السياسة الإسرائيلية تجاه غزة بعد 13 عامًا على الانسحاب
قد لا يتسع المجال في هذه العجالة للحديث عن الأسباب والعوامل التي سرعت بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، لكنّ أمرين مهمين لا يغيبان في جملة التفسير والتحليل وهما: ضربات المقاومة في غزة، وخسائر (إسرائيل) على صعيد القتلى والجرحى، واستنزاف جيشها في غزة، بجانب رغبة الإسرائيليين في التخلص من العبء الاقتصادي والمعيشي والديموغرافي الذي تمثله هذه البقعة الجغرافية، بعد أن استنزفتها على هذه الأصعدة.
لا ينبغي لسبب أن يطغى على آخر، فضلا عن كون أحدهما لا يلغي سواه، لكن يبدو مهمًّا في هذه السطور الحديث عن اليوم التالي للانسحاب الإسرائيلي من غزة، على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، وما هي تجليات السياسة الإسرائيلية في غزة بعد انسحاب آخر جندي منها؟
على الصعيد السياسي بات واضحا أن السلوك الإسرائيلي اعتبر صراحة أو ضمناً أن غزة تحولت لكيان معادٍ، تسيطر عليه حماس، وبالتالي يتم التعامل معه انطلاقا من هذه الفرضية التي تعني عملياً مقاطعته، والضغط عليه، ومحاولة إبقائه في حالة دفاع عن النفس، وليس الهجوم.
في المجال العسكري والأمني راقبت (إسرائيل) بعيون مفتوحة ورادارات لا تتوقف تعاظم المقاومة المسلحة في القطاع، وباتت تتحدث في كل يوم عن تنامي قدراتها في جانب، وزيادة إمكانياتها في جانب آخر، وارتفاع وتيرة حيازتها للمعدات في جانب ثالث، مما جعلها تتبع سياسة “جز العشب” مع المقاومة في غزة، عبر عدوان هنا، وحملة عسكرية هناك، وحرب مفتوحة هنالك.
عند الحديث عن الواقع الاقتصادي، أيقنت (إسرائيل) أن الحصار المعيشي لغزة قد يحقق لها ما تعجز عنه الآلة العسكرية، وإن شئت الدقة، يشكل استكمالا لهذا الدور الميداني العملياتي، عبر إبقاء غزة منذ الانسحاب منها تعيش وفق نظرية “لا تحيا ولا تموت”.
بإمكان أي منّا أن يمسك ورقة وقلماً، ويجري تقييماً لمدى نجاعة أو إخفاق السياسة الإسرائيلية تجاه غزة في هذه المجالات، منذ الانسحاب منها، ولكل منا منطلقاته وفرضياته، لكن الثابت أن (إسرائيل) لم تنسحب عملياً وواقعياً من غزة، فقد خرج آخر جندي محتل منها، لكنها بقيت تتحكم بمداخلها ومخارجها، استمرارا لسياستها الرافضة منح أحد وكالة حصرية كي يحمي أمنها، لأنها لا تثق بأحد، هكذا باختصار.
إن كان من تغذية راجعة على الصعيد الفلسطيني، فإن إفشال السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، ولعل الوقت لم يفت بعد، يتمثل بالحفاظ على الحاضنة الشعبية للمقاومة، خاصة في الجانب الاقتصادي المعيشي، وضرورة أن تبذل الجهود في سبيل عدم تحقيق (إسرائيل) لأهداف سياستها الاقتصادية ضد غزة، وأهلها، المتمثلة في استمرار فرض الحصار، الذي أتى على الأخضر واليابس في غزة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...
الدويري يتوقع عمليات للمقاومة ستجبر الاحتلال على الانسحاب من غزة كما حدث في 2014
عمان - المركز الفلسطيني للإعلام صرّح الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، أنّ استمرار عمليات قوت المقاومة ستجبر جيش الاحتلال على...
وقفة احتجاجية في أم الفحم للمطالبة بتحرير جثمان الشهيد وليد دقة
أم الفحم - المركز الفلسطيني للإعلام شارك العشرات من الفلسطينيين، اليوم السبت، في وقفة احتجاجية على الدوار الأول في مدينة أم الفحم، للمطالبة بتحرير...
ارتقاء 5 شهداء في مجزرة الاحتلال بدير الغصون شمال طولكرم
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت مصادر محلية في طولكرم أنّ 5 شهداء ارتقوا في بلدة دير الغصون شمال طولكرم، نتيجة استهداف قوات الاحتلال للمنزل...
أنصار الله: سنستهدف السفن المتجهة لإسرائيل في البحر المتوسط
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت جماعة أنصار الله، اليوم الجمعة، بدء المرحلة الرابعة من التصعيد، وتشمل استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ...
فرنسا توقف الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة وتمنعه من دخول البلاد
باريس - المركز الفلسطيني للإعلام منعت السلطات الفرنسية، اليوم السبت، الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة، من دخول البلاد، حيث كان من المفترض أن يتحدث أمام...
بعد 15 ساعة من الحصار.. قوات الاحتلال تنسحب من دير الغصون شمال طولكرم
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم، من بلدة دير الغصون شمالي مدينة طولكرم، بعد 15 ساعة من العدوان والحصار....