الإثنين 20/مايو/2024

بيان الغرفة المشتركة.. هل فوتت المقاومة فرصة الالتفاف على غزة؟

بيان الغرفة المشتركة.. هل فوتت المقاومة فرصة الالتفاف على غزة؟

لم يعهد على المقاومة الفلسطينية نفي مسئولياتها عن إطلاق أي صواريخ أو قذائف أو تنفيذ عمليات ضد الاحتلال، ربما هي المرة الأولى التي تنفي عملية التبني بشكل واضح وفي بيانٍ مشترك، ما يؤكّد وعي المقاومة بأفعالها ومدى حرصها الشديد على الجهود المبذولة من الوسطاء بينها وبين الاحتلال “الإسرائيلي” للتوصل لاتفاق شامل.

وتعرض قطاع غزة لغارات إسرائيلية مكثفة أسفرت عن استشهاد شاب وإصابة آخرين، بعد وقت قليل من سقوط صاروخ من القطاع في مدينة بئر السبع المحتلة، في ظل وساطات مصرية وأممية لإعادة الهدوء.

لن نختبئ!

أبرز ما جاء في بيان الغرفة المشتركة للمقاومة الفلسطينية، أنّها حذّرت من المحاولات “غير المسئولة التي تحاول حرف البوصلة، وتخريب الجهد المصري للتوصل، والتي كان آخرها إطلاق الصواريخ الليلة الماضية”.

وقال بيان المقاومة: “حين تقوم (المقاومة) بذلك لا تختبئ خلف أي ستار، بل تعلن ذلك بوضوح في إطار مسئوليتها الوطنية، وستبقى بندقيتنا الدرع الحامي لشعبنا، وسيبقى سلاحنا مشرعاً في وجه عدونا”.

دليل قوة

المحللان المختصان في الشؤون الإسرائيلية أيمن الرفاتي وعماد أبو عواد، في حديثها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” اتفقا أنّ بيان المقاومة هو دليل قوة لما تملكه من إمكانات ولا تخجل عندما تريد الرد على اعتداءات الاحتلال من الاعتراف بذلك في بيانٍ رسمي مدموغ بتواقيع كل فصائل المقاومة.

ويشير عواد، أنّ بيان المقاومة الفلسطينية يؤكد على استعدادها لخوض معركة الدفاع عن قطاع غزة وتحقيق مطالب أبنائه العادلة في رفع الحصار عنهم، مضيفاً: “المقاومة تدرك أنّ هناك فئة تريد إدخال غزة في دوامة حربية على أمل إضعاف المقاومة، وتحميلها مسؤولية ويلات الحرب”.

ويشيد المحلل عواد، بجرأة المقاومة في تبني أفعالها وعدم تبني سلوكيات خارجة عن القواعد المشتركة للغرفة المشتركة، “هذا دليل قوّة وليس دليل ضعف”، كما أشاد بمدى احترامها للجهود المبذولة لإنهاء الحصار، وعدم انجرارها لمربع عدم احترام الوسطاء أو إحراجهم.

أهمية كبيرة

ويقول المحلل الرفاتي: “بيان المقاومة يريد أن يعطي الدور المصري أهمية كبيرة لإمكانية الوصول لتهدئة شاملة، تؤدي للمضي فيما تم الاتفاق عليه خلال الفترة الماضية”.

ويضيف: “قوة البيان يشير إلى أنّ المقاومة تدرك حجم قوتها وما لديها من أوراق، لكنها تغلب الجوانب السياسية والحلول لوجود دلالات على قرب التوصل أو تحقيق ما قُدم خلال الفترة الماضية”.

وأوضح أنّ البيان عرَّج على مسيرات العودة، لافتاً إلى أنّها تدرك مدى تأثير هذه المسيرات على الاحتلال، في المقابل إن تكلفتها أقل بكثير من الذهاب إلى مواجهة عسكرية واسعة خلال الفترة المقبلة.

ويوضح الرفاتي، أنّ بيان المقاومة يظهر احترامها للوسطاء الذين يحاورونها، “وخاصة الوفد المصري الذي يتوسط في هذه القضية، وتنسق معه جميع الجهود، ولا تسعى لإغضاب المصريين خلال الفترة الحالية”.

تعطيل الإجماع

الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، أكّد أنه منذ البداية كان واضحا أنّ الحدث عرضي وليس قرار فصائل المقاومة، “بيدّ أن المقاومة جاهزة للتصدي لاعتداءات العدو والذهاب لأبعد مدى”.

وأضاف: “يبدو أن هناك من يريد تعطيل الإجماع والإضرار بمسار مسيرات العودة، فالمسيرة مستمرة وحالة الاشتباك الشعبي متواصلة”.

وأشار المدهون، إلى أنّ تطويق الحدث أهم من الدخول بمواجهة عسكرية، والحصار يجب كسره وتجاوزه لتعيش غزة بأمن وأمان.

ومضى يقول: “الحصار والذل أسوأ من الحرب، والاستعداد للقتال والموت يهب النصر والعزة، فلا أحد يرغب في الحرب والمواجهة العسكرية، ولكن الحصار، وإغلاق المعابر، وفرض العقوبات، ومنع الرواتب والتضييق المستمر، هو عدوان قاس لا نطيقه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات