مدرسة قرطبة بالخليل.. تلاميذ على خط النار
“رغد هاشم العزة”.. ابنة الأربعة عشر ربيعا لم يمنعها استشهاد والدها على أيدي المستوطنين وجنود الاحتلال في تل الرميده بالخليل من مواصلة تعليمها واختراق الخطوط الأمامية لجنود الاحتلال والمستوطنين في شارع الشهداء للوصول إلى مدرستها.
فمدرسة رغد هي قرطبة الأساسية المختلطة؛ الكائنة في وسط المربع الأمني الاستيطاني في قلب البلدة القديمة من الخليل، والتي بنيت في العهد الأردني نهاية عام 1956م جنوب شرق تل الرميده في الخليل بالقرب من تجمع للمدارس الأساسية القديمة (مدرسة الدبويا التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، ومدرسة أسامة بن المنقذ)، حيث تحول هذا التجمع الحيوي إلى مربع أمني استيطاني خطير.
مربع استيطاني أمني
احتل المستوطنون مدرسة الدبويا عام 1978م وأطلقوا عليها اسم (بيت هداساه) واستوطنوا فيها، كما احتلوا أيضا مدرسة أسامة ابن المنقذ عام 1980م وأطلقوا عليها بيت رومانو واستوطنوها، كما احتلوا محطة الباصات المركزية وأصبحت معسكرا لجيش الاحتلال، كما احتلوا ساحة محطة الجعبري للمحروقات، فيما استولى المستوطنون على مستوصف الإخوان المسلمين وتل الرميده الذي أقاموا فيه بؤرة استيطانية وكذلك شارع الشهداء، وتحولت المنطقة برمتها إلى مربع استيطاني أمني ونصبت على مداخله وفي محيطه الحواجز والأبراج العسكرية والبوابات الإلكترونية.
null
في ظل هذه الأجواء المرعبة غير الآمنة يتنقل نحو 160 طالب وطالبة من منازلهم في تل الرميده ومنطقة المسجد الإبراهيمي وشارع الشهداء وعين العسكر للوصول إلى مدرسة قرطبة، ولا يتمكن هؤلاء التلاميذ من الوصول إلى مدرستهم إلا عبر البوابات الإلكترونية والحواجز والأبراج العسكرية، حيث الرشاشات الأوتوماتيكية الموجه نحوهم وفوق رؤوسهم، ورغم كل ذلك يصر التلاميذ ذكورا وإناثا للوصول إلى مدرستهم، رغم كل الاعتداءات وهجمات المستوطنين والرعب القائم.
خنساوات على خط النار
مديرة المدرسة نورا نصار؛ التي يقوم جيش الاحتلال بتوقيفها يوميا على حاجز 56 على مدخل شارع الشهداء تصر على أداء رسالتها السامية رغم كل الإجراءات والقمع والتنكيل.
تقول نصار: “هذه أرضنا ومدرستنا، لن نرحل عنها ومنها، رغم كل الإجراءات القمعية الرهيبة.
وتضيف في حديث خاص لمراسلنا: “تعرضت للقتل أكثر من مرة، وسحبت أقسام الرشاشات الأوتوماتيكية نحوي من الأبراج العسكرية أكثر من مرة، وتعرضت لاعتداءات المستوطنين أكثر من مرة، وحاولوا إطلاق النار علي تارة، وطعني تارة أخرى ونزع حجابي في محاولة ثالثة لمنعي من الوصول إلى المدرسة، ورغم ذلك أتوجه إلى مدرستي كل صباح رغم عرقلتي واحتجازي يوميا.
وتؤكد المديرة نصار أن هدف الاحتلال إغلاق المدرسة وطرد طلابها ومدرساتها واستيطانها، والهيمنة عليها كونها الأثر الفلسطيني الوحيد والحي الباقي في ذاك المربع الأمني الاستيطاني.
null
سياسة مبرمجة
من جانبه، وصف الأستاذ عاطف الجمل مدير التربية والتعليم في الخليل واقع مدرسة قرطبة قائلا: “يسعى الاحتلال لتهويد المدينة وانتزاع مكوناتها التجارية والثقافية والتعليمية، فقد أغلق الأسواق والمتاجر والمدارس، ولم يبق إلا مدرسة قرطبة كشاهد عيان على نبض الفلسطينيين في شارع الشهداء المغلق منذ مجزرة المسجد الإبراهيمي عام 1994م”.
وأضاف في حديث خاص لمراسلنا: نعم ندرك حجم الضغط على التلاميذ والمدرسات اللذين يحاربون ويصارعون من أجل البقاء والثبات رغم الصعاب.. كثيرون هم التلاميذ والمدرسات الذين تعرضوا للضرب والخطر والأذى من قبل المستوطنين والجيش وهم ذاهبون وآيبون من مدرسة قرطبة هذا غير التفتيش اليومي المذل والتعطيل والانتظار غير المبرر”.
null
وتابع: “نهاية الأسبوع الماضي احتجز جنود حاجز 56 على مدخل شارع الشهداء 16 مدرسة والمديرة، ولم يطلقوا سراحهم إلا بعد ساعة ونصف، عندها ضاعت الحصة الأولى بواقع 11 شعبة.. وقبلها تم الاعتداء من المستوطنين على خمسة تلاميذ ونقلهم إلى المستشفى”.
ورغم كل ذلك يؤكد الأستاذ الجمل أن مدرسة قرطبة ستبقى صامدة وشوكة في حلق الاحتلال رغم كل الاجراءات العنصرية التعسفية، وأن صمودها وبقاءها حماية لها وللمنطقة التي حولها من التهويد والاستيطان رغم حراب المحتلين، وعنف وقمع المستوطنين، وأسنة رماح جنود الاحتلال، كما ستبقى العملية التعليمية في مدرسة قرطبة مستمرة وسيبقى تلاميذنا ومدرساتنا في الخندق الأول للمواجهة.
null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
هيئة المعابر بغزة تنفي ما ذكرته الخارجية الأميركية عن فتح المعابر وإدخال المساعدات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نفت هيئة المعابر في قطاع غزة ما ذكرته وزارة الخارجية الأميركية حول "فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع...
شهادات مروعة.. هكذا يسعى الاحتلال لاغتيال القائد القسامي الأسير إبراهيم حامد
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام حمّلت هيئة "شؤون الأسرى والمحررين" ونادي "الأسير الفلسطيني"، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة...
منظمات حقوقية: 94 شهيدًا منهم 36 طفلا و20 سيدة بعدوان الاحتلال على رفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمات حقوقية فلسطينية إن العدوان الإسرائيلي الأخير على رفح أسفر 94 شهيدًا منهم 36 طفلا و20 سيدة، فضلا عن عشرات...
الإعلامي الحكومي: اجتياح الاحتلال لرفح ينذر بكارثة إنسانية عميقة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الخميس، أنّ اجتياح الاحتلال "الإسرائيلي" لمحافظة رفح يُنذر بكارثة إنسانية...
50 جامعة إسبانية تُعلن مقاطعة الجامعات الإسرائيلية
مدريد – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت 50 جامعة إسبانية، اليوم الخميس، مقاطعتها لجامعات الاحتلال الإسرائيلي، استجابة لاحتجاجات طلابية مناصرة لقطاع...
أنصار الله اليمنية تتوعد دولة الاحتلال بمراحل جديدة من التصعيد
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية استهدافها 112 سفينة إسرائيلية وأمريكية وبريطانية، منذ بدء عملياتها المناصرة لغزة في...
مستشفى الكويت يوجه نداء استغاثة: الوقود ينفد وكارثة حقيقية ستقع
رفح – المركز الفلسطيني للإعلام حذر مدير مستشفى الكويت التخصصي، صهيب الهمص، مساء اليوم الخميس، من "كارثة حقيقة" قد تقع في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة،...