الثلاثاء 21/مايو/2024

نصف عام على مسيرة العودة.. هل اقتربت لحظة الصفر؟!

نصف عام على مسيرة العودة.. هل اقتربت لحظة الصفر؟!

مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، تنهي نصف عامٍ، وما يزال الشعب الفلسطيني يسطر أروع ملاحم الصمود والتحدي على تخوم قطاع غزة الشرقية، في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المدججين بالسلاح.

نصف عام، ويبذل الشعب الفلسطيني، أغلى ما يملك في سبيل حريته، في سبيل كرامته، حق عودته، وكسر حصار طال أمده، واستشرت معالم ظلمه في تفاصيل حياة “الغزيين” الدقيقة، لتحيلها عذابا وقسوة.

فقد ارتقى في مسيرة العودة الكبرى والتي انطلقت في 30 آذار/ مارس الماضي 202 شهيدًا، وأصيب 20 ألفًا، 400 منهم في حالة خطيرة، في استخدام مميت للقوة من الاحتلال الإسرائيلي ضد متظاهرين عزّل، لا يملكون سوى قوة الحق والإرادة.

وشهدت الجمعة 28 من أيلول، مجزرة إسرائيلية بشعة ضد المتظاهرين السلميين على حدود غزة في “جمعة انتفاضة الأقصى”، وأسفرت عن استشهاد 7 مواطنين بينهم طفلان، وإصابة أكثر من 500 آخرين، في جمعة وصفت بالأشد قوة منذ 14 مايو/ أيار الذي شهد مجزرة راح ضحيتها 70 مواطنًا.

“تسخين جبهة غزة”

ومع ما سبق من مشهد للأحداث المتواصلة بغزة، واستمرار إرسال البالونات الحارقة، وفعاليات “الارباك الليلي” وتواصل المظاهرات البحرية وقرب “زيكيم” وباقي نقاط التماس، على مدار الساعة، يعود إلى واجهة الإعلام الإسرائيلي الحديث عن “تسخين الجبهة في غزة”.

وقبل يومين، قالت صحيفة “هآرتس”: إن الجيش الإسرائيلي لن يسمح لحرب الاستنزاف الطويلة التي تشنها حركة حماس على حدود قطاع غزة الشرقية.

كما قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن جيشه جاهز للتعامل مع أي سيناريو قد يطرأ على جبهة قطاع غزة، وأن تهديداته جدية، منتقدًا في نفس الوقت سياسة رئيس السلطة محمود عباس تجاه القطاع.

ونقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن نتنياهو قوله في حديث لصحافيين إسرائيليين في نيويورك: “نحن جاهزون لأي سيناريو، وهذه كلمة جدية”.

كما نقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن نتنياهو طلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائهما الأخير في نيويورك العمل على تهدئة الأوضاع في غزة منعًا لانفجارها.

وبحسب نتنياهو فإن “الأزمة في القطاع نابعة من انهيار الاقتصاد، إذ يعيش السكان على الفتات، ويسعى أبو مازن لأخذه منهم”، وفق الصحيفة.

وأوردت الصحيفة حديثًا على لسان نتنياهو قال فيه إن: “عباس مسؤول عن الأزمة الآخذة في التعاظم بالقطاع”.

أما موقع “والا” العبري فنقل عن نتنياهو قوله إن: “على أبو مازن التوقف عن التهرب؛ لأن ذلك سيؤدي إلى انفجار لا يرغب به أحد”.

وأضاف نتنياهو “من الواضح أن حماس خلقت الأزمة الأولى في القطاع، ولكن أبو مازن سدد للقطاع الضربة القاضية”، على حد قوله.

“المشكلة الأكثر إلحاحًا”

كما قالت القناة الإسرائيلية العاشرة: إن المشكلة الأكثر إلحاحًا التي تواجه “إسرائيل” حاليًّا هي قطاع غزة.

وذكرت القناة العبرية اليوم الأحد، أن “القلق لدى المؤسسة العسكرية يتمثل في أن فرص المواجهة العسكرية في غزة قد ازدادت في الأسابيع الأخيرة، لا سيما بارتفاع وتيرة التصعيد على الحدود”.

وحذر الجيش الإسرائيلي، أنه “وفي غياب الحلول، فإنه من المرجح أن يتدهور الوضع والشعور بين سكان غلاف غزة (المستوطنات) هو أن دفع العملية إلى الأمام مرة أخرى، أكثر من فرصة التهدئة”.

ونشرت القناة العاشرة تقريرًا قالت فيه، إنه مع عدم سقوط صواريخ من غزة، فإن الترجيحات تشير إلى أن حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” لا يزالان مهتمين بالتوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأجل مع “إسرائيل”.

وكانت مصادر إعلامية عبرية، قد أفادت بأن “كتائب القسام”؛ الذراع العسكري لـ”حماس”، قد أطلق أمس السبت سبعة صواريخ باتجاه البحر، ضمن التجارب الصاروخية التي يقوم بها لتقوية وتعزيز “ترسانته”.

وأشارت المصادر العبرية، إلى أن إطلاق الصواريخ السبعة باتجاه البحر من حماس، تمت في الوقت الذي تشهد فيه جبهة القطاع تسخينًا مستمرًّا على الحدود.
ّ
“تدريجي ومتعمد”

كما كتبت صحيفة “هآرتس” تحت عنوان “بشكل تدريجي ومتعمد، حماس توتر الحدود”: “اليوم الأكثر دموية في غزة منذ شهرين يبدو وكأنه قرار من حماس التي تنفذ تهديداتها لإشعال المنطقة، مصر ما تزال تعلق أملها على عباس، ولكن ليس لدى عباس مصلحة في مساعدة الخصوم السياسيين”.

وتقول الصحيفة العبرية: “تبدو كثافة العنف نتيجة مباشرة لقرار اتخذته حماس، حيث كان قادة التنظيم في قطاع غزة قد هددوا في الأسابيع الأخيرة بتصعيد المواجهات مع إسرائيل حول السياج الأمني، في ظل الجمود في المحادثات حول خطة إعادة التأهيل لقطاع غزة، خلال هذه الفترة ازدادت وتيرة المظاهرات، بشكل شبه يومي، ومحاولات اختراق السياج، وفي يوم الأربعاء، تمكن عشرات المتظاهرين من عبور السياج وتخريبه إلى أن دفعهم الجنود”.

وأشارت إلى أنه لا تزال الآمال المصرية في التوصل إلى اتفاقية طويلة الأمد قائمة على مساهمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ولكن ليس لدى عباس مصلحة في المساهمة في ترتيب يعزز منافسيه السياسيين (إشارة لحركة حماس)، وسوف ينقل إلى الشعب الفلسطيني أن أولئك الذين يعارضون بقوة “إسرائيل” يمكنهم فقط الحصول على تنازلات، وفق “هآرتس”.

وتقول الصحيفة: إن ضخ المزيد من الأموال إلى الأونروا، وهي اتفاقية قطر الواضحة لتمويل نقل الوقود الذي ستستخدمه محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة، ليست سوى استبدال جزئي للإجراءات الأخيرة ضد الفلسطينيين من “إسرائيل” وعباس على قطاع غزة، تأثير هذه التحركات من شأنه أن يفاقم الأمور في الأشهر المقبلة.

“مسألة وقت”

الجنرال احتياط رونين ايتسيك كتب هذا الصباح في يسرئيل هيوم تحت عنون “حدوث عملية بغزة مسألة وقت”.

وقال: إذا ما تم اتخاذ قرار بالقيام بعملية في قطاع غزة، فإن بدايتها يجب أن تكون بمبادرة من “إسرائيل” وأن تكون مفاجئة لا أن تكون نتيجة للانجرار وراء حماس، من الضروري التعلم من الافتتاحية القاصمة التي بدأت بها عملية “عوفيرت يتسوكا”- الفرقان- لكن باتجاه نهاية مختلفة إطلاقاً، هذه المرة لا مناص من أن تدمر “إسرائيل” وجود حركة حماس، وبالكامل.

الكيان يتعامى

وقال محلل الشؤون الإسرائيلية في “المركز”: الواضح أن الكيان يرفض لغاية الآن أو يتعامى عن توصيف الحالة التي يمر بها قطاع غزة؛ وكأن المشكلة الأساسية هي الغذاء وموضوع الأونروا، مع أن كل ذلك هو نتائج مترتبة على حصار بقعة صغيرة جدا لأكثر من 12 عاما، وترتب على هذا الحصار الخانق القاتل كل ما يمكن أن يقال عنه جريمة بشعة ترتكب ضد الإنسانية، ومع هذا فإن قيادة الكيان تحاول توصيفه بشتى المسميات، لكن بعيدا عن حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأرضه .

وأضاف أن الكيان يحاول أن يرمي بالكرة داخل الملعب الفلسطيني بشكل دائم؛ من خلال تحجيم القضية على أن ما يحصل هو نتيجة لما تقوم به حماس، وتشجع وتمول وتضغط باتجاه حشد التظاهرات على السياج الفاصل هذا من ناحية، من ناحية أخرى قيادة الكيان تحاول تجييش الرأي الدولي لصالحها ضد حماس؛ وذلك من خلال عرض الإعلام الصهيوني الموجه من قيادته بأن حماس تستخدم الأطفال كدرع لتحقيق غاياتها.

وأشار أن الضغط ينصب الآن على رضوخ حماس وقبولها بأي طرح مقدم، وفي الجهة المقابلة رئيس السلطة أبو مازن يضغط من جانبه على حماس بأي وسيلة، ويعرقل أي حل ممكن التوصل له، لأن ذلك يعني أن صلاحيته فعلا قد انتهت.

وختم المحلل بالقول مسألة التهديد والتلويح بجهوزية جيش الكيان للحرب؛ هذا لرفع معنويات الجيش ويصب في خانة الحرب النفسية التي ما غابت عن مسرح أحداث “مسيرات العودة”، فقد نشرت صحيفة هآرتس أن نتنياهو لا يريد انفجارا أكثر من ذلك في القطاع وقال، “نحن جاهزون لأي سيناريو” وطلب من الرئيس المصري أن يضغط على أبو مازن من أجل رفع العقوبات عن القطاع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات