الأحد 19/مايو/2024

خريشة: أشرف نعالوة تمرد على المحتل والشعب الفلسطيني يعشق المقاومة

خريشة: أشرف نعالوة تمرد على المحتل والشعب الفلسطيني يعشق المقاومة

أكد حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، أن الشعب الفلسطيني يعشق المقاومة ويدافع عنها، وهي الوحيدة القادرة على توحيده.

وقال خريشة في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” حول واقع مدينة طولكرم عقب عملية ملاحقة الفدائي أشرف نعالوة، الذي قتل مستوطنين في عملية بركان بالضفة، وما يزال حرا “يدوخ” سلطات الاحتلال: إن الحاضنة الشعبية للمقاومة موجودة، وتجسدت في طولكرم خلال الفترة الماضية لمطاردة أشرف.

وأضاف خريشة الذي ينحدر من طولكرم، ويمثلها في المجلس التشريعي أن “العمليات الفردية أربكت الاحتلال، ورأينا نموذج جرار، وكم أمضى الاحتلال وهو يبحث عنه، وقضية قتل المستوطنين الثلاثة وإخفائهم لفترة طويلة، ورأينا كيف تطورت الأساليب النضالية من السكين ثم الدهس ومن ثم الطلقة”.

ويجدر ذكره، أن الشاب أشرف نعالوة قد نفذ قبل أسبوعين عملية بطولية قتل خلالها مستوطنين وأصاب ثالثا بجراح بالغة، في منطقة “بركان” شمال الضفة الغربية المحتلة، واستطاع خلال هذه المدة التخفي عن أعين الاحتلال الإسرائيلي، رغم حملات الدهم والتفتيش والإغلاقات التي شنتها قوات الاحتلال في مناطق شمال الضفة لا سيما مدينة طولكرم.

وفيما يلي نص المقابلة:

-ماذا تمثل حالة المطارد من طولكرم أشرف نعالوة بالنسبة للسياق الفلسطيني الحالي؟

أشرف مثله مثل الشباب الفلسطيني الذين بادروا بهبة انتفاضة القدس قبل أعوام قليلة، وهو حالة من التمرد على الواقع المعاش، وحالة مقاومة فردية للاحتلال بوسائل فردية بعيدة عن العمل المنظم، وبالتالي هي استمرار لحالة مهند الحلبي وأحمد جرار وللكثيرين الذين ساروا على هذا النهج كونهم شباب أعمارهم صغيرة وأقل من عمر أوسلو، وهم يتمردون على هذا الواقع لإنهاء الاحتلال، ويريدون أن يعيشوا بعزة وكرامة.

– كيف تصف الواقع العام بطولكرم بفعل الاجتياحات المتكررة بالأسبوعين الأخيرين بعد مطاردة نعالوة؟

أعتقد أن هناك حالة تعاطف حقيقية مع أي عمل مقاومة بالساحة الفلسطينية بشكل عام، وعندما يتعلق الأمر بشاب من المنطقة أو المحافظة ترى حالة تعاطف ودعوات مستمرة بأن يطول غياب أشرف عن أعين الاحتلال، وأن لا يتمكن من العثور عليه بالرغم من استخدامه للكثير من التقنيات، وأعتقد أن الوقفة أمام منزل العائلة كانت مميزة بدعوات شبابية انطلقت تطالب الناس بالوقوف والتلاحم، والتعاطف والتكاتف مع أهل أشرف، وتحديدا والده باعتبار أن أفراد أسرته بالسجن، وكان هناك هبة حقيقية من شباب المحافظة وتحديدا أهالي شويكة.

وأؤكد أن هذه تشكل حالة كسر خوف لدى الشباب والناس بالتعاطي مع هذه الحالات، والقول بصورة واضحة أنهم مع عائلة أشرف، وأنهم لا يخافون الاحتلال، وأنهم على استعداد لتقديم الكثير لأي عائلة فلسطينية تعيش نفس الظروف، فهي رسالة تحدٍّ للاحتلال بالدرجة الأولى، ورسالة تعاطف مع ذويه، وبنفس الوقت كانت رسالة تقول إنهم بحال هدموا منزل مناضل فجميع منازل المحافظة والقرية مفتوحة لهم.

وأعتقد أن وجود المواطنين بشكل كثيف في محيط هذه البيوت يمنع من تغول الاحتلال ضد هذه العائلات، وما استخدمه الاحتلال من توزيع منشورات، وأساليب أخرى للضغط على نعالوة، هي أمور لا تخدم الاحتلال، وإنما تزيد من حالة التضامن كونهم يشعرون بأن هذه النماذج الشبابية تشكل عزة وكرامة لفلسطين عامة، وسيكتب التاريخ أن هناك شاب اسمه أشرف، شرَّف عائلته، وسطر بطولة فلسطينية وحالة فردية بطولية، وسيسجل في سجل الخالدين مهما كانت النتيجة النهائية.

-ما معنى ظهور نماذج شابة في المقاومة بين الفينة والأخرى مثل أشرف وقبله جرار ومهند الحلبي وغيرهم في فكر المقاومة؟

بدأت هذه الظاهرة مع عملية ايتمار، حيث أوصل المقاومون حينها رسالة للاحتلال بأننا شعب نتوق للحرية ولسنا قتلة أطفال بعدما تركوا الأطفال على قيد الحياة، وأن الاحتلال هو من لا يميز بين طفل وامرأة وشيخ، وبعد ذلك شلالدة والحلبي وأحمد جرار، فقد كانت بداية لانتفاضة سميت بانتفاضة القدس، وأن الشباب أخذوا على عاتقهم محو العار الذي لحق بنا لسنوات طويلة، فالشباب الفلسطيني أراد أن يوصل رسالة لكل من يعنيه الأمر أنهم لن يصمتوا طويلا على هكذا ممارسات، وهم يريدون توحيد الشارع الفلسطيني من خلال هذه العمليات الفردية التي أربكت الاحتلال، ووضعته في حيرة من أمره، فبالأمس كانت العمليات منظمة لفصائل وقوى وكان الوصول للفاعلين أسهل من اليوم.

ما مدلولات العمليات الفردية واستمراريتها رغم قمع الاحتلال؟

أقول إن العمليات الفردية أربكت الاحتلال، ورأينا نموذج جرار، وكم أمضى الاحتلال وهو يبحث عنه، وقضية قتل المستوطنين الثلاثة، وإخفائهم لفترة طويلة، ورأينا كيف تطورت الأساليب النضالية من السكين ثم الدهس ومن ثم الطلقة.

إن مدلولات ذلك أن هذه النماذج بحاجة لحاضنة سياسية تحميهم، وبحاجة للقول بشكل واضح، إن على القوى أن تتوحد من أجل أن تشكل غطاء سياسيا لهم من السلطة والفصائل، كون الغطاء الجماهيري موجود دائما، ولكن الفصائل بحاجة لأن تبلور نفسها وتعيد ترتيب الصفوف.

وأكد أن الناس لا يثقون إلا بالمقاومة والمقاومين مهما كانت الوسيلة، فجميعنا يشاهد حالة التضامن والمشاركة في مسيرات العودة بقطاع غزة، وحجم التضامن مع قضية الخان الأحمر، فنحن بحاجة لجهود نضالية للوقوف بوجه هذا الاحتلال أيا يكن صاحب هذا الجهد وبأي شكل كان، وأن نؤمن بأن هذه الاحتلال لا يمكن أن نتعامل معه إلا بمنطق شعب تحت الاحتلال يريد أن يتحرر، ولا جدوى من بناء العلاقات واللقاءات مع هذا الاحتلال أو حلول سياسية أخرى.

– برأيك، هل تؤثر إجراءات العقاب الجماعي على دعم المواطنين للمقاومة وللأسر المستهدفة؟ وما هي بالتحديد إجراءات العقاب الجماعي التي تعرض لها المجتمع الكرمي بعد عملية بركان ؟

إن سياسة العقاب الجماعي سياسة ممنهجة من الاحتلال، وسبقه الإنجليز، وكل من حكم في فلسطين، ظنا منهم أنها تشكل تخويفا لهم، وأعتقد أن ذلك كان يؤثر في الماضي نتيجة جهل البعض وإشاعة مقولات زائفة من الطابور الخامس مثل: “كل العيون تبكي ولا عين أمي تبكي”، وأعتقد اليوم أن كل حر وشريف يعدُّ أشرف ابنه سواء من الرجال أو النساء.

وأستذكر هنا موقف حصل معنا في طولكرم عندما حضر ذات مرة مناضلون مثل خضر عدنان ورجا اغبارية من أم الفحم، وآباء الشهداء وأهالي أسرى، وعندما هممنا لحساب المطعم على وجبة الإفطار في رمضان قال صاحب المطعم بالفم الملآن “أنتم لستم أكرم مني، فهذا أبو الشهيد باسل، وهذا أبو فلان وهكذا” ، فهذا كان يشكل تعاطفا جديًّا، وأن العقاب الجماعي لم يعد يفيد الاحتلال بشيء أبدا.

-في السياق العام ، هل ترى أن الشباب الفلسطيني يتقدم على نخبه؟ وأن الفجوة تتسع بين الشباب والنخب؟

أعتقد أن الشباب الفلسطيني هو من يمسك زمام المبادرة، ودائما يقال إن الشعب أقوى من قيادته أو سابق قيادته، فاليوم نقول بأن الشباب الفلسطيني الذي يقود هذه العمليات يسبق نخبه، يفترض أن النخب والمثقفين ضمير الأمة، ولكن اليوم ضمير الأمة هم هؤلاء الشباب الذين يحاولون تغيير الواقع، ويعبرون عن رفضهم للاحتلال.

وأضيف أن رسالة الشباب لأشقائنا العرب، أننا في فلسطين قادرون على مواجهة الاحتلال، ولكن لا تطعنونا من الخلف، فللأسف كانت الطعنات تأتينا من المحيط.

وأؤكد أن المواطنين ملُّوا من حالة التراشق الإعلامي واستمرار الانقسام، ونأمل من القادة السياسيين أن يلتقطوا هذه الصورة والرسالة ويعملوا بهذه المعاني.

هل تؤدي النخب سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية دورها المفترض في الحالة الفلسطينية؟

أعتقد أن هذه النخب عجزت أن تقوم بدورها، فجزء منهم تنازل بشكل طوعي عن دوره الأساسي، وأصبح يطبل ويزمر ويهلل لهذا الفريق أو ذاك، وهناك نخب باعت نفسها لمؤسسات NGOs، وجزء آخَر للأسف شديد عاشوا على فتات التطبيع مع الاحتلال، وهناك جزء قليل من هذه النخب القليلة بقيت تمسك على الجمر ومحافظة عليه، ومتمسكة بالتاريخ الماضي، ولكن للأسف الشديد، هي نخب غير قادرة على إحداث أي تغيير، فالقادر على إحداث التغيير الحقيقي هم هؤلاء الرواد الشباب الذين يصنعون فجرا جديدا لشعب حر.

-كيف ترى المرحلة المقبلة في ضوء ما يجري في الميدان فلسطينيا؟
أقول: أسوأ من هذه المرحلة التي نعيشها الآن لن يكون، أزمات مركبة، أزمة سيادة وأزمة أخلاق، وأزمة قوى سياسية وأزمة فصائل وسلطة، ولكن هناك أمل وانفراجات، فعندما نشاهد عشرات الآلاف يخرجون أسبوعيا ويوميا لتؤكد بثوابتها حق العودة والقدس، وعندما نرى جموع من الناس تحارب من أجل القدس، فيكون الأمل كبير جدا، وأعتقد أن المستقبل للشعب الفلسطيني وليس للاحتلال، وبالتالي الاحتلال إلى زوال.

وأؤكد على ضرورة تعزيز وحدة وطنية حقيقية، والتحاق القيادة بهذا الركب الموحد بعيدا عن الصراعات والشتائم.

وما نتأمله أن يعمل دم هؤلاء الشباب أشرف وأحمد جرار وباسل الأعرج وغيرهم الكثير على توحيد الجميع من خلال ثوابتنا بوقف التطبيع والتنسيق الأمين، وإلغاء الاعتراف بدولة الاحتلال لإعطاء أمل للشعب الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الرشق: قلوبنا مع الشعب الإيراني الشقيق

الرشق: قلوبنا مع الشعب الإيراني الشقيق

الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام أعرب عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، عزت الرشق، عن قلقه من الأنباء التي تحدثت عن تعرض طائرة...