الثلاثاء 21/مايو/2024

قوات إسرائيلية تتمركز في تويتر وفيسبوك

ناصر ناصر

لم تبدأ معركة كي الوعي أو الحرب على الذاكرة التي تشنها “إسرائيل” بوسائل شتى مع إعلانها قبل أيام عن افتتاح قسم جديد يسمى قسم الوعي داخل الجيش الإسرائيلي، أخذا بتوصية عميد الاستخبارات المسمى ( ك)، بهدف معلن هو تركيز النشاطات والعمليات “الناعمة” أمام الجيوش الأجنبية والرأي العام من أجل التأثير على الوعي ورسم صورة إيجابية للجيش الإسرائيلي، بل قد تكون قد بدأت بتصريحات موشيه يعلون رئيس هيئة أركان الجيش في فترة الانتفاضة الثانية، والذي أكد واهتم بشكل خاص بمعركة كي الوعي أو إحباط الفلسطيني وزرع اليأس في قلبه من إمكانية تحقيق أهدافه الوطنية.

ليست أهداف الحرب هي الجديدة في هذا السياق؛ بل الكشف عن المدى الذي بلغ به الاهتمام الإسرائيلي بهذا الشأن، من حيث رصد الميزانيات لتطوير آليات ووسائل تنفيذها، فقد تم تشكيل وحدات خاصة “مقاتلة” للتمركز في تويتر وفيس بوك وكل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يبدو أنها تتحرك بشكل منظم وباستراتيجيات واضحة وبترتيبة عسكرية، لرفع أفكار وتغريدات وخفض بوستات وتحليلات، وزرع أفكار في “عمق أرض العدو” بما يتناسب مع الأهداف الإسرائيلية الاحتلالية، وينسجم مع طرائق وأهداف الحرب النفسية.

لم يكن النجاح الإسرائيلي في كي ذاكرة ووعي بعض، لا كل النخب الفلسطينية والعربية، وتحديدا تلك الحاكمة والممسكة بزمام ما يسمى بالسلطة في المنطقة ناتجا عن تقدم وسيطرة قوات الاحتلال الفكري والنفسي على مواقع هامة في تويتر وفيسبوك، وإنما وبالدرجة الأولى بسبب الروح الانهزامية المتأصلة، وحرص هذه النخب على الحفاظ على ما سرقته من مقدرات الشعوب.

ليس ذلك نجاحا إسرائيليا هو إذًا بقدر ما هو هزيمة لبعض النخب الحاكمة، أما الشعوب فما زالت ورغم آلامها ورغم عمليات الانتشار أو التموضع الإسرائيلي في تويتر وفيسبوك، ومن قبلها في بعض العواصم العربية، تؤمن بان المستقبل للحق العربي والفلسطيني، وليس للإمبريالية والاحتلال.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات