يومان من الدروس والعظات
لا يجد الاحتلال ما بوسعه أن يربحه من استمرار هذا التصعيد على جبهة قطاع غزة، كما أنّ تسخين الموقف لا يخدمه إقليمياً، وقد يُعرقِل مسار التطبيع مع عواصم عربية. ما هو أشقّ عليه أن يرى المقاومة الفلسطينية وهي تُثبِت جاهزيتها وكفاءتها وقدرتها على إيلامه، بما يردعه أكثر عن الإقدام على شنّ عدوان موسّع لاحقاً ويجعل جمهوره رهينة الإحساس بالانكشاف رغم دعاية القبّة الحديدية.
وإن استقرّ وقف إطلاق النار حقاً، فستكون خبرته خلال اليومين الماضيين مريرة، وستترك ندوباً في وعي جمهوره، وقد تتدحرج رؤوس قيادية تبعاً لذلك.
للأداء التكتيكي الذي شوهد في الميدان على مدار يومين دلالة استراتيجية لا تُخطئها العين تتّصل بمعادلة الردع التي تفرض على الاحتلال مراجعة حساباته قبل أي حملة عدوانية لاحقة على قطاع غزة. وفِي النهاية أظهر الشعب الفلسطيني في القطاع، كما في السابق، جاهزية للتضحية واحتمال الجراح؛ وهو امتياز لا يقوى عليه جمهور الاحتلال.
ما جرى على مدار يومين كان أداءً ميدانياً فلسطينياً منضبطاً في الرد النوعي على اعتداءات الاحتلال في قطاع غزة، بينما أخذت قيادة الاحتلال تنزلق إلى تصعيد أهوَج بعد تعثّر عمليتها العدوانية شرق خان يونس ومحاولتها احتواء ذيولها.
جاء ردّ المقاومة الفلسطينية جريئاً وصارماً ومنضبطاً، أما جيش الاحتلال فعاد إلى هواية قصف أهداف سهلة التي ارتدّت عليه بتوسيع الرد الفلسطيني.
من دروس الجولة أنّ التصفية الشاملة لقضية فلسطين كما تفترضها ”صفقة القرن” تُراهِن على الوهم. اتّضح مجدداً أنّ فلسطين قادرة على زلزلة الأرض من تحت أقدام محتليها من حيث لم يحتسبوا، وأنّ شعبها يقلب ضعفه قوّة وقوّة عدوِّه ضعفاً، ويُربِك المحتلين بعيون نابهة وبأدوات بدائيةً وبخيارات كانت تُحسَب من المستحيلات؛ في ميدان المقاومة أو في إبداعات الجماهير المنتفضة كما تجلّى في مسيرات العودة الكبرى.
جاءت تطورات اليومين الماضيين بعد أن ذهب خطاب التطبيع بعيداً في رسم صورة وديعة وحالمة عن القاعدة الحربية الضخمة في فلسطين لا صلة لها بالواقع، لكن الحقائق على الأرض جاءت لتصفع وعي المطبِّعين بموسم جديد من القصف والعدوان والاغتيال والهجمات المباغتة. ربما غَفل الذين أسكرهم التطبيع عن أنّ حكومة نتنياهو التي تُستقبَل بأحضان دافئة ومصافحات حميمة وابتسامات مشرقة في عواصم عربية، ويتم الإعلان عن شراكات إقليمية وثيقة معها؛ هي ذاتها التي تُمارِس القصف والتوغّلات والاغتيالات وأعمال القتل والتدمير والاستيطان وتدنيس المقدسات بلا هوادة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
المؤتمر الشعبي يعقد ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثاني حزيران القادم
إسطنبول -المركز الفلسطيني للإعلام يعقد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثاني، يومي الجمعة والسبت 28 و 29 حزيران /...
هنية يهنئ العضايلة وذنيبات بانتخابات الإخوان في الأردن
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام تقدم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، للمهندس مراد العضايلة، بالتهنئة لانتخابه...
وزارة الصحة تُحذر من النقص الحاد في الأدوية بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأحد، من النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية الضرورية لتقديم خدمات الطوارئ...
ربع مليون مشارك في تظاهرة بلندن للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت العاصمة البريطانية لندن، السبت، مظاهرة حاشدة بالتزامن مع الذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية شارك بها أكثر من ربع...
استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال بدعوى محاولة طعن قرب القدس
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب فلسطيني، ظهر اليوم الأحد، عقب إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب حاجز...
الإعلام الحكومي: الاحتلال يمنع إدخال 3 آلاف شاحنة مساعدات إلى غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن الاحتلال "الإسرائيلي" يمنع إدخال 3000 شاحنة مساعدات ويمنع مئات المرضى والجرحى من...
أونروا: 800 ألف أجبروا على النزوح من رفح ولا مكان آمن بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن ما يقرب من نصف سكان رفح (والنازحين إليها)، أو 800 ألف شخص،...