أسرة النجدي.. هكذا تاهت معاناتها في زحمة التصعيد الأخير
وحدها أسرة “النجدي” مقابل بوابة “كسوفيم” من تاهت تفاصيل معاناتها في زحمة التصعيد الأخير على قطاع غزة؛ فصواريخ القبّة الحديدية سقطت فوق البيت، وأصابت خمسة من أبنائه.
وكانت شظايا ثقيلة من صواريخ القبّة الحديدية سقطت فوق منزل النجدي قبل أيام، فأحالت الأكواخ الخشبية المغطاة بـ(النايلون) إلى كومة رماد بعد أن نزف سكان البيت.
وتطلق قوات الاحتلال النار باستمرار على سكان الحدود؛ ما أدى إلى إصابة واستشهاد المئات منهم، ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام (2000م) تحولت حياة المزارعين وسكان الحدود إلى معاناة يومية.
تهديد مستمر
الوصول إلى أطلال منزل النجدي المتبقية لم يكن صعباً، فعلى غير موعد بدأت آليات الاحتلال وجنوده يتقدمون في الطريق المؤدي للبيت انطلاقاً من بوابة موقع “كسوفيم” أكبر مواقع الاحتلال الحدودية.
سرت حالة اضطراب مع بدء عملية توغل محدودة مقابل البيت، وتغيّرت حركة بعض المارّة وسكان البيت الذين لا يفصلهم عن الجنود والآليات سوى مساحة خالية تقدر بمئات الأمتار.
يقول محمد: “سكنّا هذه المنطقة المقابلة للحدود بسبب ضيق الحال، أقمنا أكواخا من الخشب، لكن شظايا الصواريخ سقطت فوق رؤوسنا وأصابتنا على غير موعد، فأصيب 4 من أهل البيت، وتشردنا”.
أما والدة محمد، فتؤكد أن ابنتها الكبرى صباح (19 عاما) لا تزال تتلقى العلاج في المشفى بعد إصابتها بشظية في ساقها، ولا تزال ابنتها دنيا (16 عاما) تلازم الفراش.
وتتابع: “ابني الكبير مصاب بشظايا في جبهته والآخر مصاب في يده، كانت مفاجأة كبيرة لنا، وقد أمضينا ليلة الشتاء الماضية في حال سيئة”.
حجرة الجرحى
بالكاد أعاد محمد وشقيقه إصلاح الكوخ الخشبي الثاني، والذي أضحى حجرة تمريض وإقامة للجرحى من سكان البيت المصاب.
في اللحظات الأولى أصابت الشظايا الكوخ الذي يقطنه محمد وزوجته وطفله، فهرب مسرعاً إلى الجزء الجنوبي من باحة البيت، لكن وصوله للكوخ الثاني كان متأخرا عن إصابتهم بشظايا الصواريخ.
ولم تكن رحلة عربات الإسعاف بالهينة في موقع يقابل بوابة “كسوفيم”، فالاحتلال كان يصبّ النار على المنطقة بأسرها، ما أعاق وصول المسعفين للمكان قبل انخفاض وتيرة القصف.
ولا تزال آثار الدماء واضحة على فراش المصابين وفوق الحجارة المتناثرة، ترشد إلى خط سير المصابين في ثوانٍ معدودة قبل مناشدة عربات الإسعاف التي وصلت بصعوبة للمكان.
تقول الطفلة داليا: “وقع الانفجار، شاهدت شقيقي ينزف، لم أشعر بشيء لكنه نبّهني إلى إصابتي، وتوجهنا للمشفى وتلقيت العلاج”.
ويشير هشام إلى أنه سمع صوت انفجار شاهد عقبه إصابة شقيقته بشظايا في ساقيها، وقد نزفت الدماء دون أن تدري.
أما الشقيق الأكبر الذي يلازم الفراش فيقول إنه كان يترقب وجبة العشاء حين وقع القصف، وتفاجأ بعد صوت انفجار بدماء تنزف من رأسه.
وترجو والدة الجرحى من جميع المؤسسات الإنسانية والحكومية النظر لمعاناتهم وتحسين أحوال المسكن الذي لا يصلح للحياة الآدمية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
تسرب مياه الصرف الصحي ينذر بانتشار الأوبئة في غزة.. والاحتلال دمّر معظم الآبار في شمالها
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إنّ تسرب مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات المختلفة، قد يؤدّي إلى انتشار الأوبئة...
برلمانيون من أجل القدس: نقف بحزم أمام انتهاكات إسرائيل في غزة
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام طالب مشاركون في مؤتمر "برلمانيون من أجل القدس" في إسطنبول، بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والوقوف بحزم أمام...
مسؤول أممي: إزالة الأنقاض في غزة قد يستغرق 14 عامًا
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قدّرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي يتعين إزالته بـ37 مليون طن في قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه الكميات...
4 مجازر و32 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 32 شهيدا و69 إصابة...
حماس تحذر من أي جسم دولي يشرف على أونروا بديلًا عن الأمم المتحدة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت حركة حماس، من أي جسم دولي يشرف على عمل الأونروا بديلًا عن الأمم المتحدة، ودعت كل الأطراف الدولية التي امتنعت عن...
مظاهرات طلابية في جامعة باريس احتجاجاً على حرب الإبادة في غزة
باريس - المركز الفلسطيني للإعلام أغلقت مجموعة من الطلاب مداخل جامعة سيانس بو المرموقة في العاصمة الفرنسية باريس؛ احتجاجا على الحرب على قطاع غزة،...
الحاج صبري الحداد.. رحلة نزوح قاسية نهايتها الموت
رفح - المركز الفلسطيني للإعلامترك المسن الفلسطيني صبري الحداد (70 عاما) منزله في حي الأمل غرب خان يونس إبان التوغل الصهيوني غرب المدينة قبل أكثر من...