الخميس 09/مايو/2024

صفقة القرن.. كلاكيت أمريكي قديم ينتهي دائما بالفشل

صفقة القرن.. كلاكيت أمريكي قديم ينتهي دائما بالفشل

ليست المؤامرة الأولى التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني وقضيته خلال قرن من الزمان، فلقد تسابق المتآمرون على طرح مئات المشاريع التصفوية لإنهاء القضية وبيع مستقبلها بثمن بخس، إلا أن صمود الشعب الفلسطيني وثباته ومقاومته وإصراره على حقه بدد كل الأوهام.

“صفقة القرن” طرح أمريكي قديم جديد تناوب عليه غالبية المسؤولين الأمريكيين، فالمبادرات والمشاريع الأمريكية كثيرة ولم تتوقف، (اتفاقية روجرز، خطة كيسنجر للسلام، مبادرة ريغان وبوش وكلينتون بوش الابن وأوباما وترمب.. وغيرها)، كلها مشاريع متتالية تعاقبت على القضية الفلسطينية لتصفيتها، لكنها تحطمت على صخرة صمود شعبنا الفلسطيني الذي لفظها بكل عنفوان.

مبادرة “ساقطة”
“إبان مبادرة  وليام روجرز وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والتي عرضها عام 1970م، كنت طالبا في كلية الحقوق بجامعة دمشق، وقمنا باحتجاجات ورفضنا المبادرة رغم موافقة مصر عليها، وعلقنا الدراسة، واعتقل الأمن بعضنا، ولم يمر عام على المبادرة وانتهت وسقطت”، هكذا وصف المحامي الفلسطيني خليل الحسيني، الذي يرى أن مصير صفقة القرن سيكون كنظيرتها السابقة.

وأضاف المحامي الحسيني في حديث خاص، لمراسلنا: “ليس من السهل أن يمرر على شعبنا صفقات رغما عن أنفه، فصفقة القرن مؤامرة على القدس وحق العودة ونضالات شعبنا، وليس من السهل أن تفرض على شعب الانتفاضات والثورات الفلسطينية المتعاقبة، لقد أسقط شعبنا بمقاومته العديد من المشاريع التصفوية وهكذا سيكون دوره تجاه صفقة القرن”.

مبادرة فاشلة

أما المفكر الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية البروفسور عبد الستار قاسم، فإنه يجزم أن مصير “صفقة القرن سيكون مثل اتفاق أوسلو وكل المؤامرات السابقة”.

ويضيف قاسم في حديث، لمراسلنا: “أريد طمأنة الشعب بأن الصفقة لن تمر حتى لو وافق عليها قادة العرب وسلطة رام الله”، قبل أن يستدرك: “طبعا نحن لا نعرف بنود الصفقة بالتحديد حتى الآن، لكن التسريبات من هنا وهناك تشير إلى انتزاع القدس من أيدي الفلسطينيين نهائيا، وتصفية قضية اللاجئين، والبحث عن دولة فلسطينية خارج فلسطين الانتدابية”.

وأكد “قاسم” أن قوة الجماهير والنخب الفلسطينية وثقلها أكبر بكثير من السياسيين، لذلك ليس من السهل تمرير الصفقة مهما كان الأمر، فالأمريكيون فشلوا كثيرا في مبادراتهم لأنهم جهلوا منطق الشعب الفلسطيني الذي تحدى الصعب وأفشل الكثير من مؤامراتهم، ولذلك ستسقط صفقة القرن حتى لو وافق عليها بعض الزعماء العرب.

تحذير للسلطة

واعتبر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد العليم دعنا، أن من العبث الحديث عن صفقة القرن التي عبر شعبنا عن رفضه لها، مؤكدا أن شرائح شعبنا السياسية والاجتماعية كافة، أعلنت رفضها لهكذا صفقة.

وأشار المناضل دعنا في حديث، لمراسلنا: “نحن نحذر السلطة الفلسطينية من التعاطي مع ترمب وصفقته البائدة، ولن يسلم شعبنا بهذه المؤامرة التصفوية، وسيواجهها بكل ما يملك من قوة”.

وترى ليلى التميمي، المحاضرة في قسم الفلسفة والتاريخ في الجامعة الأهلية في بيت لحم: أن “صفقة القرن خطيرة جدا، ويسعى ترمب من خلالها للضغط على الفلسطينيين للتنازل حتى عن القدس الشرقية واستبدالها ببعض القرى في ضواحي القدس، وهذا أمر لن يقبل به حتى الأطفال”.

وأضافت التميمي في حديث، لمراسلنا: “القدس جزء من عقيدتنا وديننا، وهي بالنسبة لشعبنا عاصمة المستقبل القريب للدولة الفلسطينية، وليس من حق أحد أن يتنازل عنها أو يفرط بها أو أن يفرض علينا حلولا بخصوصها، من يستطيع أن يقنع مئات الآلاف من المصلين الذين احتشدوا في ليلة القدر في رمضان الفائت بصفقة القرن التصفوية؟.. طبعا لا أحد! ولذلك ستكون الصفقة عصية على شعبنا المناضل المجاهد”.

وعدّ النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس الدكتور نزار رمضان، أن صفقة القرن ستكشف عن عورات بعض زعماء الأنظمة العربية المتهالكة والساعية إلى التطبيع، لكنها لن تكون مستوعبة ولا مقبولة من الشعب الفلسطيني والكثير من الشعوب العربية الأبية التي تحدت وواجهت الاستعمار والمئات من المؤامرات خلال عقود عديدة.

وأضاف: “تاريخيا أثبت أن الشعب الفلسطيني عصي على التفريط والتنازل، ولذلك سيرفض صفقة القرن بكل طاقاته وإمكاناته، وسيكون مصيرها كسابقاتها، هذا الشعب بمقاومته وصموده كان دوما وسيبقى صمام الأمان لمستقبل القضية الفلسطينية وثوابتها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات