الجمعة 03/مايو/2024

الطالبة ندى القشقيش.. تفوق يتحدى السرطان

الطالبة ندى القشقيش.. تفوق يتحدى السرطان

في بلدة حلحول وفي إحدى المنازل الريفية المتواضعة كان الأمر غير عادي، فالعشرات من الرجال والنساء تجمعوا على مدخل منزل المربي يوسف القشفيش ينتظرون صدور نتائج امتحان الثانوية العامة (الإنجاز)، الكل يبكي فرحا وحزنا في آن واحد، فما القصة؟.

صاحب النتيجة لم يكن موجودا، إنها الطالبة المتفوقة ندى يوسف محمد القشقيش التي ترقد على سرير الشفاء هناك على مشارق الأقصى في مستشفى المطلع بمدينة القدس المحتلة.

ندى مصابة بسرطان الدم (اللوكيميا)، وقد علمت بنوع مرضها قبيل الامتحانات بأيام، وسرعان ما أعلنت النتائج فزغردت النساء وبكى والدها، وأغمي على والدتها التي كانت تتمنى أن تكون ندى بينهم يشاركونها الفرحة وهي في عافيتها.

حصلت ندى على معدل مدرسي 98،8 في مدرسة بنات حلحول الثانوية ، كما حصلت على تفوق عالمي في مسابقة تحدي القراءة التي جرت في دبي مؤخراً، فكانت الثالثة على فلسطين، تتقن اللغة الإنجليزية والفرنسية بطلاقة.

أصرت الطالبة ندى على تقديم امتحان الإنجاز وهي على سرير الشفاء رغم معارضة والديها اللذين كانا يحرصان على متابعة علاجها وحقنها بالعلاج الكيماوي الذي يرهق جسدها ونفسيتها، لكنها تمتعت بعزيمة وإصرار متحدية الوهن والضعف والهزيمة النفسية محققة نجاحا باهرا رغم المرض، فحصلت على معدل 96،4 في امتحان الإنجاز في الفرع الأدبي.

  تقول ندى في حديث خاص لمراسلنا من مستشفى المطلع بالقدس المحتلة: “أنا مريضة فعلا وصدمت بمرضي، لكنني صممت على مواصلة الدراسة والتفوق، كانت إرادتي أقوى من السرطان، وإيماني بأن الأعمار بيد الله هو الدافع لإصراري على تقديم الامتحانات وأنا في المستشفى”.

وأضافت: “رغم معارضة والدي ووالدتي حرصا منهما على صحتي، إلا أنني صممت ان أطالع موادي الدراسية قبيل الامتحانات، وأتقدم للامتحانات بكل ثقة وأنا على قناعة بأنني سأتفوق، والحمد لله الكل وقف معي وآزرني مع خوفهم على صحتي”.

وحول طموحها المستقبلي قالت ندى: “بإذن الله سأشفى، وأتمنى أن أحصل على منحة دراسية لأدرس اللغات في جامعة بيت لحم، فأنا أحب اللغات، وأتقن الإنجليزية والفرنسية بطلاقة والحمد لله ، وفي ختام حديثها شكرت ندى والديها والتربية والتعليم ومدرسيها وكل من آزرها ووقف إلى جانبها”.

مدرس التربية الرياضة منذ 29 عاما في مدارس حلحول يوسف القشقيش والد ندى كان فرحا ومسرورا على نجاح وتفوق ابنته، وفي نفس الوقت كانت عيونه لا تفارقها الدموع حزنا على مرضها.

يقول القشقيش في حديث لمراسلنا إن “إرادة وتصميم ندى وانتصارها على المرض أنساني حالتها الصحية المؤلمة، أنا عرف ابنتي صاحبة عزيمة وإرادة، حاولت إقناعها أن لا تنشغل بالامتحانات وتهتم بصحتها وعلاجها لكنها أصرت على متابعة الدراسة وقالت لي: يا بابا سأنجح وتفرح بي أنت وأمي وسأحتفل أنا وصديقاتي بنجاحي وشفائي بإذن الله”.

منتهى القشقيش والدة ندى ربة منزل، فرحة وحزينة على حال ابنتها ندى لكنها قالت: “تفوق ندى كرم من الله كي يخفف علينا حزننا وهمنا وغمنا، لقد سهرت معها الليالي وهيأت لها أجواء الدراسة داخل غرفتها في المستشفى لكي تحقق التفوق والنجاح كعادتها، والحمد لله ورغم مرضها وعلاجها القاسي بالكيماوي والحقن الوريدية نجحت ندى وتفوقت”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...