السبت 27/أبريل/2024

ترتيبات صغيرة .. هكذا ترى إسرائيل استحقاق التهدئة بغزة

ترتيبات صغيرة .. هكذا ترى إسرائيل استحقاق التهدئة بغزة

لا يزال الكيان ينظر لقضية دفع استحقاقات “الحصار على القطاع” على أنه عبارة عن ترتيبات صغيرة، ويحاول دفع الرأي العام الدولي للوقوف إلى جانبه والقيام بدور الضحية، لمحاولة تحقيق أكبر مكسب من المقاومة وإيقاع أكبر ضرر عليها.

المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما تناوله الإعلام العبري حول ما يسمى “ترتيبات للمرحلة القادمة”.

ترتيبات صغيرة
تحت عنوان “إسرائيل وحماس في طريقهما إلى ترتيبات صغيرة في قطاع غزة”، كتب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل، مشيرًا إلى أن نتنياهو يجري مفاوضات (غير مباشرة) مع المنظمة، وهو مستعد للانتقادات من اليمين واليسار حتى لا ينجرّ إلى حرب في قطاع غزة.

وبحسب هرئيل؛ فإن الجانب السلبي من التفاهمات بالنسبة لنتنياهو هو في الواقع أنه يجري مفاوضات مع حماس، لكن إنكاره لا يقنع أحدًا، حيث بدأ تصعيد حماس على طول الحدود في مظاهرات حاشدة في 30 مارس من موقع الضيق الشديد، ومن المتوقع أن تؤدي التفاهمات إلى تخفيف الضغط الإسرائيلي على قطاع غزة والسماح لحماس بالتنفّس، وفق ادعائه.

حرب غامضة
وأشار هرئيل إلى أن نتنياهو مستعد، واختار الانتقادات بهذا القرار خيارًا أقل سوءًا من بين الخيارات التي تقف في وجهه، وهذا من شأنه أن ينقذ عشرات الأرواح من الجنود و”المدنيين الإسرائيليين” (المستوطنين)، في حرب لا يعرف كيف ومتى ستنتهي، وإذا نجحت الاتفاقية المحدودة مع حماس، فستكسب “إسرائيل” الوقت لإكمال الجدار ضد الأنفاق التي تبنيها على طول حدود غزة بحلول نهاية عام 2019.

وختم هرئيل:  لكن ليس من الواضح إلى أي مدى سيتعامل مثل هذا الاتفاق مع المشاكل الأساسية للبنية التحتية والاقتصادية في غزة في الخلفية، وستظل مشكلة البناء العسكري لحماس قائمة، ولن ينفذ المطلب “الإسرائيلي” القاضي بربط إعادة تأهيل قطاع غزة بنزع سلاح حماس في هذه المرحلة، يبدو أن المشاكل الإنسانية في قطاع غزة أصبحت ملحة للغاية الآن.

وتوجهت حماس والفصائل الفلسطينية إلى القاهرة، الثلاثاء؛ لإجراء مشاورات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق تهدئة، وسط أنباء إعلامية عن وضع ملامح له، دون الكشف عن تفاصيله.

ضغوط دولية
وفي سياق متصل كتب المحلل العسكري أليكس فيشمان في صحيفة يديعوت تحت عنوان “حتى الجولة القادمة”: “إن إسرائيل حريصة على تغيير المشهد وتبديد الأدلة، والهدف من خلف ذلك كله مواجهة الضغوط الدولية بقضية قطاع غزة، وكسب الوقت والبقاء على قيد الحياة في هذه المدّة السياسية الحساسة دون أن يبدو أنها تتحدث مع منظمة حماس”.

وتساءل فيشمان: إذا كانت نظرة الغالبية في الكابينت لا تزال تعتقد أن المواجهة العسكرية مع حماس في ظل هذه الأوضاع أمر لا مفرّ منه، فمن أين أتى مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى في صحيفة واشنطن بوست ليقول: إن “إسرائيل” قريبة من صفقة مع حماس؟ ليس هذا فحسب، بل إن ممثلي حماس أيضا الذين في القاهرة لإجراء محادثات حول الترتيبات أيضاً أقرّوا بالأمر، كذلك سرب مبعوث الأمم المتحدة مالدينوف نفس الكلام، وهذا يعني أن الحكومة تخفي حقيقة الأمر.

الفهم التقليدي
ويؤكد فيشمان أن الحكومة عاجزة عن إخبار شعبها بالحقيقة؛ لأن هناك الكثير من المناورات السياسية والمعلومات السياسية الخطأ في هذه القصة، فمنذ الجولة الأخيرة من التصعيد التي بدأت يوم الأربعاء الماضي بإطلاق صواريخ وانتهت يوم الجمعة بأعمال “الشغب” على السياج، تتعرض “إسرائيل” لضغوط دولية شديدة، وتطالَب بوقف إطلاق النار وعدم توسيع الصراع المسلح، حسب تعبيره.

وبحسب فيشمان؛ فإن في المناقشات تظهر الصورة أنه وفقا للوضع الحالي لا تملك “إسرائيل” شرعية دولية لتصعيد الضربات العسكرية على قطاع غزة، علاوة على ذلك خفضت حماس من أنشطتها؛ عدد الحوادث على السياج ونطاق البالونات الحارقة قد انخفض بشكل كبير، وفق قوله.

وأشار فيشمان إلى أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها سياسة متفق عليها وواضحة بما يخص القضية الفلسطينية بشكل عام، وعلى وجه الخصوص قطاع غزة.

كسب الوقت
وأما القضية الأخرى كما قال فيشمان؛ فإن “إسرائيل ليس لديها مصلحة حالية في مواجهة عسكرية غير ضرورية، ولا يناسبها ذلك خاصة أنها تفوح في الأجواء رائحة الانتخابات، وهذا من شأنه أن يُبقي جمهور الناخبين في حالة من الإرباك وعدم الاستقرار، لذلك لا بأس من المناورة وكسب الوقت وتحسين المواقف”.

وبحسب فيشمان؛ فإن الترتيبات هي خطوة مصرية لها عشرة أشهر، وحاليا ليس هناك ترتيبات مكتوبة أو متفق عليها بين “إسرائيل” وحماس. الموجود حاليا “مدّة راحة قصيرة الأمد وفقًا لإسرائيل، وبداية ترتيبات وفقا للمصريين والأمم المتحدة”.

تخدير الرأي العام
وعلق محلل الشؤون العبرية في “المركز الفلسطيني للإعلام” على الأطروحات الإسرائيلية قائلا: “من الواضح أن الكيان بنظرته الشاملة المعروفة للقضايا المصيرية للشعب الفلسطيني هو “الهروب والتسويف” هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لا يُلزم الكيان نفسه بعهود قاطعة وشاملة، ويبقى في دائرة الابتزاز والمماطلة، ولا يعطي الطرف الآخر إلا الفتات، ويسمي المراحل بأقل وصف ممكن لينتزع من الفلسطيني حقه في المقاومة.

وأضاف أن الكابينت الذي تُعقد جلسته الحالية بعد أكثر من خمس جلسات خلال مدّة بسيطة، لن يكون له هناك قرارات حاسمة إلا بالطريقة التي يُرضي فيها الجيش اليمين الدموي، وهذا واضح من خلال التحريضات الذي كثرت هذه الأيام ورفعت من وتيرة رد الجيش، سواء على المتظاهرين حول السياج ومطلقي البالونات والطائرات الورقية الحارقة، أو بتصفية القيادات ورموز المقاومة.

وأكد المحلل أن الكيان يحاول إيجاد مبرر لما يقوم به ويخطط له، دون أن يطرح قضية “رفع الحصار” عن قطاع غزة ودفع فاتورة جرائمه طوال 12 عامًا من الحصار الخانق، كما يريد الكيان أن يجيّش الأطراف الإقليمية والدولية ضد غزة ومقاومتها، في محاولة لتخدير الرأي العام العالمي في الحديث حول رفع الحصار، وحصر القضية “بترتيبات صغيرة وعودة سلطة رام الله للقطاع”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات