الجمعة 10/مايو/2024

غرِّد مع السلطة وإلّا… تُفصل

غرِّد مع السلطة وإلّا… تُفصل

لم تقف حدود الانفجار الذي طاول الشهر الماضي موكب رامي الحمد الله في غزة على مشارف ملف المصالحة وعرقلته، بل امتدت إلى جامعة النجاح التي جاء منها الحمد الله، حيث قررت إدارة مركز الإعلام فصل الصحافيين الذين لم يغرِّدوا تأييداً لرئيس الوزراء ومهاجمةً لـ”حماس”، فيما ساهمت السلطة بنيابتها العامة في إسناد قرارات المركز.

وفي تصعيدٍ لافت، أعلن عدد من الزملاء الصحافيين وبعض الأساتذة الجامعيين انسحابهم من مؤتمرٍ يُشرِف عليه “مركز الإعلام” التابع لجامعة النجاح في نابلس، شمالي الضفة المحتلة، وذلك احتجاجاً على فرض التغريد الإجباري على الموظفين، مروراً بفصل بعضهم، وصولاً إلى هجوم الإدارة على نقابة الصحافيين، وانتهاءً بالتسبب في توقيف صحافي لدى أجهزة الأمنية واستدعاء نحو ستة آخرين للمثول أمام النيابة تمهيداً للمحاكمة على خلفية الأزمة نفسها.

فمنذ بداية الشهر الجاري، وصلت تهديدات إلى عدد من الزملاء بالفصل بسبب رفضهم التغريد على هاشتاغ #الاستهداف_الجبان، الذي أطلقته إدارة مركز الإعلام احتجاجاً على التفجير الذي استهدف موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله ومدير المخابرات ماجد فرج في غزة، فيما دافع المركز عن نفسه في عدة بيانات، لكنه هاجم نقيب الصحافيين، ناصر أبو بكر، في إحداها، واصفاً إياه بـ”المدعو”، كذلك اتهم النقابة المقربة من حركة “فتح” بـ”الكذب”.

ونقلت “الأخبار اللبنانية” عن مصادرها أن المركز أجبر موظفيه على التغريد القسري، فيما كان “موقع النجاح” الإخباري يعيد نشر تغريدات الموظفين مرفقاً بمواد هجومية ضد حركة حماس، علماً أن المركز الإعلامي يتبع الجامعة التي لا يزال رئيسها هو رامي الحمد الله نفسه، إذ كان اشتراطه أن يحلّ في منصب رئاسة الوزراء، على أن يبقى منصبه في رئاسة الجامعة معلقاً، وينوب عنه قائم بالأعمال إلى حين عودته.

في المقابل، تصرّ نقابة الصحافيين على “وجود شبهاتٍ بفصل موظفين على خلفية رفضهم التغريد القسري، وبعض المفصولين يتّهمون المركز بفصلهم لهذا السبب”، فيما يقول “مركز الإعلام” إن الفصل جاء بناءً على “تقييمٍ” خضع له الموظفون.

ووفق المعلومات، بلغ عدد الذين تركوا العمل لدى المركز 12 موظفاً ومتدرباً، وليس خمسة أو ستة كما هو متداول، فيما استغلت جامعة النجاح وجود بعض الموظفين على قيد عقد عمل لأكثر من سنتين دون تثبيت ــ وهو أسلوب مخالف لقانون العمل ــ لتتخلص منهم من دون مسؤولية قانونية.

وبصورة عامة، باتت “النجاح” تشارك السلطة في قمع الحريات، إذ إن إدارة الجامعة منعت قبل مدة طالباً من دخولها بسبب منشورٍ عبر “فيسبوك”، رغم أن بإمكانها رفع شكوى عليه وفق الأصول المتعارف عليها. وكذلك جاء استدعاء النيابة العامة الخميس الماضي لعددٍ من الصحافيين على خلفية قضية مركز الإعلام في الجامعة، إذ أسندت إليهم النيابة تهم الذم والقدح والتشهير، إضافة إلى “تعريض سلامة الدولة للخطر”. 

وكان الزميل رامي سمارة أول الموقوفين، قبل أن يصدر رئيس السلطة محمود عباس قراراً بالإفراج عنه، لكن من دون وقف إجراءات المحاكمة، فيما ينتظر صحافيون آخرون جلسات مشابهة هم: عنان عجاوي، ونائلة خليل، ومدى شلبك، وآيات عبد الله.

المصدر: الأخبار اللبنانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات