الجمعة 03/مايو/2024

أبو باسم.. الاحتلال سرق أرضه مرتين وقتل فرحته بموسم الزيتون

أبو باسم.. الاحتلال سرق أرضه مرتين وقتل فرحته بموسم الزيتون

يضرب كفا بكف، وهو يتحسس ما تبقى من أشجار زيتونه في واد عبد الرحمن شمال سلفيت، وينظر يمينا وشمالا وسط ذكريات لا تفارقه حين كانت الفرحة تعم أرجاء منزله مع دخول موسم الزيتون، والتي  باتت الآن دموعاً ووجعاً وألما.

 هذا هو حال المزارع أحمد اشتية “أبو باسم” (80 عاما) من مدينة سلفيت، خلال تفقده لما تبقى من حقل الزيتون الخاص به شمال سلفيت الواقع خلف جدار الفصل العنصري الذي ابتلع 90% من أراضي شمال سلفيت، ولم يبق إلا القليل.

قتل الفرحة
 يقول “أبو باسم”: “كنا نستعد لموسم الزيتون بالفرحة والبهجة والسعادة، ونقطف الثمار وسط الأغاني والأهازيج الفلسطينية، واليوم نسمع أغاني عبرية قادمة من مستوطنة “أريئيل” التي سلبت أراضي شمال سلفيت.

 وبتابع: “الاحتلال ينغص علينا ويقتل فرحتنا خلال عبورنا لبوابات الجدار لقطف ثمار الزيتون في الحقول التي تقع خلفه، والاستيطان سرق أرضي مرتين؛ الأولى في واد عبد الرحمن، والثانية في عزبة أبو البصل لبناء المزيد من المصانع الاستيطانية”.

رحلة العذاب
وعن موعد قطف الزيتون يضيف أنه مع صلاة الفجر نتحضر كي نلحق موعد السماح بدخول البوابة وفتحها من الجهة الشمالية لمدينة سلفيت ويقول: “حضَّرت أغراض قطف الزيتون، وتوضأت لصلاة الفجر، وانطلقت قرابة الساعة الرابعة والنصف، وانتظرت قرب البوابة حتى جاء جيب الجيش، ومن ثم فتح الجندي البوابة”.

وتابع: “أمرنا الجندي نحن المزارعين أن نبرز هوياتنا، وسط بعض الشتائم، ومن ثم حجز البطاقات، وفتش الأغراض وعبث فيها، وبعد ذلك سمح لنا أن ندخل حتى الساعة الرابعة، وهدد من يتأخر بالعقاب.

ويتحسر المزارع  “أبو باسم” على أيام ما قبل الجدار والاستيطان حيث يقول: “كنا ندخل حقولنا متى شئنا، ونخرج متى شئنا، وكنا ننام في أرضنا، ونعتني بها وقتما شئنا، أما الآن، فالأمر بات بحاجة لتصريح أو لتفتيش مهين وإذلال  متعمد كي نقطف ونجمع حبات الزيتون، وإن وقع أحد وكسرت يده فإنه مضطر لانتظار فتح البوابة في موعدها”.

وتابع: “جنود الاحتلال يضعوننا في سجن، وينغصون علينا فرحة موسم قطف ثمار الزيتون، حيث لا يسمحون بمغادرة الجدار حتى ولو تعرض المزارع لحادث مثل لدغة أفعى  بحجة أن موعد فتح البوابات هو أمر عسكري ولا يمكن تجاوزه.

بدوره يؤكد الباحث خالد معالي، أن موسم الزيتون خلف الجدار وقرب المستوطنات فيه مخاطر كبيرة، وأن تحديد فترات قصيرة لقطف الزيتون تجعل المزارعين في حالة قلق وإرباك دائمين خوفا على حقولهم من الزيتون.

وأشار معالي إلى أن وزارة الزراعة حددت تاريخ 12102018 موعدا لقطف ثمار الزيتون إلا أن مزارعين  كثر خاصة في المناطق القريبة من الساحل غرب سلفيت وطولكرم وقلقيلية وأراضي خلف الجدار لا تلتزم بالمواعيد بسبب الوضع الاستثنائي الذي تعيشه، فالمناطق القريبة من الساحل تتمتع بأجواء حارة تنضج الزيتون مبكرا.

 وأضاف أن الاحتلال بتضييقاته على المزارعين يساهم في خفض الناتج لقلة العناية بالأرض وتجريفها وقلع أشجار الزيتون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...