الأربعاء 22/مايو/2024

حرق مسجد عقربا.. إجرامٌ متواصل وفتاوًى يهودية معلّبة

حرق مسجد عقربا.. إجرامٌ متواصل وفتاوًى يهودية معلّبة

فتاوى دينية يهودية جاهزة، ومستوطنون متطرفون جاهزون للتنفيذ، هي كل ما يلزم لمواصلة حرق مساجد الضفة الغربية؛ كما حصل لمدخل مدخل مسجد “الشيخ سعادة”، في بلدة عقربا جنوب شرق نابلس، فجر الجمعة (13-4-2018).

وخطّ المستوطنون شعارات عنصرية باسم عصابات “دفع الثمن”، وسكبوا موادّ سريعة قابلة للاشتعال وأضرموا فيها النار؛ ما أدى إلى احتراق باب المسجد وإلحاق أضرار في المدخل.
 
عمليات متعمدة

وتحدث رئيس بلدية عقربا غالب ميادمة لمراسلنا عن حرق المسجد قائلا: “المصلون فوجئوا لدى توجههم لصلاة فجر الجمعة بآثار حريق عند مدخل المسجد، والكاميرات كشفت عن سكب مستوطنيْن موادَّ شديدة الاحتراق عند مدخل المسجد، ثم أضرما فيها النار، ما أدى لاحتراق المدخل وأجزاء من المسجد”.

وأضاف بأن بلدة عقربا تعرضت وما تزال لاعتداءات متواصلة من المستوطنين، ومصادرة الأراضي لمصلحة التوسع الاستيطاني.

وبحسب المراكز الحقوقية وشهادة الأهالي؛ فإن الأدوات هي نفسها المستخدمة في أكثر عمليات الحرق للمساجد، من سكب مادة بترولية وإشعال النيران، ومن ثم كتابة “الانتقام لافي” باللغة العبرية على واجهة مدخل المساجد أو غيرها من العبارات التحريضية، ومن ثم الفرار، حيث يستغل المستوطنون ساعات ما قبل الفجر، وهو قاسم مشترك تتشابه فيه عمليات الحرق لمساجد الضفة.

ويشير أحمد بشير، أحد مواطني بلدة عقربا، لمراسلنا إلى أن المستوطنين استغلوا عوامل عديدة لحرق المسجد منها قربه من الطريق الالتفافي الذي يسلكه المستوطنون، لتسهيل عملية الهروب بعد تنفيذ جريمتهم.

ليس المسجد الوحيد

وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن محاولة إحراق مسجد عقربا، شكلت إحدى المحاولات لحرق مساجد الضفة، وأن بعضها حرق بالكامل، فيما هناك مساجد حاولوا إحراقها إلا أن يقظة الأهالي منعتهم من ذلك.

ويؤكد الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي أن سياسة حرق المساجد في الضفة الغربية المحتلة باتت جزءاً من مشاهد التطهير العرقي، وهواية مفضلة للمستوطنين في ظل غياب أي رادع لهم.

وتابع: “ليس غريباً عليهم أن يحرقوا المساجد والكنائس ودور العبادة الأخرى، ومجزرة الحرم الإبراهيمي، ومن قبلها محاولة حرق المسجد الأقصى، وقصف كنيسة القيامة أثناء احتماء بعض الفدائيين بها قبل سنوات، وأثناء العدوان على مدينة جنين، وحرق عائلة دوابشة، والطفل المقدسي محمد ابو ضهير، هي أمثلة واضحة في هذا الصدد”.

ولفت إلى أن الأديان السماوية تحرّم الاعتداء على أماكن العبادة والمسّ بها، وتنأى بها عن دائرة الصراع، وأن ما جرى من حرق لمدخل مسجد عقربا وغيره من المساجد، تدعمه الفتاوى المتطرفة التي تصدر من الحاخامات والتحريف الذي حدث في التوراة قديما من “أن أرض الأغيار يجوز حرقها ونهبها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات