الثلاثاء 21/مايو/2024

زهرة الفنجان .. المثير للاحتجاجات والروائح الكريهة في جنين

زهرة الفنجان ..  المثير للاحتجاجات والروائح الكريهة في جنين

يعدّ رئيس مجلس قروي الزاوية بجنين جمال أبو الوفا، أن حراك سكان سبع بلدات جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية للمطالبة بمعالجة الآثار البيئية والصحية التي يعانون منها من مكب زهرة الفنجان محقا ونابعا من معاناة شديدة.

ويضيف أبو الوفا لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن سكان  المنطقة يعانون من  الروائح الكريهة التي تنبعث من المكب، ويصل ضررها لدائرة يبلغ قطرها عشرة كيلومتر إضافة للانتشار الكبير للبعوض والكلاب الضالة والخنازير التي تشكل خطرا على أبنائهم ومواشيهم، ناهيك عن ما يتسرب من عصارة المكب إلى أراضيهم الزراعية.

وتصاعد في الأسابيع الأخيرة حراك شعبي مناهض لمكب زهرة الفنجان بات يعبر عن ذاته باحتجاجات واعتصامات ومسيرات في تلك المنطقة.

ويرى أبو الوفا أن مكب زهرة الفنجان عند إقامته كان من المفترض أن يخصص لمحافظتي جنين وطوباس فقط ليستوعب وفق المخطط (200) طن من النفايات يوميا وبعمر افتراضي قد يصل 15 عاما، لكن ما جرى على أرض الواقع بعيدا عن ذلك تماما بعد أن بات هذا المكب مخصصا لاستيعاب نفايات سبع محافظات فلسطينية ليستقبل يوميا (1200 طن) وفي ظل ظروف معالجة عير آمنة، وهو ما فاقم المشكلة، وجعل من إمكانية التعايش معها أمرا مستحيلا.


null

لا بد من تدخل عاجل
بدوره طالب الناشط في الحراك أحمد أبو صلاح لمراسلنا جميع الجهات بالتدخل العاجل لإغلاق المكب الذي أصبح  مصدرا للقوارض والأفاعي والروائح القاتلة والحشرات.

ونبه إلى خطورة النفايات الطبية والكيماوية التي يتم طمرها في المكب بطريقة غير صحيحة والتي وصلت إلى المياه الجوفية والمزروعات ودمرتها، وأكد أن المنطقة بأسرها تعاني من بيئة منكوبة بكل معانيها.

وقد أنشئ مكب زهرة الفنجان للنفايات الصلبة عام 2007 على مساحة 95 دونما في جنوب غرب جنين؛ حيث بلغت تكلفته 13.5 مليون دولار، من بينها 105 ملايين جاءت على شكل قرض من البنك الدولي فيما تبرع الاتحاد الأوروبي بالملايين الثلاثة المتبقية.

وتقول الحكومة  إن المكب يخدم مليون مواطن في محافظات جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية وطوباس وسلفيت ، وأن إنشاءه سمح بإغلاق (86 ) مكبا عشوائيا كانت تحتل مساحة (1200) دونم متفرقة في تلك المحافظات.

الناشط أبو صلاح وسكان المنطقة يقولون لمراسلنا إن هذا صحيح، ولكنه جاء على حساب حياتهم، وأصبحوا يعيشون في منطقة تنبعث منها الروائح الكريهة بشكل لا يطاق، وأن المشكلة الأكبر في سوء إدارة وكفاءة المكب وليس في الفكرة والمشروع.


null

سوء طمر
ولا تختلف وجهات نظر المواطنين في بلدات عرابة المنصورة، وادي الدعوق، عنزة، مركة، الحفيرة، الزاوية، وبير الباشا جنوب جنين  تجاه المكب.

ويشير المواطن محمد العارضة لمراسلنا إلى أنه ليس ضد المشروع ، ولكن عليهم إدارته بطريقة صحيحة تنهي مشكلة الروائح الكريهة.

بينما يشير المواطن عبد الله الباشا إلى أنه ترك السكن في المنطقة نتيجة تلك الروائح ، وهناك من هجروا أراضيهم لأن الوضع لا يطاق.


null

المشكلة بالروائح فقط!
ويوضح المدير التنفيذي لمجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة في جنين، هاني شواهنة أنه تم اختيار موقع المشروع بناءً على دراسات علمية ومعايير معينة، مؤكداً أن غالبية العوامل توافقت مع هذا الموقع.

ويضيف لمراسلنا نعتمد طريقة الطمر الصحي للتخلص من النفايات، من خلال تجهيز الخلايا وتبطينها لطمر النفايات فيها، وعزل العصارة ببرك خاصة، فلا تتسرب إلى المياه الجوفية.

وينفي شواهنة ما يتناقله المواطنون من سلبيات للمكب، مشيراً إلى أن تأثيره السلبي يقتصر على الروائح المنبعثة فحسب، ولا صحة لتسببه بالأمراض وإتلاف المزروعات.

ونبه إلى وجود  توجه مستقبلي للتخلص من النفايات بالحرق الصحي واستغلال غاز الميثان في توليد الطاقة الكهربائية، ونحن على تواصل مستمر مع شركات عالمية تعمل في هذا المجال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات