رمضان بطعم السوشال ميديا.. هل من ضوابط؟

مع دخول العشرية الثانية من رمضان، يبدو واضحًا تحوّل عالم شبكات التوصل الاجتماعي إلى شكل ومذاق مختلف عن الفترة التي سبقته، مما جعل البعض يطلق عليه رمضان بطعم عالم السوشال ميديا.

والراصد لمنصات التواصل الاجتماعي وحسابات الفلسطينيين، يلاحظ أن هناك انقلابا كبيرا في مضامين المنشورات التي تغرق فيها الصفحات والمجموعات واشتراكات الأفراد، والتي يطغى عليها البعد الديني وربط الواقع السياسي بالمناسبة الدينية.

يقول الباحث والمختص في الإعلام الجديد، الدكتور خالد معالي، لمراسلنا إنه لا يمكن القفز عن الإعلام الرقمي في عالم اليوم، “وبالتالي رمضان جزء منه سلبا وإيجابا، وفي الغالب هو إيجابا كون النشطاء يكونون أقل عدائية”.

ويضيف “لا ننسى أن الإعلام الرقمي اليوم يمكن أن يعزز أي حالة ويطورها، ولا ضير في قضاء ساعات، ففيه ذكر الله ونكهة رمضانية، على أن تكون باتزان”، منبها إلى أن رمضان له ميزته، ويفرض حالته على الجميع بفعل بركاته.

وانتقدت الناشطة آية طعمة طغيان الكثير من المنشورات على سلم اهتمامات شبكات التواصل خلال رمضان.

ونقلت عن المدون حسام الدين السنوسي عبارته “يوم برعاية زين، ويوم برعاية دجاج الوطنية، ويوم برعاية زوجة هاري، وكله تحت رعاية “وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِين” والشهر أيام معدودات ورمضانكم مبارك”.

من جانبه يدافع الإعلامي سامر خويرة عن هذا الاندفاع تجاه القضايا الفنية والثانوية المنتشرة بالعالم، وعزا ذلك إلى عدم اكتراثهم بالسياسة، وبالتالي يجدون متسعا للاهتمام بقضايا ملفتة وغريبة في المحيط العالمي.

ونبه إلى أن بعض القضايا البسيطة أخذت حيزا في اهتمامات الناشرين والمغردين، بشكل غير مسبوق خلال الأيام الأولى من رمضان بخلاف قضايا جادة.

ورصد متابعون للعديد من الصفحات الرقمية الفلسطينية اهتمامها الكبير بصور الأسواق الفلسطينية والمعروضات، وحركة التسوق، خاصة في البلدات القديمة في المدن والمخيمات المكتظة بالسكان، ناهيك عن الصلوات في المساجد.

وكانت صور الصلاة في الأقصى في الجمعة الأولى من رمضان أكثر الصور انتشارا على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب صور مسيرة العودة على تخوم قطاع غزة.

وعدّ الأخصائي الاجتماعي رائد يوسف أن الخلل الناجم ليس في استخدامات شبكات التواصل الاجتماعي، وإنما في عدد الساعات التي يتم قضاؤها على الشبكة العنكبوتية من جانب، ومضامين ما ينشر، مما ينعكس سلبا في العلاقات الاجتماعية الوجاهية، واقتصارها على العالم الرقمي.

ويدعو إلى ترشيد الاستخدام، والتركيز على الجوانب الإيجابية، والابتعاد عن طرح القضايا التافهة والجارحة، وبخاصة في شهر رمضان، الذي يعزز الألفة بين بني البشر، وينشر التسامح وتقبل الآخر.