الأربعاء 08/مايو/2024

الصيام الآمن في ظل مرض السكري

الصيام الآمن في ظل مرض السكري

كثيرة هي الأمراض التي تؤثر على صيام المريض، خاصة في شهر رمضان المبارك، ولعل مرض السكري أهمها، لا سيما السكري من النوع الأول حيث يخشى المريض على نفسه من انخفاض مستويات السكري في الدم، وبذلك يصبح في دائرة الخطر.. وهذا بدوره يدفع الأطباء للحديث عن نظام غذائي محكم لمرضى السكري في الشهر الفضيل، حتى يظفر الصائم المريض بطاعة الصيام وبصحة جيدة متوازنة.

ويوضح الدكتور محمد عارف أبو ارميلة، اختصاصي الغدد الصمام والسكري في محافظة الخليل، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن من أهم المخاطر التي يعاني منها مرضى السكري في شهر رمضان هو انخفاض نسبة السكر في الدم خلال الصيام، وذلك لقلة دخول السوائل إلى الجسم خلال نهار رمضان والذي يرافقه جفاف في الفم، ويُخشى أن يرافقه أيضا لزوجة وتجلط في الدم، وهذا في الغالب يصيب أصحاب النوع الأول من مرضى السكري والنساء الحوامل وكبار السن.

وينصح الطبيب أبو ارميلة مريض السكري كي يحظى بصوم آمن، أن يكون على دراية تامة بمعدلات نسب السكري في دمه، وذلك من خلال الفحص الدائم والمستمر بيتيا خصوصا مريض السكري الذي يتعالج بحقن الأنسولين، مؤكدا ثلاثة مواعيد مهمّة للفحص، وهي: الصباح قبيل السحور وعند الظهيرة وفي المساء قبيل الإفطار حتى يتمكن من التحكم بمستويات السكر ويحسن اختيار الوجبات والكميات من الطعام ونسب العلاج أيضا والخروج من دائرة الخطر المحتم؛ لأن انخفاض نسب السكري عند مريض السكري أخطر بكثير من ارتفاعها. هذا الانخفاض الذي يرافقه دوما الرجفة والتعرق والجوع وارتفاع النبض في الدم وخفقان في القلب.

ويؤكد أبو ارميلة ضرورة إفطار الصائم في نهار رمضان إذا ما تبين له بعض الفحص أن نسب السكري قد انخفضت عن 70، وهنا يصبح الاستمرار في الصيام خطرًا على صحته.

ويرى خبير الصحة الفلسطيني عماد الياسيني، أن الصائم المريض، وخاصة مريض السكري بحاجة إلى بعض الرياضة بعد تناول الإفطار بساعتين، بعيدا عن الرياضة المتعبة والتي تحتاج إلى جهد وخاصة خلال نهار رمضان خشية من فقدان كميات من السوائل والسعرات الحرارية.

ووفق الياسيني؛ فإن أفضل أوقات الرياضة للصائم هي بعد صلاة التراويح، بل هي جزء من الرياضة أصلا، ويفضل أن يرافقها فحص للنسب السكري في الدم، مضيفا أن مريض السكري بحاجة إلى تناول كميات كبيرة من السوائل وخاصة الماء والشوربات بعيدا عن العصائر الغنية بالسكريات.

وينصح الخبير الياسيني مرضى السكري بالاعتدال في تناول الطعام، مشيرا إلى أنه يفضل تناول طعام الإفطار على عدة دفعات يبدأها الصائم المريض بتناول الماء والشوربات وقليلا من التمر، وبعدها بمدّة ربما بعد التراويح يتبعها بتناول الطعام الدسم، والتركيز في نفس الوقت على الأطعمة التي تحتوي على الألياف بطيئة الامتصاص مع ضرورة التعجيل في الإفطار وتأخير السحور لتجنب حدوث انخفاض في السكري أثناء الصوم.

وأضاف الياسيني: على مريض السكري الصائم الابتعاد عن النشويات والكربوهيدرات والمشروبات السكرية والعصائر المركزة والمصنعة والتخفيف من الأرز والتقليل من الدهنيات والشحوم وتجنب السمن بأنواعه وخاصة السمن الحيواني مع ضرورة الإكثار من السلطات والخضار ذات السعرات الحرارية المنخفضة.

ويدعو مريض السكري الصائم للابتعاد عن الأغذية التي تؤدي إلى جفاف في الجسم وتحتوي على الكثير من الأملاح مثل الأجبان المملحة والمكسرات المملحة والتوابل المملحة والأغذية التي تحتوي على كميات كبيرة من البروتينات مثل اللحوم؛ لأنها تؤدي إلى جفاف في الجسم.

كما أشار إلى أن الصيام الآمن لمريض السكري يتطلب الابتعاد عن المشروبات الغنية بالكافئين مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة التي تؤدي في الغالب إلى العطش.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات