلال أن يمنع الناس من “نور” خرج للناس من قلب الشيخ علي حنّون، ساقه إلى زنازينه وأحكم عليه قيده وأسدل عليه ظلامه، ومنذ ذلك الحين وهو يكرر التجربة، اعتقال تلو اعتقال.
إلّا أنّ الشيخ يعرف طريقه تمامًا، فشقّ ظلام السجن بنور قلبه وعكف على صناعة الرجال تربية وتزكية من نوع خاص، وصقل معرفي مستمد من معين قرآن كريم وهدي نبوي متقد بنور السماء، قاد الفكرة والروح إلى حيث إرادة الأحرار وصياغة الأبطال.
الاحتلال يرى أن اعتقال هذا الشيخ الضرير حجب لنوره أن يصل الناس، والشيخ يركّز نوره على خير الناس في الزنازين والمعتقلات، فينتج ما لا ينتجه وهو حر طليق خارج هذه المعتقلات. الشيخ يحلّق عاليًا داخل زنازينهم إلى ارتفاعات لا يتمكن منها خارج السجون.
الاحتلال يرى أن سرّ بقائه وحفظ أمنه أن يكبّل الأحرار أمثال الشيخ ولو كان ضريرًا، والشيخ يدرك أن سرّ فناء الاحتلال هو بإصراره على ظلمه، وإمعانه في ساديّته التي تبلغ مداها عندما تعتقل ضريرًا، ولا تراعي طفلًا ولا شيخًا ولا امرأة ولا مسنًا ولا مريضًا.
الاحتلال يرى أنّ إجراءاته العقابية الجماعية، وأن تزر الوازرة وزر أخرى، وأن يهدم البيوت ويعتدي على الشجر والحجر، وأن يشنّع حياة الفلسطيني بالحواجز والمداهمات وكل أشكال التضييق، من شأنه أن يردع الناس، وأن يحوّلهم إلى قطيع من الغنم يساقون إلى الذبح وقت يشاء. الشيخ يرى أن إجراءات هذا الاحتلال تشعل روح التحدي والإصرار، ترفع من منسوب الشعور بالعزة والكرامة والارتقاء، تشعل جذوة الجهاد والثورة، وتنفخ على لهيب صدور الأحرار الملتهبة، الشيخ يستقبل هذا العدوان بابتسامة المنتصر الواثق بأن هذا من شأنه أن يقصّر من أجل الظالمين البغاة.
الاحتلال يرى أن يُمعن في اعتداءاته وأن يستمر على ذات النهج الذي ثبت فشله، ومصرٌّ على أن لا يعيد النظر فيه أبدًا، الشيخ أيضًا يُمعن في الثبات على حقّ شعبه ومُصرٌّ على أن لا يتنازل عن ذرة تراب من وطنه، ذلك أنّه على الحق، والحق لا مساومة فيه. هُم يُصرّون على عدوانهم، وهو يُصرُّ على حقّه مهما بلغت التضحيات، والتاريخ وسنن الحياة تقول أن العاقبة دائما للحق وأهله.
الاحتلال يُبصر تمامًا الاختلال في موزاين القوى المادية، وقد قاده هذا إلى الغطرسة وعمي بغروره فأصبح لا يرى إلا نفسه على هذه الأرض، الشيخ يرى أن الله معه أولًا ثم إن هناك شعبًا متشبثًا بأرضه ووطنه ويُصرُّ على الدفاع عن حقوقه، ويرى كذلك مقاومة قادرة على أن تكون شوكة في حلقه.
الشيخ يرى المستقبل القادم سيفًا صارمًا على الطواغيت، يرى بنور قلبه وبصيرة عقله ما لا يرون بصلف غطرستهم وظلام أحقادهم. هذه تعمي أبصارهم ولا تجعلهم يرون ما يرى الشيخ!
——————
وليد الهودلي
كاتب وأديب فلسطيني
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
اليوم الـ 225.. القسام يجهز على 20 جنديًّا صهيونيًّا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نفذت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في اليوم الـ 225 لمعركة طوفان الأقصى عمليات نوعية وأجهزت على 20 جنديًّا...
مظاهرة حاشدة في تل أبيب للمطالبة بانتخابات مبكرة وصفقة مع حماس
فلسطين المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت تل أبيب مظاهرة حاشدة،مساء السبت، تطالب بإسقاط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإجراء...
بعد توقف لمدة 4 أشهر.. النمسا تقرر استئناف تمويل الأونروا
فيينا - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت النمسا، السبت، استئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك بعد أن...
تزامناً مع ذكرى النكبة.. مظاهرة حاشدة في لندن تنديداً بالعدوان على غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت، مظاهرة حاشدة تنديداً بالعدوان على قطاع غزة، شارك فيها أكثر من ربع مليون...
أبو عبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلا من تبادل الأسرى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال أبو عبيدة، الناطق باسم حركة كتائب القسام، إن قيادةُ العدو تزجّ بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نُعوشٍ من أجل البحث...
إسطنبول تستضيف مهرجان طوفان الأحرار دعمًا لفلسطين
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام تستمر فعاليات المهرجان يومين، بمشاركة ممثلين من 60 دولة، وينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وحركة إنسان...
الأورومتوسطي: وفاة عشرات الجرحى والمرضى جراء إغلاق معبر رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استمرار إغلاق معبر رفح البري بين قطاع وغزة ومصر بعد سيطرة جيش الاحتلال...