الجمعة 10/مايو/2024

ازرع صمودك.. حملة أردنية لدعم المزارعين في فلسطين

ازرع صمودك.. حملة أردنية لدعم المزارعين في فلسطين

عكازها وانحناء ظهرها لم يمنعا الحاجة زينب عبد الله من التوجه إلى مقر إحدى الإذاعات في العاصمة الأردنية عمان؛ لتلبي نداء استغاثة المزارع الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع جرائم الاحتلال الصهيوني في أرضه.

وإلى جانب الحاجة زينب التي بلغت من العمر (81 عاما)، وقف مجموعة من الأطفال يحملون بين أيديهم ما جمعوه من مصروفهم اليومي ليساهموا بزرع شجرة في القدس أو غزة.

مشاهد جسّدت روح المقاومة لدى الأردنيين الذين هبوا ملبين النداء، صغارا وكبارا نساءً وشيوخا، طلاب مدارس وجامعات، تكفلوا بزراعة قرى فلسطينية بأكملها.

مشروع ناجح وواعد
حملة “ازرع صمودك” في الأردن، والتي تنظمها “العربية لحماية الطبيعة”، ضمن برنامجها “زراعة مليون شجرة في فلسطين”، بالتعاون مع إذاعة حسني اف ام، والتي تهدف لدعم صمود المزارع الفلسطيني وتثبيته في أرضه من خلال استصلاح الأراضي وزراعتها بالأشجار المثمرة، وبناء الآبار التجميعية وشبكات الري وغيرها من وسائل الدعم.

وحول الحملة، قالت مديرة “العربية لحماية الطبيعة” مريم الجعجع في حديث خاص لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن حملة ازرع صمودك هي جزء من برنامج مليون شجرة في فلسطين والتي انطلقت عام 2000 “.

وبينت الجعجع أن الهدف من الحملة هو تعزيز صمود المزارعين في أراضيهم المهددة بالمصادرة، أو التي تعرضت للانتهاكات الصهيونية، مشيرة إلى أن الأراضي التي تستهدف هي التي تقع بالقرب من الجدار العازل أو المستوطنات لدعم صمود أصحابها، حيث تزرع بالأشجار المثمرة، والتي تشكل بعد فترة زمنية مصدر رزق للمزارع الفلسطيني.

وبينت “أن 10% مما يزرعونه يتعرض للقلع مرة أخرى من الاحتلال، حيث تم زراعة  تل رميدة مرتين، إلا أن همجية الاحتلال لا تزيدنا إلا صمودا وتحديا”.

وأوضحت أن الجمعية لا تعترف بالتمويل الأجنبي، وهي قائمة على جمع التبرعات من الأفراد والمؤسسات الأردنية والعربية فقط، أي دون تدخل أجنبي وهذا ما يدعم بقاءها.

وعن استجابة الأفراد للحملة قالت: “هناك إقبال شديد للتبرع، وهذا إن دل فهو يدل على أن ضمير الأمة ما زال حيا، وأن قضية فلسطين هي البوصلة التي توحد العرب”.

شعب واحد
من ناحية أخرى، بين حسام الغرايبة مدير عام إذاعة حسني اف ام لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: أن الحملة التي تقوم بها جمعية العربية لحماية الطبيعة عبر أثير الإذاعة جاءت لتعبر عن مدى دعم الأردنيين لصمود أهل فلسطين”.

وقال: “الهدف ليس قيمة المبلغ الذي نصل إليه، بالقدر الذي نعبر فيه عن رغبة الشارع الأردني بتثبيت الفلسطينيين في أرضهم، ودعم مشروعهم المقاوم في ظل تجريف الأراضي الزراعية وقطع الأشجار، ليبقى الفلسطيني ثابتا وقائما في أرضه”.

وأوضح الغرايبة أن الهدف من اختيار الشجرة في الحملة، هو لما تحمله من رمزية، فهي تملك جذورا ضاربة في الأرض يصعب اقتلاعها، إلى جانب أنها تنمو وتبقي ثابتة، وتأتي بالثمر بعد فترة زمنية لتعطيه للأب والابن والحفيد.

وعن حجم الإقبال، قال الغرايبة: الإقبال كبير ومتنوع من ناحية الأعمار وطبيعة الأفراد، وكذلك حجم التبرعات، عادًّا أن القدس وفلسطين تجمع الأردنيين وتوحد صفوفهم؛ لأن البوصلة واضحة.

الصغار لا ينسون
وشارك العديد بآرائهم عبر هاشتاج #ازرع_صمودك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت الناشطة حنين حجاوي تعليقا على قدوم الأطفال للتبرع: هذه الأرواح البريئة دحضت مقولة (غولدامائير) الكبار يموتون والصغار ينسون، مضيفة: “من زرع الشجر وحفر الآبار في قرى القدس كمن رمم بيوت البلدة القديمة، فمعركتنا مع الاحتلال في القدس سكنية سكانية زراعية ديمواغرافية”.

وشارك  زياد ابحيص الباحث والمتخصص في شؤون القدس في الحملة عبر أثير الإذاعة  بقوله: “الأردن وفلسطين مجتمع واحد، وعمق تاريخي واحد، وما نفعله اليوم هي وحدة الشواهد للشعبين”، وأشار إلى أن مفتاح النصر هو الصمود في وجه المحتل.

وفي نهاية الحملة، وصلت التبرعات ما بين 75 إلى 100 ألف دينار أردني، ويمكن من خلاله زراعة ما يقارب 15 ألف شجرة، وإنشاء عدد من الآبار التجمعية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات