الجمعة 10/مايو/2024

حملة اعتقالات سياسية بالضفة.. ماذا تريد السلطة؟

حملة اعتقالات سياسية بالضفة.. ماذا تريد السلطة؟

كانت نردين أبو زينة الطالبة في جامعة بوليتكنك فلسطين من الخليل في غاية الاستغراب حينما دهم عناصر من المخابرات الفلسطينية منزلها، وفتشوه، وعبثوا بمحتوياته، وصادروا أجهزة إلكترونية من حواسيب وهواتف نقالة، وأوراق وكتب.

حالة غير مسبوقة نفذتها عناصر المخابرات داخل منزلها فاقت ما قام به الاحتلال، لم يتركوا شيئا إلا وأفسدوه.

تتساءل أبو زينة في حسابها عبر “فيسبوك”: أنا هنا أملك أسئلة منطقية وأطلب إجابة لها فقط، ولذلك فأنا أسأل إدارة جامعة بوليتكنك فلسطين: هل القرار الذي يمنع دخول الأجهزة الأمنية إلى الجامعة يقضي بمنعهم إن كانوا بلباسهم العسكري ويسمح لهم بدخولها بزي مدني لكي يعتدوا على حرياتنا داخل أسوارها؟.

وتتساءل أيضا: هل يشمل القرار أفراد الأجهزة الأمنية فقط ولا يشمل أسلحتهم التي كانت تزغرد أمام مبنى الإدارة بعد فوز حركة الشبيبة الطلابية في انتخابات مجلس اتحاد الطلبة العام الماضي؟ هل من المنطقي أن ينظر إلي ضباط المخابرات حين فتشوا بيتي وهم يضحكون ويقولون لي: “اه احنا كل يوم عندكو في الجامعة”؟.

وأنا أسأل الأجهزة الأمنية: ما التهمة أو العمل الإرهابي الخطير الذي قمت به وخولكم لاقتحام بيتي وتفتيشه ومصادرة الأجهزة؟ هل أصبحت دفاتري الجامعية تشكل خطرا على أمن الدولة أكبر من خطر اقتحام الأقصى وتدنيسه واعتقال المقاومين واغتيالهم؟ “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل” حسبنا الله ونعم الوكيل.

طالت الغالبية

وتركزت حملة الاعتقالات ضد الأسرى المحررين على وجه الخصوص، وطلبة الكتلة الإسلامية، وأشقاء الأسرى في سجون الاحتلال.

وطالت الحملة غالبية مدن الضفة؛ ففي مدينة دورا اعتقل جهاز الأمن الوقائي الناشط في شؤون الأسرى الأسير المحرر أسامة شاهين والذي أعلن الإضراب عن الطعام والماء منذ اعتقاله ولمدة خمسة أيام، فيما أفرج عنه لاحقا بسبب تردي وضعه الصحي.

وفي سلفيت اعتقل الأسير المحرر حسام شاهين والذي أمضى في سجون الاحتلال 12 عاما، فيما دُهم منزل الأسير المبعد إلى قطاع غزة باسم نزال في قلقيلية لاعتقال نجله، كما اعتقل نضال عبد الحميد العرامين من سعير شرقي الخليل، وكذلك اقتحام منزل سليم شماسنة والد الأسير مصعب شماسنة.

وفي بيت عوا غرب دورا، دُهم منزل الأسير القسامي محمد عبد الباسط الحروب المحكوم 4 مؤبدات، واعتقل شقيقه معتز.

فيما اعتقل جهاز الأمن الوقائي عرفات ناصر من دير قديس قضاء رام الله، وصادر اللابتوب والهاتف النقال، كما اعتقل الوقائي أبو العز نواهضة وغسان إدريس الطالب في جامعة البولتكنك في الخليل.

كما اعتقلت أجهزة السلطة القيادي في حماس في مدينة بيت لحم وليد البستنجي، واستدعت بلال سلهب التميمي من الخليل، وعمر أبو عليا من المغير، وأحمد صباح من طولكرم.

ولا تزال الحملة مستمرة دون رقيب أو عتيد، وتتزامن مع حملات الاحتلال التي تطال العشرات كل ليلة.

معاملة سيئة

يقول شهود عيان لمراسلنا: الاعتقالات التي نفذتها أجهزة السلطة الفلسطينية، طالت غالبية الفصائل، وخاصة الدرجة الأولى من حركة حماس، ثم الجهاد، فالشعبية.

ويوضح الشهود أنه يتم معاملة المعتقلين معاملة سيئة للغاية، فلا طعام ولا شراب ولا علاج ولا أغطية.

يقول الشهود: الكثير من المعتقلين ينامون على البلاط، خصوصا المعزولين.

مصادر كشفت لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الكثير من المعتقلين نقلوا إلى المشافي، وخاصة المضربين عن الطعام والماء، والذين تردت أوضاعهم الصحية، فيما يجري التحقيق معهم حول قضايا قديمة، وملفات سابقة في سجون الاحتلال، والأنشطة الطلابية في الجامعات.

تتابع المصادر أن ضابطا في الأمن الوقائي قال لأحد نشطاء العمل الطلابي داخل مركز اعتقال في رام الله: ستدفعون ثمن سياسات قياداتكم في غزة، سنعمل لكم ملفات مزورة.

واستنادا لهذا التلفيق المتعمد، مثل الصحفي طارق أبو زيد بعد اعتقال دام 40 يوما أمام محكمة الجنايات في نابلس بتهمة ملفقة، مفادها التحريض على السلطة عبر تقاريره الصحفية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات