السبت 27/أبريل/2024

تجار غزة.. اختلفت المواسم والركود واحد

تجار غزة.. اختلفت المواسم والركود واحد

حسم التاجر أيمن أمين أمره بتنزيل بضاعة المدارس التي تقترب بعد أيامٍ قليلة عقب انتهاء عيد الأضحى المبارك، متجاوزاً بذلك موسوم العيد الذي غالباً ما تشتري فيه الناس الملابس لأطفالها.

وعندما سألنا التاجر أمين عن قراره هذا، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ “الأحوال في قطاع غزة لم تعد مثل الأول، والناس أصبح لديها أولويات، ولا تشتري إلا الحاجيات الضرورية، فمن اشترى لأطفاله ملابس بعيد الفطر يكتفي بها لتكون نفسها لقضاء عيد الأضحى”.

الحرمان من الكسوة

ويضيف: “للأسف حتى في موسم المدارس لم تعد الناس تجدد الزي المدرسي لأبنائها كما هو الحال في السابق، الناس أصبحت تستصلح زي العام الماضي، أو تورده لأبنائهم الأصغر سناً”.

حال التاجر أمين لم تكن منفردة، فأينما وليت وجهك في أسواق عمر المختار والشجاعية الأكثر شهرة في مدينة غزة، حتى يملأ عينيك اللون الأزرق المعروف بلون الزي الرسمي المعتمد للذكور في مدارس غزة.

فيما تشهد الأسواق غيابا واضحا وكبيرا لملابس الأعياد الخاصة بالأطفال والفتيان بالأعمار الصغيرة، حيث كانت العائلات الغزية قبيل فرض الحصار على القطاع تشتري كسوة لكامل العائلة من الأب وحتى أصغر طفل، إلا أنّه في هذا العيد سيحرم حتى الأطفال من هذه الكسوة.

المواطنة “أم عزمي عطا الله”، قالت لمراسلنا، إنها جاءت للسوق من أجل شراء زي لابنها الذي يدخل الصف الثاني للعام الدراسي الجديد، واستدركت قائلةً: “أما زي ابني وهو بالصف الأول فسيلبسها أخيه الأصغر الذي يدخل الصف الأول”.

وعندما سألنها عن ملابس العيد، أجابت بابتسامة ساخرة يلفها الهم والألم: “زوجي زمان كان يشتغل ونشتري ملابس لأولادنا في كل موسم مدارس كل شيء جديد”، متسائلة: “كيف بدك إياني اشتري زي للعيد وإحنا مش قادرين نشتري للمدارس من الأساس”.

دخل محدود

رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري، أكّد أنّ معدل دخل الفرد اليومي في قطاع غزة 2 دولار- في حال وجد- وهي الأسوأ عالمياً، فيما ارتفعت نسبة الفقر إلى نحو 85%، بسبب تشديد الحصار واستمرار الإغلاق شبه الكامل لمعبر كرم أبو سالم لليوم 36 على التوالي.

وأكد الخضري، أن نحو 62% نسبة البطالة في صفوف الشباب، فيما 350 ألف عامل مُعطل عن العمل بشكل دائم بسبب الحصار المستمر منذ اثني عشر عاماً.

وشدد على أن مئات العمال ينضمون بشكل يومي لقائمة البطالة نتيجة إغلاق المصانع والمتاجر، لعدم دخول البضائع والمواد الخام، إلى جانب انعدام حقيقي لفرص العمل.

وحذر الخضري من كارثية الأمور في غزة وتعقيدها، في ظل واقع اقتصادي أكثر من خطير نتيجة الحصار، وتشديد الحصار مؤخراً زاد من صعوبة الواقع الإنساني.
 
تدني القدرة الشرائية

رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين علي الحايك، حذّر من ظهور انهيار واسع بالمنظومة الاقتصادية في قطاع غزة، مؤكّداً أنّ الأوضاع الاقتصادية وصلت لحالة انهيار غير مسبوقة تجاوزت حالات الحروب، متوقعاً أن يكون العام الحالي كارثياً من حيث أعداد العاطلين عن العمل والفقراء، والمعتمدين على المساعدات الإنسانية.

ويشير رئيس جمعية رجال الأعمال، إلى أنّ الحركة الشرائية في قطاع غزة وصلت إلى حدودها الدنيا، كمؤشر واضح لتفشي الأزمات الاقتصادية المرتبطة بالعلاقات التجارية وضعف السيولة النقدية والعجز الشامل وارتفاع أعداد الشيكات المرجعة، مما ينذر بارتفاع متوقع بمؤشرات البؤس بسبب الأوضاع الناشئة بفعل الحصار “الإسرائيلي” وإغلاق كافة المعابر المؤدية إليه.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات