الإثنين 20/مايو/2024

أحواش القدس.. معالم مملوكية حملت أسماء عائلات مقدسية

أحواش القدس.. معالم مملوكية حملت أسماء عائلات مقدسية

تتميز البلدة القديمة في القدس بعمارتها المميزة منذ الفترة الأيوبية، وخلال تلك الفترة أقيمت عشرات المباني ذات الطابع الفريد، منها ما يُسمى بـ”الحوش” الذي هو عبارة عن مجمع سكني مملوكي يضم عدة عائلات.

ويقول الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن الأحواش في القدس تميزت بنمط معماري مميز، بحيث كانت تسمى القصور، ولا يزال عدد منها قائمًا، وحملت أسماء عائلات مقدسية مثل “الشهابي”، و”الدنف”، و”الحلو”.. كما كانت تتميز بالأقواس والقباب والممرات الطويلة.

ويضيف أن مدينة القدس حازت على اهتمام الأيوبيين بعد الفتح الصلاحي؛ حيث حاولوا بطريقة جادة بدءًا من صلاح الدين الأيوبي وانتهاءً بآخر ملوك الأيوبيين، لأسلمة المدينة ووضع كل المباني الأثرية الإسلامية التي تعود إلى الفترة الأيوبية.

وتابع أبو شمسية: “اكتملت المسيرة في الفترة المملوكية ببناء الكثير من المباني، سواءً التكايا أو الزوايا أو المساجد أو الخوانق، بالإضافة إلى كل هذه المباني، وضعت الوجه الإسلامي لهذه المدينة المقدسة، وهو ما نسميه (الحوش المملوكي)”.

نمط معماري موحد

ويشير إلى أن هذا الحوش الذي نسميه اليوم “المجمع السكاني” كان يضم الكثير من العائلات داخل طرق متفرعة داخل المدينة؛ حيث تميزت معظم الأحواش بنمط معماري واحد يبدأ بمدخل ضيق منخفض تعلوه قوس صغيرة ذات مدخل بسيط جدًّا أو مدخل أوسع بقليل.. يستمر بزاروبة تؤدي إلى صحن الحوش الذي كان عادة يحتوي على نافورة مياه تسمى “البحرة”، لذلك كانت تسمى “أرض البحرة”، ثم تنقسم البيوت إلى طبقتين، الأولى لمتوسطي الحال، والعليا تسمى القصور في ذلك الوقت لأصحاب الوقف القائم على الحوش، وهم الملاك وأصحاب الأراضي والأموال.

ويوضح الباحث أبو شمسية لمراسلنا أن الأحواش سميت نسبة إلى العائلات التي كانت تقف عليها بشكل عام، وعلى سبيل المثال “حوش الددو”، و”حوش مشعل، و”الحلو”، مؤكدًا أن الفترة المملوكية زخرت كثيرًا بمعالم واضحة تنبئ عن قمة المجد في المفهوم المعماري في الفترة المملوكية.

وتابع: “نجد البيوت الفارهة ذات الطوابق المتعددة من ضمنها البيوت التي تعود لعائلات “الأنصاري”، و”نسيبة”، و”الطرعاني”، والكثير من العائلات الأخرى التي سكنت القدس وعدّتها مدينة تتسم بالطابع الروحي المستقبل، ومعظمها إما عائلات من أصل مقدسي مثل “الفتياني” و”الشعباني”، و”قطينة”، و”الخالدي”، و”نسيبة”، و”الخطيب”، وغيرهم من العائلات، أو عائلات جاءت إلى المدينة من مدن أخرى مثل الخليل ونابلس لتصبح المدينة بأحواش ذات طابع عائلي أو مهني، وتأخذ الشكل الذي أصبحت عليه اليوم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات