الجمعة 10/مايو/2024

مدرسة قرطبة بالخليل.. تلاميذ على خط النار

مدرسة قرطبة بالخليل.. تلاميذ على خط النار

“رغد هاشم العزة”.. ابنة الأربعة عشر ربيعا لم يمنعها استشهاد والدها على أيدي المستوطنين وجنود الاحتلال في تل الرميده بالخليل من مواصلة تعليمها واختراق الخطوط الأمامية لجنود الاحتلال والمستوطنين في شارع الشهداء للوصول إلى مدرستها.

فمدرسة رغد هي قرطبة الأساسية المختلطة؛ الكائنة في وسط المربع الأمني الاستيطاني في قلب البلدة القديمة من الخليل، والتي بنيت في العهد الأردني نهاية عام 1956م جنوب شرق تل الرميده في الخليل بالقرب من تجمع للمدارس الأساسية القديمة (مدرسة الدبويا التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، ومدرسة أسامة بن المنقذ)، حيث تحول هذا التجمع الحيوي إلى مربع أمني استيطاني خطير.

مربع استيطاني أمني

احتل المستوطنون مدرسة الدبويا عام 1978م وأطلقوا عليها اسم (بيت هداساه) واستوطنوا فيها، كما احتلوا أيضا مدرسة أسامة ابن المنقذ عام 1980م وأطلقوا عليها بيت رومانو واستوطنوها، كما احتلوا محطة الباصات المركزية وأصبحت معسكرا لجيش الاحتلال، كما احتلوا ساحة محطة الجعبري للمحروقات، فيما استولى المستوطنون على مستوصف الإخوان المسلمين وتل الرميده الذي أقاموا فيه بؤرة استيطانية وكذلك شارع الشهداء، وتحولت المنطقة برمتها إلى مربع استيطاني أمني ونصبت على مداخله وفي محيطه الحواجز والأبراج العسكرية والبوابات الإلكترونية.


null

في ظل هذه الأجواء المرعبة غير الآمنة يتنقل نحو 160 طالب وطالبة من منازلهم في تل الرميده ومنطقة المسجد الإبراهيمي وشارع الشهداء وعين العسكر للوصول إلى مدرسة قرطبة، ولا يتمكن هؤلاء التلاميذ من الوصول إلى مدرستهم إلا عبر البوابات الإلكترونية والحواجز والأبراج العسكرية، حيث الرشاشات الأوتوماتيكية الموجه نحوهم وفوق رؤوسهم، ورغم كل ذلك يصر التلاميذ ذكورا وإناثا للوصول إلى مدرستهم، رغم كل الاعتداءات وهجمات المستوطنين والرعب القائم.

خنساوات على خط النار

مديرة المدرسة نورا نصار؛ التي يقوم جيش الاحتلال بتوقيفها يوميا على حاجز 56 على مدخل شارع الشهداء تصر على أداء رسالتها السامية رغم كل الإجراءات والقمع والتنكيل.

تقول نصار: “هذه أرضنا ومدرستنا، لن نرحل عنها ومنها، رغم كل الإجراءات القمعية الرهيبة.

وتضيف في حديث خاص لمراسلنا: “تعرضت للقتل أكثر من مرة، وسحبت أقسام الرشاشات الأوتوماتيكية نحوي من الأبراج العسكرية أكثر من مرة، وتعرضت لاعتداءات المستوطنين أكثر من مرة، وحاولوا إطلاق النار علي تارة، وطعني تارة أخرى ونزع حجابي في محاولة ثالثة لمنعي من الوصول إلى المدرسة، ورغم ذلك أتوجه إلى مدرستي كل صباح رغم عرقلتي واحتجازي يوميا.

وتؤكد المديرة نصار أن هدف الاحتلال إغلاق المدرسة وطرد طلابها ومدرساتها واستيطانها، والهيمنة عليها كونها الأثر الفلسطيني الوحيد والحي الباقي في ذاك المربع الأمني الاستيطاني.


null

سياسة مبرمجة

من جانبه، وصف الأستاذ عاطف الجمل مدير التربية والتعليم في الخليل واقع مدرسة قرطبة قائلا: “يسعى الاحتلال لتهويد المدينة وانتزاع مكوناتها التجارية والثقافية والتعليمية، فقد أغلق الأسواق والمتاجر والمدارس، ولم يبق إلا مدرسة قرطبة كشاهد عيان على نبض الفلسطينيين في شارع الشهداء المغلق منذ مجزرة المسجد الإبراهيمي عام 1994م”.

وأضاف في حديث خاص لمراسلنا: نعم ندرك حجم الضغط على التلاميذ والمدرسات اللذين يحاربون ويصارعون من أجل البقاء والثبات رغم الصعاب.. كثيرون هم التلاميذ والمدرسات الذين تعرضوا للضرب والخطر والأذى من قبل المستوطنين والجيش وهم ذاهبون وآيبون من مدرسة قرطبة هذا غير التفتيش اليومي المذل والتعطيل والانتظار غير المبرر”.


null

وتابع: “نهاية الأسبوع الماضي احتجز جنود حاجز 56 على مدخل شارع الشهداء 16 مدرسة والمديرة، ولم يطلقوا سراحهم إلا بعد ساعة ونصف، عندها ضاعت الحصة الأولى بواقع 11 شعبة.. وقبلها تم الاعتداء من المستوطنين على خمسة تلاميذ ونقلهم إلى المستشفى”.

ورغم كل ذلك يؤكد الأستاذ الجمل أن مدرسة قرطبة ستبقى صامدة وشوكة في حلق الاحتلال رغم كل الاجراءات العنصرية التعسفية، وأن صمودها وبقاءها حماية لها وللمنطقة التي حولها من التهويد والاستيطان رغم حراب المحتلين، وعنف وقمع المستوطنين، وأسنة رماح جنود الاحتلال، كما ستبقى العملية التعليمية في مدرسة قرطبة مستمرة وسيبقى تلاميذنا ومدرساتنا في الخندق الأول للمواجهة.    


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات