عاجل

الثلاثاء 21/مايو/2024

عماد اشتيوي.. صانع الهدايا يهدي شهادته لأهله وأحبابه

عماد اشتيوي.. صانع الهدايا يهدي شهادته لأهله وأحبابه

“عندما ترى ابتسامته للوهلة الأولى تشعر بارتياح شديد وتشعر كأنه يبث الأمل والحب والتفاؤل في قلوب الناس ووجوههم”.. هكذا اختصر بعض محبي الشهيد عماد داود اشتيوي (21 عاماً) حديثهم عن صديقهم الذي رحل إلى ربه شهيداً برصاصة “إسرائيلية” حاقدة اخترقت جبهته واستقرت في دماغه الذي لطالما كان يبث إبداعاً في كل مجالات حياته.

مغلف الهدايا

رغم حداثة سنه إلا أنّه كان مبدعاً في كل مجالات حياته، وكان أبرز ما يهتم به هو إدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب كل من يعرفهم من أهله وأصدقائه ومحبيه، حيث كان عصامياً في الاعتماد على نفسه بكل شيء.

يقول أحد أصدقائه: قبل أكثر من عام قرر عماد أن يفتتح محلاً لبيع الهدايا وتغليفها فكان متقناً بشكلٍ لافت في تصنيع الهدايا التي تدخل الفرحة والبهجة في قلوب ليس فقط محبيه وأصدقائه بل في قلب كل من يشتري منه.

فأصبح يلقبه بعض أصدقائه “ملك الهدايا” وبعضهم كان يلقبه بـ”صانع البهجة”، فقد أتقن إدخال الفرح والبهجة في قلوب محبيه وأصدقائه رغم صعوبة الأوضاع المادية والاقتصادية التي كان يمر بها.

يقول رمزي حافظ، أحد أصدقاء عماد: إنّه في إحدى المرات طلب منه تغليف هدية لذكرى زواجه، ولما جهّز له الهدية والتي كانت مغلفة بشكل جميل غير معهود ولا مسبوق، رفض عماد أن يتقاضى أجرة هذه الهدية من صديقه، وقال له: “هذه هدية مني لك”.

فيما يقول صديقه محمد السوافيري: إنّه قبل ساعات من استشهاد حادثه عبر الفيسبوك يريد أن يقدم له هدية. يشار إلى أنّ عماد انتهج أسلوب تقديم الهدايا في حياته لكل من أحبهم من أصدقاء ومعارف، فكان حقاً راسماً للبسمة، صانعاً للبهجة، مغلفاً للهدايا الجميلة.


null

“بحبك يخو”!

عقب استشهاد عماد كتب شقيقه الأكبر خالد على صفحته على فيسبوك: “أخي حبيبي اقترب مني أكثر، اقترب لأحتضنك، وأشتم رائحتك وأقبّلك”.

وأضاف: “لن أنسى أبداً يا حبيبي عندما وقفت بجانبي يوم تخرجي، فأنت من صنع فرحتي وأدخل السرور إلى قلبي، سأحتفظ بذلك البرواز الجميل الذي صنعته لي، كنت مصدرًا للسعادة والفرحة، فكنت أنت من يصنعها دائماً وتبادر بكل ما هو جميل”.

وتابع: “كل من عرفك أحبك وأحب ابتسامتك الجميلة تلك التي أراها أمامي الآن، ربي يجمعني فيك يخو عن قريب، مش قادر أكمل بدونك يا حبيبي، ليش رحت بسرعة يا عماد.. الله يسامحك ملحقتش أشوفك”.

واختتم قوله: “بحبك يخو كلمة اسمعتها منك كتير وأنا كمان والله بحبك يخو، سامحني يخو كنت مقصر معك كتير، انتظرني فقد اشتقت إليك”.


null

الإرباك الليلي

نعم؛ كان عماد شعلة من النشاط ولكن ما أخفاه عن أحبابه وأهله، أنّه كان أحد أبرز نشطاء وحدة “الإرباك الليلي” التي تشارك في إزعاج جنود الاحتلال ومستوطنيه على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.

مساء أمس الأحد وبعد صلاة العشاء كان النشطاء والمراقبون يصفون موقع ملكة أنّه ساحة حرب حقيقية؛ حيث شهد الموقع أكبر وأضخم عملية إزعاج لجنود الاحتلال الصهيوني بالبلالين الحارقة والمفرقعات والأصوات المزعجة، فارتكب جنود الاحتلال جريمة بحق المتظاهرين السلميين، وكان الاستهداف بشكل مباشر لرأس عماد برصاصة غادرة أصابت رأسه؛ ما أدى لاستشهاده على الفور.


null


null

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات