عاجل

الثلاثاء 21/مايو/2024

غزة واللاجئون .. ضحايا عقوبات عباس بأي وجه يمثلهم؟

غزة واللاجئون .. ضحايا عقوبات عباس بأي وجه يمثلهم؟

في طريقه إلى منصّة الأمم المتحدة، يتوعد رئيس السلطة محمود عباس، غزة بالمزيد من العقوبات الجماعية، وهو الذي يحرم أبناءها من الرواتب والكهرباء، بينما يستجدي المفاوضات مع “إسرائيل”، ويبدو أقرب إلى الخنوع في مواجهتها والصلف الأمريكي مكتفيا بمعزوفة التهديدات دون تطبيق.

هل يتحدى عباس خطاب (ترمب) الرئيس الأمريكي الذي فصله عنه ساعات ويقلب الطاولة؟! لا أحد يثق بقدرة رئيس سلطة يفخر بتوافقه بنسبة 99 % مع رئيس مخابرات عدوه.

بدا واضحاً أن عبّاس الذي يرفض المصالحة يفقد يوماً بعد يوم شعبيته مع سيطرة الاحتلال الكاملة على الضفة يعيش حالة تناقض بين القول والعمل أهمها تناوله جوهر القضية (اللاجئين) وهو يمارس عكس ما يقول.

حق اللاجئين
مهندس اتفاق “أوسلو” المصرّح دوماً بقدسية التنسيق الأمني مع أجهزة أمن الاحتلال رفضاً للمقاومة المسلحة ثم تصريحه العلني الشهير بعدم الرغبة في العودة لصفد بلدته الأصلية جوهر القضية يفعل عكس ما يقول.

ويؤكد عبد الستار القاسم أستاذ السياسة في الضفة المحتلة، أن من صاغ اتفاق أوسلو ووقّعه لا يريد ضمناً عودة اللاجئين لأن الاتفاق يعترف بحق الكيان الصهيوني ووجوده، ولا يمكن الاعتراف به ثم تغيير المعادلة السكانية داخل دولة وجب احترام سيادتها.

ويتابع “يكرر حديثه إعلامياً أنه يريد حق العودة، ولكن من يريد يضع برنامج عمل وخطوات عملية، هناك دائرة للاجئين في منظمة التحرير لكنها لم تقدم برامج عملية لحق العودة واعتمدت على تمويل حاجاتهم من الدول الأخرى”.

مبكرًا انتبه حكيم الثورة، جورج حبش، مؤسس الجبهة الشعبية الفلسطينية السابق، لخطورة توجهات عباس، فتنبأ بمساره، مؤكدًا أنه اقترف أخطاء (..) ستتسبب في القضاء على القضية الفلسطينية.

ولام حبش المعارض لعملية التسوية، عباس لتقديمه التنازلات تلو التنازلات للإسرائيليين الذين لم يعطوه شيئا في المقابل، مضيفاً “أبو مازن مهندس اتفاقات أوسلو يستهين بالوحدة الفلسطينية، ويعتمد على الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل للبقاء في منصبه”.

تكرار للاستجداء
ويقلل إبراهيم حبيب، المحلل السياسي، من جوهر مواقف عبّاس الأخيرة وخطابه المرتقب بالأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه لن يختلف عن خطابه عام (2017) الذي جسّد حالة استجداء للمجتمع الدولي.

ويتابع “الآن سيكون الاستجداء أكبر؛ لأن خطاب ترمب قبل ساعات أفصح أنه سيدعم من يحترم أمريكا، ولن يتمكن من جمع موقف وطني وتحدي أمريكا وإسرائيل لذا سيكرر استجداء الجمعية العامة، ودول العالم لا تريد صداماً مع أمريكا”.

تفصح أزقة غزة وشوارعها عن حكاية اللجوء في مخيماتها؛ فقرابة (75%) من سكانها البالغ تعدادهم حوالي مليوني نسمة هم من اللاجئين الذي يتعرضون سكانًا وموظفين لعقوبات السلطة الفلسطينية فانهارت حياتهم بالكامل.
كل ما يرغب به عبّاس هو إطالة الانحناء ممثلًا مسرحيًّا راق له تصفيق الجمهور في حين ضاعت القضية الفلسطينية وانهارت الحياة كاملةً بغزة، وقد شيّعه أنصاره القلائل واستقبلوه باحتفالية قبل كل خطاب متناقض.

تناقض
ويشير المحلل قاسم إلى حالة التناقض بين خطاب عباس الإعلامي وموقفه العملي بحق اللاجئين بغزة؛ فعلاوةً على معاناة التشرّد واللجوء عززت عقوباته تدمير الحياة اليومية، وكشفت سياسته أنه لا يريد مصالحة وطنية.

ويتابع “تظهر حالة التناقض بوضوح في خطاباته بالأمم المتحدة التي تجسد حالة معاكسة لسياسته في الداخل؛ فهو يطالب بالديمقراطية ويمارس عكسها على غزة، ويدّعي أنه رئيس وولايته انتهت عام 2009”.

في خطابه السابق بالأمم المتحدة وعد مودعيه أنه سيفجر القنبلة، وحين نزع الفتيل قال: “إذا لم تلتزم إسرائيل بما اتفقنا عليه سابقاً لن نلتزم أيضاً”، وقد وجد نفسه مضطراً للقبول بإملاءات الاحتلال، والقبول بأي شكل تفاوضي؛ ما عزّز من تناقضه المتكرر.

غزة تعيش عقوبات غزة وتمضى في مسيرة العودة مدعومةً بقرار (194) الصادر عن الأمم المتحدة سابقاً، وتزداد وجعاً بلاجئيها وشوارعها، ورئاسة السلطة تخاطب العالم عن الحق الفلسطيني وتحرم لاجئ غزة العلاج والكهرباء.!

ويقول المحلل حبيب: إن عبّاس لا يستطيع مخالفة ما طرحه ترمب سابقاً في قضية اللاجئين حين قال: “ضرورة الوصول لحل متفق عليه”.

موقف عباس من موقف أمريكا. دعم الأونروا سيمضي في اتجاه معاكس حين يطالب بعودة التمويل، حيث يرجح المحلل حبيب زيادة سيطرة أمريكا على قرار تمويل السلطة والأونروا، وبالتالي سيتساوق عباس تلقائياً مع ما خطط له الاحتلال والأمريكان.

ويتابع “حصار سكان غزة ومعظمهم لاجئون بذريعة عودة الشرعية يصدر من رئيس فاقد للشرعية يفتقد سيادة أيضاً على الضفة، حيث طالبه كثيرون من قادة العمل الوطني بالرحيل”.

الكلام يعاكس الفعل
الكلام يعاكس الفعل، فهو حسب رؤية مصطفى الصواف المحلل السياسي، يتحدث أنه لا يوجد عقوبات على غزة وهو يمارس الجريمة بحق الرواتب والكهرباء والتحويلات الطبية والمشهد اليومي برمته.

ويضيف الصوّاف: “الآن توجه للأمم المتحدة خالي الوفاض؛ فلا وحدة ولا لقاء مع الفصائل ولا مع الشعب، وسيطالب بحقنا وجوهر القضية اللاجئ لكنه نفسه من يحاصره بغزة. أتوقع موقفًا معلنًا ثم تراجعًا قريبًا؛ فقد قرر المجلس المركزي سابقاً وقف التنسيق الأمني في حين يكمن سرّ بقاء سلطة عباس في التعاون الأمني”.

وتهاوت شعبية عبّاس وجماهيريته في الشارع وبين القوى الوطنية؛ لأن برنامجه وخطابه السياسي عكس حالة استفراد واستقواء لن يقبل بها أحد، وهو دائم التراجع عن مواقفه المعلنة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات