الجمعة 10/مايو/2024

سوق شارع السلام بنابلس.. ملاذ الباحثين عن فاكهة الصيف

سوق شارع السلام بنابلس.. ملاذ الباحثين عن فاكهة الصيف

تحول رصيف شارع السلام الملاصق لمنتزهات جمال عبد الناصر ومسجد السلام في نابلس إلى سوق يستقطب يوميًّا مئات المتسوقين الباحثين عن ثمار التين والصبر، والتي دخل موسمها الفعلي هذه الأيام.

ورغم كثرة الباعة -وجلُّهم من قرى غرب نابلس- إلا أن الثمار المعروضة في غالبيتها من قرية تل غربي المدينة والمشهورة بالصبر والتين، والتي تحافظ على سعر مرتفع في أيامها الأولى.

ويقف أبو أحمد السلوادي في الطرف الأول من السوق يقدم معروضاته الطازجة للمتسوقين، فيما نجله الصغير يصرخ بأعلى صوته للفت الانتباه للمركبات المارة؛ سعيا لتسويق منتوجه “خرطماني يا تين” – في إشارة لأحد أنواع التين المشهورة في فلسطين – “يلا يا صبر” و”صبر يا تين”.

ويقرّ أن الأسعار في الاسبوع الأول لنزول التين عالية؛ فثمن كيلو التين يبلغ حاليا 20-25 شيكلا، والسعر نفسه للصبر، منبّها إلى أن الموسم يستمر قرابة الشهر، فيما تهبط الأسعار تدريجيا لتصل إلى 5 شواكل في منتصف الموسم.

من جانبه يشير البائع جمال التلاوي، وهو شاب في بداية العشرينات من عمره، إلى أن السوق في شارع السلام افتتح قبل 17 عاما بشكل بسيط، ومنذ 7 سنوات أضحى مختصًّا بفاكهة الصيف، ومنها التين والصبر، و95 بالمائة من التين والصبر مصدره بلدة تل، والباقي من قرى أخرى.

ويضيف أن بعض الباعة هم أصحاب شجر التين من بلدة تل، وآخرين تجار من خارج البلدة يشترون الثمار من أصحابها، أو من سوق حسبة تل صباحا ثم يعرضونها في شارع السلام، فيما كانت في السابق تورد للأسواق الصهيونية.

والزائر لبلدة تل يلاحظ أن عشرات العائلات تقضي يومها في حقول التين والصبر تجمع المحصول عصرًا، وتجهزه فجرًا للأسواق، وتعتاش عشرات الأسر عليه، خاصة من تمتلك أراضي واسعة مزروعة منه.

ويدافع المزارع عبد الله اشتية عن أسعار الثمار في بداية الموسم بقوله: إن أرباح المزارعين تقتصر على الأيام الـ20 الأولى، وما يليها فقط يغطي التكلفة.

ويقول المواطن عامر عبد السلام، وهو من سكان الطيبة في الداخل المحتل عام 48: إن سبب زيارته لنابلس اليوم، ليس فقط لشراء احتياجات عرس نجله، وإنما أيضا لشراء الصبر والتين؛ لأنه يعرف جودتها من سنوات طويلة.

ويقول الباحث الدكتور كمال علاونة: إن إنتاج شجرة التين مثلها مثل إنتاج بقية الأشجار المثمرة والمحاصيل الشتوية التي يزرعها المزارع الفلسطيني تعتمد على مياه الأمطار؛ فكلما كانت كمية الأمطار الهاطلة سنويا كبيرة، فإن الإنتاج يزيد ويكثر أي أن كمية الإنتاج ترتبط مع كمية الأمطار بعلاقة طردية.

ووفقا لمركز المعلومات الوطني الفلسطيني؛ فقد عرف الفلسطينيون زراعة شجرة التين منذ آلاف السنين؛ في عهد الكنعانيين، فهي من أقدم أشجار الفاكهة التي عرفها الإنسان الفلسطيني واهتم بزراعتها.

فشجرة التين تتحمل كل الظروف البيئية، وتعيش في كل أنواع التربة؛ الرملية، والطينية، وحتى الصخرية، ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء والأسمدة، كما أنها مقاومة للآفات والأمراض، وكل هذه الصفات جعلت هذه الشجرة تحتل مكانة مرموقة في فلسطين.

ومن أشهر أنواع التين؛ العناقي العسالي والخضاري البياظي والخرطماني والموازي والقليبي والسوادي والغرابي والقيسي والمليصي والعديسي والخروبي والحمري والفلطعاوي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات