السبت 27/أبريل/2024

هل تجد المقاومة نفسها مضطرة للتصعيد مع الاحتلال؟!

هل تجد المقاومة نفسها مضطرة للتصعيد مع الاحتلال؟!

من جديد لوحّت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بالعودة لميدان المواجهة العسكرية مع الاحتلال الصهيوني، ردًّا على جرائمه التي يرتكبها بحق المشاركين في مسيرات العودة التي قاربت منذ انطلاقتها على نصف العام.

المقاومة التي أعلنت عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة، أعلنت أمس، أنّها تدرس خيارات الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق مسيرات العودة.

وذكرت مصادر محلية، أنّ غرفة العمليات المشتركة للمقاومة بغزة، اجتمعت مساء السبت في غزة؛ للتباحث بشأن الرد على جرائم الاحتلال بحق المشاركين في مسيرة العودة الكبرى الجمعة الماضية، ما أدى إلى استشهاد 7 مواطنين وإصابة أكثر من 500 آخرين.

توازنات صعبة
“تحدي المقاومة وتلويحها بالعودة لميدان المواجهة العسكرية بغض النظر عن الظروف المحيطة، تثبت أنّها ليست مقاومة هوجاء”، هذا ما أكّد عليه المحلل السياسي أيمن الرفاتي، مبينًا أنّ المقاومة تسير وفق توازنات صعبة.

ويشير الرفاتي إلى أنّ المقاومة تدرك أنّها تسير بين توازنات المواجهة العسكرية من جهة، ومحاولات كسر إرادة الجماهير الفلسطينية في ضوء ازدياد الزخم وعدد المشاركين أسبوعاً بعد أسبوع بمسيرات العودة من جهة أخرى.

ويضيف: “مرة أخرى تثبت المقاومة أنها ليست هوجاء، وتقدر خياراتها بدقة، وتسير ما بين التوازنات لتحقيق أهدافها”.

لم يبق ما تخسره
المحلل العسكري رامي أبو زبيدة، أكّد أنّ عقد غرفة العمليات المشتركة للمقاومة مشاورات جادة لتدارس سبل الرد على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة، يؤكد أنّها باتت اليوم هي المسؤولة عن تنظيم وإدارة وتوجيه العمل والرد على عدوان الاحتلال.

وقال: “هذا له أهمية كبيرة في تحقيق الردع المؤثر ونجاح العمليات العسكرية للمقاومة، ورسالة للعدو أن تدخل المقاومة بالرد على أي تجرؤ على المسيرات بات وشيكاً لإيصال رسائل قوية للاحتلال أننا جاهزون ومستعدون للذهاب إلى أبعد مدى بالتصعيد والضغط الميداني، وأنه لم يبق شيء لغزة لتخسره وأنّ على الجميع أن يعاني ويتألم كما تتألم غزة”.

وأشار المحلل العسكري إلى أنّ تواصل جرائم الاحتلال في ظل انسداد أفق التوصل لتهدئة؛ يتطلب مبادأة وابتكارا في الرد على الاحتلال والتحضير المسبق لمواجهة الواقع الراهن على الأرض والاحتمالات المرتقبة.

مضطرة للتصعيد
“غزة قد تجد نفسها مضطرة للتصعيد بالشكل الذي تراه مناسباً، لأن ذلك من شأنه أن يسرع في البحث عن حلول”، هكذا اختصر المختص بالشأن الصهيوني صلاح الدين العواودة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” طبيعة دراسة غرفة العلميات المشتركة للرد.

وأوضح أنّه “إذا لم تسفر زيارة الوفد الذي دُعي من النظام المصري عن تهدئة، فإن الأمور ذاهبة إلى التصعيد، وهذا ليس بناء على ما تناقشه غرفة العمليات المشتركة، وهو ما يتعلق بالرد على جريمة الجمعة الأخيرة فحسب، بل نتيجة استمرار الوضع السيئ في قطاع غزة، وعدم تخفيف الحصار، وتصاعد عقوبات السلطة الفلسطينية”.

وأشار إلى أنّ خطاب رئيس السلطة في الأمم المتحدة ودوره في تعطيل الجهود المبذولة عربياً ودولياً للوصول إلى حل في غزة، جعل نتنياهو يحذر السيسي ويطلب منه الضغط على عباس.

وقال: “التصعيد ينبئ بمواجهة عسكرية لا أحد يريدها، وينبه أيضاً إلى أن المشكلة ما زالت قائمة وتتفاقم، وهو هدف لمسيرات العودة أصلاً، لذلك وإن طال الانتظار إلا أن الضوء في آخر النفق”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات