السبت 27/أبريل/2024

هل تطفئ إسرائيل حرائق البالونات بالاغتيالات؟

هل تطفئ إسرائيل حرائق البالونات بالاغتيالات؟

لا زالت “إسرائيل” في حيرة من أمرها فيما تفعله تجاه قطاع غزة، من أجل وقف مسيرات العودة الشعبية، التي باتت تستنزف جيشها وطاقتها العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية بشكلٍ غير مسبوق، وما يشغلها أكثر أنّها لا تنوي الدخول في معركة شاملة لا تحمد عواقبها.

أوفير سوفير سكرتير حزب الاتحاد القومي الصهيوني، قال إن “إسرائيل مطالبة بأن تحسم الوضع القائم في غزة، ويجب عليها وقف سياسة التجاهل لمواصلة ظاهرة الطائرات الورقية المشتعلة، والعمل على إعادة الهدوء إلى الجنوب، واستعادة الجنود الأسرى”.

فيما زعم وزير التعليم نفتالي بينيت، عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، إن “ضبط النفس الذي تبديه الحكومة والجيش تجاه غزة سيؤدي حتما لتصعيد عسكري، وإسرائيل مخطئة لأنها لم تقم باغتيال مطلقي الطائرات الورقية، مما يتطلب اليوم رفع مستوى الرد على هذه الظاهرة”.

فقدان الاستراتيجية
“فقدان الاستراتيجية الواضحة” هكذا وصف المحلل السياسي والمختص بالشأن “الإسرائيلي” عماد أبو عواد، الحالة التي تعيشها “إسرائيل” في الوقت الحالي، مبيناً أنّ “إسرائيل” تعيش نوعا من عدم القدرة على اتخاذ القرار، حيث لا زالت تراوح مكانها وتريد الاستمرار في سياسة إدارة الصراع.

ويؤكّد أبو عواد في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ “هذا انعكس على عدم قدرة إسرائيل في التعامل مع غزة، خاصة أنّها فقدت الردع مقابل غزة، وتتوقع أن تكون الحرب القادمة قوّية وتحمل مفاجئات، وهذا يبعث على التخوف الإسرائيلي”.

ويضيف: “كل المؤشرات تقول أنّه لو حدثت حرب، فإن النتائج ستكون على حالها، وستعود إسرائيل لنفس المربع وربما بانكفاءة أكبر”.

مراسل معاريف العسكري تال ليف رام، نقل عن مصدر سياسي كبير في “تل أبيب” قوله، إن “إسرائيل لن تستدرج لمواجهة مع حماس بسبب الضغط الجماهيري الحاصل داخل إسرائيل”.

وأضاف في مقال ترجمته “عربي21” أنه “يمكن الذهاب لعملية عسكرية واسعة في غزة غدا صباحا، لكن هناك اعتبارات إضافية مثل الوضع في الجبهة الشمالية، والعائق المادي شرق غزة، الذي يعمل الجيش على إنهائه أواخر العام الجاري، ولذلك فإن إسرائيل لا تنوي تغيير سياستها تجاه قطاع غزة رغم استمرار إطلاق القذائف الصاروخية”.

مأزق السلمية
وفي ذات السياق يتفق المحلل السياسي صلاح الدين العواودة مع سابقه عواد، بأنّ الكيان الصهيوني يعيش مأزقا حقيقيا هو “سلمية مسيرات العودة، “فهي تقع بين حالة السلمية واللا سلمية من حيث إطلاق الطائرات والبالونات الحارقة، فيصعب عليه اتخاذ قرار فهي ليست صواريخ”.

ويوضح العواودة في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ هذه الطائرات والبالونات الحارقة لا توقع خسائر في الأرواح، ولكنها مزعجة، وتسببت بأضرار مادية كبيرة للمستوطنين في غلاف غزة، مضيفاً “حتى اللحظة يصعب على الاحتلال معادلة الرأي العام الدولي لصالحه، خصوصاً في ظل سلمية الاحتجاجية وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة”.

ويشير أنّه وفقاً للعقيدة الأمنية الصهيونية، يجب أن تكون أي حرب اضطرارية، وحتى اللحظة هذا لا يتحقق من وجهة نظر أمنية صهيونية لذا يصعب تسويقها للجمهور.

هل تعود الاغتيالات؟
صحيفة معاريف نقلت عن آفي ديختر رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وفق ترجمة “عربي 21” إنّ “إسرائيل سوف توقف ظاهرة الطائرات الورقية المشتعلة، ولو كان الثمن اندلاع حرب واسعة في غزة”.

وأضاف ديختر: ذلك يعني إمكانية العودة لسياسة الاغتيالات من جديد في المستقبل، لأن هذه الطريقة أسلوب ردعي مهم وشرعي وناجح، ولا أحد في قيادة حماس محصن من أي اغتيال أو تصفية، فيمكن لأي منهم أن نفصل رأسه عن جسده، إن لم يكن لدينا خيار آخر”.

المحلل العواودة، عدّ وجود الكثير من المؤشرات بعدم إمكانية خوض “إسرائيل” حرباً جديدة على غزة، لا يمنع الاغتيالات الميدانية حتى للأطفال، ويضيف: “حاول الاحتلال توسيع الدائرة لجبي ثمن أكبر، لكن ردود المقاومة كانت قوية، ومن هنا سيستمر المأزق إلى إيجاد حل والله أعلم غير الحرب”.

ويتفق معه المحلل عواد، أنّ التهديد بالاغتيالات يحمل وجهين لا ثالث لهما، فإما حرب نفسية لقمع مسيرات العودة ووقفها، أو استشعار لإمكانية القلق من عدم الدخول في حرب تندلع بحالة اغتيال ثمين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات