السبت 25/مايو/2024

حدّاد مفتاح العودة جريح بقنبلة غاز

حدّاد مفتاح العودة جريح بقنبلة غاز

للمرة الأولى منذ بدء مسيرات العودة على حدود غزة، تصمت يداه عن مواصلة العمل ولا تقوى أقدامه عن المضي للمشاركة في الفعاليات وهو يوزع مفتاح العودة.

الحداد علي بنات (30 عاما) أصيب قبل أيام بقنبلة غاز أطلقها جنود الاحتلال على جسده بشكل مباشر؛ ما أدى لإصابته بمشاكل في عظام ركبته والأربطة، وقد قرر له الأطباء عملية ومدّة طويلة من العلاج.
 



وكان الحداد بنات قد صنع مطلع فعاليات مسيرة العودة نماذج لمفتاح العودة وواصل توزيعها على الأطفال المشاركين في الفعاليات تذكيراً بمفتاح العودة الذي حمله الفلسطيني المهاجر من أرضه قسراً.

أسير الفراش

عندما ذهبت لزيارته وجدت باب ورشته التي كانت دوماً صاخبة بدويّ آلات القص والمطرقة موصداً، وقد لازم هو فراش المرض في شقته المتواضعة بالطابق الثاني.

عام (2005) أصاب جنود الاحتلال علي برصاصة في ركبته، وقبل أسبوعين أطلق عليه الجنود قنبلة غاز أصابت ركبته  أيضاً زادت آلام إصابته القديمة فقد بعدها مصدر رزقه ومخزن طاقته.

يقول علي، وأصله مدينة يافا المحتلة: “صنعت براحتي 100 مفتاح، ووزعتها على الأطفال في خيام مسيرة العودة شرق البريج، أحاول أن أذكر بمفتاح حمله الأجداد في الهجرة، ورسالتي أن هذا المفتاح رمز لحقنا في العودة”.



تتسلق جدران الحجرة التي يلازمها علي مشغولاتٌ معدنية من صنع يديه أهمها إطار مرآة وحامل حديدي للفراش علاوة على مفتاح العودة الذي يحتفظ به، ويمرره على ناظري الزوار.
 
اعتاد أن يغلق على نفسه الورشة بالساعات الطوال، ويبدأ في القصّ واللحام مشكّلاً نموذجاً حديدياً لمفتاح العودة قبل أن يمنحها الحياة باللمسة الأخيرة حين يطليها باللون الأسود.
 
ويتابع: “الآن ورشتي مغلقة، وأنا معطّل عن العمل. أرجو من كل الجهات أن تساعدني لاستكمال العلاج والعودة مرة أخرى لمهنتي ومشاركتي المجتمعية وأعيل 7 أفراد منهم طفلة لديها مشاكل صحية في رأسها وأذنها”.

وكانت فكرة علي لاقت استحسان كل من رأى المفاتيح، فعاود الكرّة، وصنع مائة مفتاح أخرى، ووزعها بعد أيام من انطلاق فعاليات مسيرة العودة شرق البريج.



المشاركة الأخيرة

عندما رأيته للمرة الأولى في مسيرة العودة كان علي برفقة أطفاله، وكل منهم يحمل واحداً من مفاتيح العودة، ويطوفون بها على المشاركين في المسيرة والخيام.

شاركت أسرة الحداد علي بنات، والتي أضحت لاحقا محط اهتمام وسائل الإعلام والمصورين في فعاليات مسيرة العودة من يومها الأول حتى الثامن من يونيو عندما أطلق عليه الجنود قنبلة غاز بشكل مباشر أدت لإصابته بجراح.

ويتابع: “كنت أقف بشكل طبيعي، أشاهد الفعاليات من مسافة طويلة، وفجأة شعرت بألم في ركبتي وسقطت أرضاً، وشاهدت 3 شبان آخرين يصابون بالرصاص منهم ابن خالي”.
 
زار علي قبل أيام المستشفى المغربي العسكري الذي أرسله ملك المغرب لمساعدة أهل قطاع غزة وقرروا له عملية في مفصل الركبة وشدّ الأربطة بينما يحتاج إلى العلاج الطبيعي لمدّة طويلة.

وكان جنود الاحتلال قد استبدلوا استخدام قنابل الغاز من أداة تفريق إلى وسيلة استهداف، وأطلقوها بشكل مباشر تجاه أجساد المحتجين؛ ما أدى لإصابة العديد بشكل خطير.


 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات