الثلاثاء 21/مايو/2024

ما الذي تخشاه إسرائيل في الشهور المقبلة؟

ما الذي تخشاه إسرائيل في الشهور المقبلة؟

أحداث متسارعة يخشى عواقبها الكيان الصهيوني وخاصة بعد عمليات المقاومة الأخيرة، التي من الممكن أن تفتح شهية الشبان الفلسطينيين لتنفيذ عمليات مماثلة، لذلك يحاول الكيان تسويق نظريته الأمنية الداعية إلى المبالغة في العواقب.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” سلط الضوء على أبرز ما نشره الإعلام العبري حول سيناريوهات الأحداث الجارية.

نقاط الانطلاق
تحت عنوان “هل نحن في خضم تصعيد أمني جديد؟” كتب اليؤور ليفي من صحيفة يديعوت:

“وقع هجوم يوم الأحد في مدينة القدس القديمة قتل فيه رجل يبلغ من العمر 30 عاماً، بعد يومين فقط من الهجوم القاتل في موبي دوتان في شمال الضفة؛ قتل الجنود زيف داوس ونتانيل كاهلاني، في الآونة الأخيرة، وكانت هناك أيضا هجمات قاتلة حيث قتل الحاخام إتامار بن غال والحاخام رازيل شيفاخ”.

وأضاف “في تصعيد السنوات 2016-2015، والذي كان مصحوبا بموجات من الهجمات الفردية، معظمها في شكل عمليات طعن وهجمات إطلاق نار، كانت المتغيرات التي خلقت نقاط الانطلاق في ذلك الوقت؛ حيث شنت حماس حملة ضخمة ضد تغيير إسرائيل للوضع القائم في الأقصى”.

وقال الكاتب: “لقد مر وقت طويل قبل أن يتلاشى التصعيد ببطء وحدث هذا في النهاية، وقد ساهمت قوات الأمن الفلسطينية أيضًا في الجهود الرامية إلى إنهاء موجة الهجمات من خلال المراقبة الدقيقة للشباب الفلسطيني، حيث نقلت المدارس الفلسطينية كل صباح قائمة بالطلاب الذين لم يدخلوا البوابات، وحققت قوات الأمن بسرعة للتأكد من أن سبب غيابهم لم يكن مرتبطا بخروج محتمل لتنفيذ عمليات”.

فتيل التصعيد
 الآن يبدو أنه وبعد فترة طويلة من الهدوء النسبي بدأت المنطقة تتدهور، وتفلت الأمور فيها من جديد كما وصف الكاتب.

وقال: “هناك غياب أفق سياسي، زيادة استثنائية وكبيرة في التحريض على الشبكات الاجتماعية والوسائط الإلكترونية، تمجيد الإرهابيين؛ التي أوجدت نموذجًا للعدوى خاصة بين الشباب الذين لديهم ميول استشهادية، إعلان الرئيس الأمريكي ترمب الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، والاحتفال بنقل سفارتها للقدس بعد يوم من النكبة، الهجوم العام وانحراف القيادة الفلسطينية ضد الإدارة الأمريكية، الشعور بعزلة الفلسطينيين، نقص الدعم العربي، اقتراب الأيام الفلسطينية -يوم الأرض، يوم النكبة ويوم النكسة، مسيرة العودة الكبيرة في قطاع غزة؛ المُعد لها في عدة موجات من الأسبوع المقبل حتى يوم النكبة، احتفالات إسرائيل بالذكرى السبعين لما يسمى “عيد الاستقلال”، ومع الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني محمود عباس التي تزداد سوءًا لعمره المتقدم؛ سيعلن عن بداية معارك الخلافة في اليوم التالي لوفاته”.

انفجار عنيف
وفي نفس السياق كتب إليكس فيشمان مقالا بعنوان “مسيرة العودة الكبرى: التصعيد المعروف مسبقا”.

تحذر الاستخبارات العسكرية (أمان) منذ عام؛ من أنه بعد عقد من الهدوء النسبي، المناطق في طريقها إلى انفجار كبير وعنيف، والتقييم هو أن الذروة من المفترض أن تأتي في نهاية الشهر، خلال مسيرة “العودة الكبيرة” على طول الحدود التي من شأنها إشعال المنطقة.

وأكد فيشمان أن “ما يحدث في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية وقطاع غزة؛ ليس تحذيرات وهجمات موسمية ذات صلة بيوم النكبة أو يوم الأسير أو عيد الاستقلال أو يوم الأرض، وهذا أيضاً ليس مجرد رد على مبادرة ترامب والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، إننا نرى التحذير الاستراتيجي الذي تشير إليه الاستخبارات العسكرية منذ أكثر من عام من الآن: فالعقود الأمنية الهادئة نسبياً في المناطق وراءنا، والمواجهات العنيفة العميقة بين الشارع الفلسطيني والقيادة الفلسطينية وبين الشارع الفلسطيني وإسرائيل لا تبحث إلا عن فرصة”.

ثوران البركان
وأشار الكاتب إلى أن “واحدة من الخطوات التي تتخذها إسرائيل اليوم لتأجيل وحدوث ثوران هذا البركان، هي محاولة بناء تحالف مع الولايات المتحدة وسبع دول عربية من شأنها أن تخلق واقعاً مختلفاً في القطاع، تشرع فيها إسرائيل لوضع استراتيجية جديدة تتجاهل تقلبات السلطة الفلسطينية في رام الله”.

ويتابع: “يفهم أبو مازن أنهم يدفعونه جانباً وهو يفعل كل ما بوسعه لعرقلة عجلات إعادة تأهيل غزة، إنه يفهم أن هذه سابقة وبموافقة هادئة من الدول العربية، يحاولون حل المشكلة الإسرائيلية -الفلسطينية على رؤوس الفلسطينيين هذا يدعو أيضا للانفجار”.

 لذا فإن إنجازات “إسرائيل” في مجال الأنفاق مهمة للغاية، لكن الدهس في الضفة الغربية والطعن في بالقدس، أو وضع القنابل على حدود غزة، هي علامات على عملية أكثر خطورة وعمقاً.

نتائج فتاكة
“جبهة متفجرات” عنوان مقال للكاتب يوسي ملمان قال فيه:

“ليس لدى الجيش الإسرائيلي حلول سحرية للوضع الناشئ؛ وللدقة فإن الحلول هي المزيد من الأمر ذاته؛ أي صيانة الاحتلال على أمل ألا تكون انتفاضة ذات شدة، بل فقط في أقصى الأحوال موجات تنخفض وترتفع”.

وأكد الكاتب أن جهاز الأمن العام والجيش والاستخبارات الإسرائيلية؛ لم يعلنوا عن انتهاء الانتفاضة الثالثة، تلك المسماة “انتفاضة الأفراد” التي بدأت قبل نحو سنتين ونصف، بل إنها لم تخبُ، بل في صعود وهبوط، وموجات العملية في ليل السبت الماضي بنتائجها الفتاكة، تشهد على أن الأرض الفلسطينية تعتمل.

وحسب معطيات المخابرات الإسرائيلية، هناك ارتفاع بنحو 15 في المائة في عدد الأحداث على أنواعها في غزة وفي الضفة.

وختم ملمان بالقول: “هناك توافق في شيء واحد؛ ففي كل حديث تقريبا، في كل إحاطة أو تقويم للوضع من رئيس الأركان، رئيس المخابرات وكبار المسؤولين في الجيش والمخابرات، يشددون على الدوام بأن الجبهة الأكثر تفجرا، مع الإمكانيات الكامنة هي الجبهة الفلسطينية، ولا سيما لأنه بخلاف الحدود في سوريا وفي لبنان، فإن الجبهة الفلسطينية غير متوقعة”.

تصدير أزمة
محلل الشؤون العبرية في “المركز الفلسطيني للإعلام” كتب معلقا:

“إن الاحتلال يحاول تهيئة الساحة الفلسطينية بفرض نظام أمني وسياسي جديدين للخليفة القادم بعد أبو مازن؛ بتبعية كاملة للاحتلال، ومحاولة إقناع الشعب الفلسطيني أن مستقبلهم ومستقبل الأجيال هو مع الكيان، وما دون ذلك هو الوعودات السرابية”.

وبين المحلل أن “القراءات الصهيونية المطروحة في الساحة عبارة عن تضخيم وتهويل من حجم النتائج، وذلك نظرا لما يعانيه الكيان من الضغط السياسي والأمني وفقدان السيطرة، والهروب من العواقب بمزيد من الإرهاب، وسلب حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل أشكاله”.

وأكد أن “الاحتلال يعاني اليوم من أزمة كبيرة في كل مناحي الحياة؛ ولذا يحاول جاهدا أن يصدر أزمته على شكل دعايات تحريضية وإلصاق تهم، والظهور أمام العالم بدور الضحية؛ وذلك تزامنا مع قدوم المناسبات والفعاليات الوطنية، لإيجاد تسويغ لأي جريمة يرتكبها”.

ويختم المحلل بضرورة التنبه لدور الإعلام الصهيوني في تسويق مخططات الكيان؛ ومحاولة اللعب وخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية لإيجاد منفذ حساس؛ لإحباط أي بادرة من شأنها أن تؤدي إلى تطور العمل المقاوم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات