السبت 27/أبريل/2024

القاهرة غزة رام الله تل أبيب.. حراكٌ على أشده ماذا وراء الكواليس؟

القاهرة غزة رام الله تل أبيب.. حراكٌ على أشده ماذا وراء الكواليس؟

الحراك السياسي في المنطقة على أشده، الفصائل الفلسطينية تجتمع بالقاهرة لبحث ملفي التهدئة والمصالحة، وفي “إسرائيل” يلتئم الكابينت للمرة الرابعة خلال 10 أيام لبحث “تسوية” مع غزة، في حين تجنح السلطة منفردة لعقد المجلس المركزي بعيدا عن التوافق والاجتماع.

لماذا “إسرائيل” بحاجة لتهدئة؟

وباتت “إسرائيل” بمستوييها السياسي والعسكري، بحاجة إلى عقد اتفاق تهدئة مع حركة حماس بغزة، فالمستوى السياسي ممثلا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس إمكانية التوجه إلى الانتخابات، وبالتالي فهو أحوج ما يكون إلى التهدئة، إضافة إلى أنه لا يوجد هناك أي هدف محدد لمواصلة التصعيد وإعلان حرب على القطاع لا يُعرف كيف ومتى تنتهي.

وأما المستوى العسكري في “إسرائيل” -الذي يُعد أكثر الأطراف الإسرائيلية معارضة لشن حرب في غزة-، بحاجة إلى كسب الوقت لاستكمال بناء الحاجز على طول الحدود مع قطاع غزة لمواجهة خطر الأنفاق، علما أن هناك توصيات عسكرية سابقة بهذا الشأن.

وباتت “إسرائيل” بمستوييها السياسي والعسكري، بحاجة إلى عقد اتفاق تهدئة مع حركة حماس بغزة، فالمستوى السياسي ممثلا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس إمكانية التوجه إلى الانتخابات، وبالتالي فهو أحوج ما يكون إلى التهدئة، إضافة إلى أنه لا يوجد هناك أي هدف محدد لمواصلة التصعيد وإعلان حرب على القطاع لا يعرف كيف ومتى تنتهي.

المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، يقول: إن “إسرائيل” وحماس أقرب من أي مرحلة سابقة في الشهور الأخيرة إلى “تسوية صغيرة”، تهدئة مقابل تسهيلات في الحصار المفروض على قطاع غزة.

ويشير هرئيل أن ذلك يأتي بينما يدرس نتنياهو التوجه نحو الانتخابات، وذلك على خلفية الأزمة الائتلافية بسبب “قانون التجنيد”، إضافة إلى اعتبارات أخرى. وبالنتيجة فإن وقف إطلاق النار يتيح له إدارة المعركة الانتخابية بحيث لا يضطر للرد على الاتهامات بالتخلي عن منطقة الجنوب، وإبقائها عرضة للصواريخ والحرائق.

وبحسب هرئيل، فإن الجانب السلبي للتفاهمات مع حركة حماس، بالنسبة لنتنياهو، هو أنه عمليا يجري مفاوضات مع حماس، وإنكاره ذلك لا يقنع أحدا، فهو يعرف بالضبط إلى أي عنوان يحمل الوسطاء أجوبته. وكان قد حصل ذلك في السابق، في ظل حكومة إيهود أولمرت، بعد الحرب العدوانية على قطاع غزة في كانوني 2008 و 2009 (الرصاص المصبوب)، وفي ظل حكومة نتنياهو عام 2012 (عامود السحاب) و2014 (الجرف الصامد).

وعدّ ذلك نجاحا بالنسبة لحركة حماس التي “بدأت التصعيد على الحدود في المظاهرات التي بدأت في نهاية آذار/مارس”، بحسبه، ويتوقع أن تؤدي هذه التفاهمات إلى تخفيف الضغط الإسرائيلي على قطاع غزة.

يضاف إلى ذلك، بحسب المحلل العسكري، أن هذه التفاهمات سجلت إنجازا آخر لحماس، وهو عدّها “شريكا مهما وشرعيا في الاتفاقيات الإقليمية. وقد تحقق ذلك عن طريق المقاومة العسكرية، بشكل مخالف تماما للخط الذي يتبناه المعسكر الفلسطيني الخصم، فتح والسلطة الفلسطينية”.

ويضيف أن نتنياهو اختار على ما يبدو الخيار الأقل سوءا بالنسبة له، حيث أنه “من الممكن أن يتجنب قتل عشرات الجنود والمواطنين الإسرائيليين في مواجهة عسكرية واسعة في غزة في الشهور القريبة. ونظرا لأنه لم يضع لنفسه هدفا واضحا يمكن إنجازه خلال الهجوم على القطاع، فهو على استعداد لتلقي انتقادات من اليمين واليسار بسبب إظهار الضعف أمام الأرهاب، حتى لا يجد نفسه في حرب لا يعرف كيف ومتى تنتهي”.

ولكن، بحسب هرئيل، فإن الاتفاق بشأن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة سيظل صعبا على التنفيذ بسبب إصرار حماس على إطلاق سراح عشرات الأسرى الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، في حين أن الشاباك لا يزال يعارض إطلاق سراحهم.

كما لفت إلى قضية أخرى لا تزال على جدول الأعمال، وهي المصالحة الفلسطينية، مشيرا إلى معارضة السلطة الفلسطينية ومساهمتها في زيادة حدة التوتر في قطاع غزة بسبب العقوبات التي اتخذتها ضد غزة.

الاتفاق قريب جدا

كما أفاد موقع “كان” العبري، صباح الأربعاء، بأن حركة حماس تقترب جدا، من التوقيع على اتفاق التهدئة بينها وبين “إسرائيل”.

موقع “كان” العبري يتحدث أن الاتفاق بين حماس و”إسرائيل” بات قريبا جدا

وذكر الموقع العبري، أن بنود اتفاق التهدئة، تتضمن وقف إطلاق النار بين الطرفين، مقابل رفع الحصار بشكل تدريجي عن قطاع غزة.

وقال الموقع العبري، إن المرحلة الأولى من هذه الاتفاقية، تتضمن وقف التظاهرات وإطلاق البالونات الحارقة، على حدود غزة، مقابل إعادة فتح معابر قطاع غزة، بما فيها معبر رفح البري.

وبحسب الموقع العبري، تتضمن المرحلة الثانية، إجراء مباحثات حول إقامة مشاريع اقتصادية ضخمة، خاصة بقطاع غزة، والبدء بمفاوضات حول الجنود الإسرائيليين، من أجل التوصل الى صفقة تبادل بين الطرفين.

ووفقا للموقع العبري، رفضت حركة حماس، طلبا لحركة فتح، بأن يقوم بتوقيع الاتفاق شخصية من السلطة الفلسطينية، أو حركة فتح، وأصرت على أن يكون التوقيع بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية.

حماس رفضت طلبا لفتح بأن يقوم التوقيع على الاتفاق شخصية من السلطة الفلسطينية أو حركة فتح.

وأشار الموقع العبري، الى أن الاتفاقية المتبلورة بين الطرفين، بوساطة دولية ومصرية، قريبة جدا، ومن المتوقع أن توقع عليها حركة حماس، خلال الأيام القادمة، بمشاركة الفصائل الفلسطينية، في حال صادق الكابينت على هذه الاتفاقية.

“يحدث شيء جدي”

أما إليور ليفي، الكاتب الإسرائيلي فقد كتب: في الشرق الأوسط لا يوجد شيء صدفة، إذا ما كان الرقم 2 في حركة حماس صالح العاروري موجود في القاهرة للمرة الثانية خلال أسبوعين وكل الفصائل في غزة استدعيت إلى القاهرة على عجل، وبما أنه قد تم اتخاذ قرار أن معبر كرم ابو سالم سيفتح اليوم، وسيتم زيادة مساحة الصيد، وإذا ما علمنا أنه تم تقليص عدد البالونات الحارقة في اليومين الأخيرين إلى الصفر تقريباً. فيمكن افتراض ذلك بدرجة معينة من اليقين أنه إلى جانب الإعلانات والتهديدات، يحدث شيء جدِّي.

ويتابع في مقالٍ له: “مصدر فلسطيني مطلع على التفاصيل قال “خذ افتراض أن حماس وافقت على الهدنة إذا عقد اجتماع مع الفصائل في القاهرة”، “اللقاء معهم هو فقط المرحلة النهائية من المخطط.” بعبارة أخرى، لقد أبلغت حماس مصر بالفعل بقبول وقف إطلاق النار، والاجتماع مع الفصائل الأخرى ليس سوى بروتوكول، فقط لكي تحصل حماس على ختم “الحلال” وبذلك لن تكون الوحيدة التي وقعت على التفاهمات”. على حد قوله.

كاتب إسرائيلي: العاروري موجود بالقاهرة للمرة الثانية خلال اسبوعين، هناك شيء جدي يحدث.

“ليست الترتيبات هي الوحيدة التي يتم مناقشتها اليوم في مصر وإنما هناك المصالحة والتي تعدّ موضوع يدخل فيه عدة عناصر وإذا فشلت المفاوضات حول ترتيبات، فلن يكون هناك خيار سوى الشروع في عملية عسكرية واسعة في غزة، لكن في غضون ذلك، تريد حماس و”إسرائيل” الحصول على الترتيبات، وهو النوع الذي يحاولان الوصول إليه في نهاية عملية عسكرية، دون الدخول في عملية عسكرية، لقد خفضت حركة حماس في غزة من صورتها العامة، ولم تغير “إسرائيل” الانتشار الواسع لبطاريات “القبة الحديدية” في وسط البلاد”، يقول الكاتب.

وأشار إلى أن “الترتيبات لها طيف، والخيارات مطروحة على الطاولة، وفي النهاية إسرائيل وحماس سيحتاجون لاختيار نطاق الترتيب ونطاق الحل الوسط الذي سيكونون مستعدين له”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات