الثلاثاء 21/مايو/2024

جلسة الكابينت.. هل ستغير إسرائيل قواعد اللعبة؟

جلسة الكابينت.. هل ستغير إسرائيل قواعد اللعبة؟

بعد جلسة ماراثونية للكابينت “الإسرائيلي” (مجلس الوزراء المصغر) أمس، لم يصدر أي تصريح إعلامي يفصح عما دار من نقاشات؛ عدا ما قاله أحد الوزراء إن قواعد اللعبة سوف تتغير مع غزة، في إشارة إلى سياسة جديدة ممكن أن يستخدمها الكيان مع القطاع.

والأربعاء أعلن جيش الاحتلال استهداف 20 موقعا للمقاومة بمناطق متفرقة في قطاع غزة، وهو ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين، وسبق سلسلة الغارات “الإسرائيلية”، سقوط صاروخ أطلق من غزة في ساحة منزل، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مستوطنين في مدينة بئر السبع المحلتة.

وكانت غرفة العمليات المشتركة للمقاومة نفت في بيان لها، مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ على بئر السبع، مشددة في الوقت ذاته على أنها “جاهزة للتصدي لاعتداءات الاحتلال”، قائلة: “حين نقوم بذلك لا نختبئ خلف أي ستار، بل نعلن ذلك بوضوح في إطار مسؤوليتنا الوطنية”.

“المركز الفلسطيني للإعلام” رصد أبرز ردود الأفعال وما رشح من جلسة الكابينت من خلال ما تناقلته وسائل الإعلام العبرية.

صمت وتكتّموذكرت القناة العاشرة العبرية، أنه بعد 5 ساعات من اجتماع “الكابينت” لم يعلن عن نتائج قراراته، ووقعت خلافات حادة بين الوزراء، وطلب منهم عدم إجراء مقابلات صحفية، وعدم الإدلاء بأي معلومات حول حيثيات الجلسة، مع أن غالبية أعضائه يدفعون باتجاه التوصل إلى تهدئة مع حماس بوساطة مصرية، ويعارضون شن حرب شاملة على قطاع غزة.

وأضافت القناة العاشرة أن “قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي”، قررت العودة إلى الوضع الروتيني واستئناف العملية الدراسية في مستوطنات “غلاف غزة”، مع أن هناك تأكيدات أن الجيش أوصى “الكابينت” بعملية عسكرية جوية سريعة على القطاع.

وفي السياق ذاته، نقلت القناة عن المفتش العام للشرطة “الإسرائيلية” روني الشيخ، استبعاده نشوب تصعيد أمني مع قطاع غزة بسبب سقوط الصواريخ على بئر السبع.

وقال “روني”: “إنه لا يعتقد أن أحداً في المنظومة الأمنية الإسرائيلية يرى أن حماس لديها مصلحة في تصعيد الأوضاع في الوقت الحالي”.

الملاذ الأخير

ونقل موقع 0404 العبري عن مصدر عسكري قوله: “ننتظر أحداث يوم غد الجمعة لنقرر بشأن العملية العسكرية على غزة”. 

وقال رئيس مجلس أشكول غادي يركوني لإذاعة الجيش صباح اليوم الخميس: إن “العملية العسكرية هي بالتأكيد الملاذ الأخير، ولكن أمس حدثت المعجزة بالتهدئة، ولكن غدا أو بعد غد سنجد أنفسنا في الوضع نفسه كما في الأشهر الستة الماضية، لذلك يجب علينا أن نتصرف، وإن سكان الغلاف مستعدون لعملية عسكرية من أجل تحقيق الهدوء”، وفق زعمه.

وأضاف “يركوني”: “لا نطالب بحملة برية، لكن يجب إخافة قادة حماس بغزة؛ لأنها ستستمر في فرض شروط الحياة علينا بالغلاف، وكنا نتوقع اتخاذ قرار بتسديد ضربة قوية لها الليلة، وإن قصف بئرالسبع  كان فرصة كبيرة للحكومة وللجيش الإسرائيلي لردع حماس، وكان عليهم استغلالها من أجل إعادة قوة الردع أمامها”، حسب تعبيره.

وختم يركوني: “بالأمس سمعنا من رئيس الوزراء أنه مصر على تقديم ضربة قاسية لحماس، وبعد انتهاء جلسة الكابينت شعرنا بالإحباط الشديد، لأننا اكتشفنا أن الكابينت لم يتخذ أي قرارات جديدة، وعادت الأمور إلى ما كانت عليه، وفي لقائنا مع نتنياهو أبلغنا أنه سيوجّه ضربة قاسية لحماس، وطلب منا الصبر والتحمل”.

تغيير قواعد اللعبة

بدروها ترى صحيفة “هآرتس” العبرية، أن المنظومة الأمنية “الإسرائيلية” تقدر أن اللهجة القتالية الهجومية التي يستعملها ليبرمان، تعبر عن حالة ضغط سياسي شخصي وتتناقض مع سياسات الجيش.

وفي الصدد ذاته، نقل جيلي كوهين، من شبكة “كان” العبرية، عن وزير الاستيطان يوآف غالنت، قوله: “أنا لا أشير إلى مناقشات الكابينت لكني أستطيع أن أقول شيئًا واضحًا جدًّا؛ قواعد اللعبة على وشك التغيير، ولن نقبل “إرهاب” النار والسياج الفاصل.

وفي مؤتمر صحفي سابق عقدته صحيفة معاريف مع “غالنت”؛ حذر الأخير من الدخول في حرب جديدة مع حركة حماس في قطاع غزة، قائلاً: “علينا التفكير 10 مرات قبل أن نصل إلى الحرب”، وطالب بضرورة وقف (إرهاب حماس)، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وتحسين الأوضاع في قطاع غزة.

وتابع غالنت: “علينا أن نتذكر أنهم قتلوا العشرات من جنودنا، وفجروا الحافلات، ولديهم الأنفاق، الوضع ليس جيدا، ولكن قبل الحرب نحن بحاجة للتصرف بمسؤولية، ولا يزال هناك إمكانية للهدوء، وضرب قطاع غزة سيجعله يتدهور أكثر، وسوف ندخل في مواجهة أخرى”.

حماس الذكية

المستشار “الإسرائيلي” العالمي موتي كريستال، قال عبر “تويتر” حول تصعيد أمس: “حماس في عهد السنوار ذكية واستراتيجية ومبادرة واستباقية، والتصعيد على السياج ووقف إطلاق الهاون مقابل إطلاق صواريخ الغراد شرقاً وغرباً وتحميل المسؤولية لمنظمات “مارقة”، حقق ثلاثة أهداف: أولها، الفحص العملي للقبة الحديدية، والثاني، تحقيق صورة نصر في بداية الجولة، وأخيرا، التقدم نحو التصعيد أو ترتيبات التهدئة، وكلاهما جيد لحماس”.

وتحت عنوان “يجب علينا استعادة الردع”؛ كتب الصحفي والمعلق السياسي في القناة السابعة الأسبوعية شلومو بيوتركووسكي: “إن أحداث الأشهر الأخيرة على حدود قطاع غزة، دليل واضح على أن الردع الإسرائيلي ضد قطاع غزة  قد تآكل، لكن النتيجة واضحة ولا لبس فيها؛ التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة لا تخشى تصعيد المواجهة مع إسرائيل، وهي مصممة على إعادة إرساء قواعد اللعبة في هذه الساحة، ما ألحق أضراراً كبيرة بروتين السكان الإسرائيليين في محيط غزة”.

تصريحات جوفاء

ويضيف “بيوتركووسكي”: “احتلال قطاع غزة ليس على جدول الأعمال، ولكن قد تكون الظروف مناسبة لذلك، لذا فإن الطريقة الوحيدة للتعامل مع الوضع هي تثبيت الردع الإسرائيلي”.

ويوضح الصحفي أن واقع الأحداث في الجنوب يشي بأن حماس ستوقف رعب الطائرات الورقية والبالونات فقط عندما تعتقد أن “إسرائيل” ستستجيب لمطالبها، ولهذا لن تكون التهديدات “الإسرائيلية” كافية، لذلك يتطلب الأمر عملا عسكريا حقيقيا.

وتابع: “إذا كانت تصريحات نتنياهو وليبرمان تسبقان خطوة عسكرية حقيقية، فسيكون خطابهما ذا قيمة وأهمية، أما إذا كانت مرحلة أخرى من سياسة التهديدات الجوفاء ضد حماس، فمن البدهي أن نفترض أن قادة حماس لن يكونوا مكترثين لهذه التهديدات، فقط إذا شعر قادة حماس أن لديهم حقا ما يخسرونه من استمرار الوضع الحالي، فهناك احتمال أن يتغير الوضع الأمني في التجمعات المحيطة بقطاع غزة للأفضل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات