عاجل

الأحد 26/مايو/2024

نص كلمة قائد حماس إسماعيل هنية في ذكرى الانطلاقة الثلاثين

نص كلمة قائد حماس إسماعيل هنية في ذكرى الانطلاقة الثلاثين

حدد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” ثلاثة مسارات لمواجهة “إعلان ترمب” وإسقاط صفقة القرن، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني وفي مقدمته حماس والمقاومة ستعملان على تحقيق ذلك على الأرض.

وفي كلمته خلال مهرجان انطلاقة حماس الـ30 في قطاع غزة، اليوم الخميس 14-12-2017، أكّد إسماعيل هنية أنّ الانتفاضة الشعبية الحالية تسعى لتحقيق هدفين متوازيين؛ وهما إسقاط “قرار ترمب”، و”صفقة القرن”.

ولأهمية الكلمة، وما حملتها من مضامين، في مرحلة حساسة، ينشر “المركز الفلسطيني للإعلام” النص الكامل لها:

بسم الله الرحمن الرحيم

“وإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيره”

أيها الإخوة الأكارم والأخوات الطاهرات، يا أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان، يا أبناء الأمة العربية والإسلامية، يا أحرار العالم..

في هذا اليوم الأغر الذي نحتفل فيه بالذكرى الثلاثين لانطلاقة حماس على هذه الأرض المباركة، فإني أتوجه بالتحية لكل أبناء شعبنا في أماكن تواجدهم كافة، وأحيي كل المشاركين في هذا المهرجان وأخص إخواننا في قيادات الفصائل الوطنية والإسلامية، وكل شرائح شعبنا الفلسطيني التي تحتشد اليوم على أرض الكتيبة.

هذا الحضور الوطني المميز الذي يشارك حماس في احتفالاتها بيومها الأغر هو دليل على أن حركة حماس هي امتداد طبيعي لمشروع المقاومة والصمود على أرضنا فلسطين.

هي امتداد لكل هذا الجهاد والمقاومة المباركة التي انطلقت على أرضنا منذ بداية القرن الماضي، وحملتها قوى وفصائل من أبناء شعبنا الفلسطيني سبقت حماس، ومضت مع حماس، وستمضي مع حماس نحو تحرير الأرض والإنسان.

إن هذا الحشد الوطني العظيم لهو دليل على أن انطلاقة حركة بحجم حركة حماس بما تحمل من هوية ومبادئ وثبات وعنفوان هو إضافة نوعية لمسيرة شعبنا ولمسيرة فصائلنا المجاهدة المقاومة.

وها نحن نحتفل اليوم بهذه الذكرى، وهذه الجماهير الحاشدة تحتفل اليوم بهذه الذكرى ونحن نعيش الزلزال السياسي الذي أراد ترمب إحداثه في قدسنا وأقصانا لنؤكد بأن الانطلاقة كانت من أجل القدس والمقاومة، والجهاد من أجل القدس، والشهداء والدماء والأسرى والجراحات والعذابات والبطولات كلها من أجل القدس.

فلذلك فإنني أكرر الترحيب بكم جميعا في يوم حماس، في يوم فلسطين، في يوم الأمة؛ لأن الاحتفال بانطلاقة حماس هي احتفالات شعب وأمة، شعب يحتفل مع حركته التي ثبتت على المبادئ، والتي قدمت لوحة عظيمة من لوحات المقاومة والجهاد والبطولات، قدمت فلذات أكبادها على طريق القدس والأقصى.

واحتفالات أمة، لأن الأمة ترى في حماس عنوانا طاهرا نقيا تقيا يحمل لواء الجهاد، ويمثل الأمة لتحرير قدسها وأقصاها وكل فلسطين بإذن الله تعالى.

أيها الإخوة والأخوات.. لا أريد أن أطيل الحديث في انطلاقة حماس؛ لأنه جاءنا ما يشغلنا وما يجب أن نتوقف أمامه سياسة وجهادا ومقاومة في الميدان وفي كل مكان، إنها قضية القدس والعدوان الذي تتعرض له القدس اليوم وفلسطين بسبب هذا القرار الذي اتخذه ترمب.

وأقول لأبناء شعبنا وأبناء أمتنا جميعا وكل أحرار العالم في هذا اليوم هذا القول الفصل فيما يتعلق بموقفنا وموقف شعبنا وكل أحرار العالم وموقف الأمة العربية والإسلامية:

أولا: إننا نشيد ونحيي جماهير شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة وغزة والثمانية وأربعين ومخيمات اللجوء والشتات، كما أحيي كل أبناء الأمة الثائرة من المحيط إلى أندونيسيا شرقا.

أحيي كل أحرار العالم الذين لبوا النداء وثاروا من أجل القدس، من أجل الهوية، من أجل الشرف، من أجل كرامة هذه الأمة.

إنني أحيي كل هذه الجماهير الغاضبة الثائرة القابضة على جمر القدس وجمر فلسطين من المحيط إلى الخليج، من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب.

إننا نحيي بداية الغضب والانتفاضة والثورة التي يشكل شعبنا طليعتها، ورأس الرمح ورأس الحربة في إسقاط هذا المشروع التآمري على قضيتنا وعلى شعبنا.

ثمانية أيام منذ اتخاذ القرار وحتى الآن؛ سجل شعبنا وأمتنا وأحرار العالم العديد من الانتصارات والإنجازات، أولها عودة قضية فلسطين والقدس إلى الصدارة.

قضية فلسطين قضية محورية لشعبنا وأمتنا ولكل أحرار العالم، بعدما ظن كثير من الواهمين أن قضية فلسطين قد تراجعت وانزوت، وأن شعوب الأمة انشغلت بهمومها ومشاكلها وصراعاتها.

خلال ثمانية أيام تعود فلسطين والقدس متعلقة وقوية تشكل ثقافة الأمة ووعيها وبوصلتها من جديد، هذا انتصار، نعم.

أما الانتصار الثاني فهو تصدع الموقف الأمريكي وعزل الإدارة الأمريكية لأول مرة في التاريخ المعاصر، في تاريخ الصراع، العالم كله في كفة، وترمب ونتنياهو في كفة أخرى.

إنه تأكيد على تصدع المكانة الدولية للولايات المتحدة الأمريكية، إنه تأكيد أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يحتل هذه المكانة السابقة التي كان يحتلها، حتى عند الدول الأوروبية؛ ورأينا موقف الاتحاد الاوروبي في الأيام الماضية وكيف تعامل مع نتنياهو، وكيف أكد الاتحاد الأوروبي أن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، هذا أيضا انتصار في إطار ادارة الصراع مع الكيان الصهيوني ومع الإدارة الأمريكية المتحالفة معه.

أما الانتصار الثالث فهو انطلاق شرارة الانتفاضة من شوارع القدس العتيقة وعلى بوابات المسجد الأقصى، وفي شوارع الضفة، وشوارع غزة والثمانية وأربعين، إنها بداية الثورة في المنافي والشتات، التي تؤكد على حق العودة.

إن الذي كان يعتقد أن هذا الشعب قد ماتت فيه النخوة أو ماتت فيه الرجولة أو ماتت فيه المقاومة هو واهم، بل سقطت هذه المعاني خلال أيام قليلة.

إذن أيها الجماهير داخل فلسطين وخارجها، في أيام معدودات سجلنا انتصارات: عودة فلسطين إلى الصدارة، والقدس قضية محورية، وعزل الإدارة الأمريكية، وانطلاق شرارة الانتفاضة المباركة، ووقوف أحرار العالم مسلمين ومسيحيين مع شعبنا ومع القدس؛ لأن القدس عاصمة عالمية.

نعم القدس فلسطينية.. سياسيا وإسلامية.. دينيا وعالمياً.

ولذلك اليوم نحن ننطلق من موقع القوة ومن موقع الصلابة من أجل أن نحقق هدفين اثنين مهمين رئيسيين في معركتنا مع الإدارة الأمريكية ومع الاحتلال الصهيوني، الهدف الأول إنما نقوم به على كل المستويات: فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وإقليميا ودوليا رسميا وشعبيا: هو إرغام الإدارة الأمريكية على التراجع عن قرارها الظالم، كسر الموقف الأمريكي، وأقول متوكلا على الله ثم على أبناء شعبنا وأبناء أمتنا وأحرار العالم: إننا سنسقط قرار ترمب، مرة وإلى الأبد، هذا هو الهدف الأول.

لا يوجد بشر في هذا العالم يمكن أن ينتزع منا قدسنا، لا يمكن لكائن من كان أن يغير هوية قدسنا، لا يمكن لأي قوة عظمى أو وسطى أو صغرى أن تمنح القدس للمحتل، لا وجود لشيء اسمه دولة إسرائيل لتكون لها عاصمة اسمها القدس، هذا ليس محدودا بخطابات ولا مواقف سياسية.

إن شعبنا الفلسطيني في غزة يعرف دوره، وفي الضفة يعرف دوره، وفي القدس وال48 وفي مخيمات اللجوء والشتات يعرف دوره جيدا، وأقول في يوم انطلاقة حماس: أرواحنا ودماؤنا وأهلنا وأبناؤنا وبيوتنا فداءً للقدس والأقصى.

إن أهلنا في القدس الذين أسقطوا قرارات نتنياهو في معركة البوابات مرة ومرة، وسجدوا بجباههم على بلاط شوارع القدس وعلى بوابات المسجد الأقصى المبارك، إذا كان أهلنا في القدس وحدهم ومن وقف معهم من إخوانهم في ال48 والضفة، إن كانوا وحدهم مرغوا أنف نتنياهو وكسروا قراره ودخلوا المسجد الأقصى منتصرين، ألا نستطيع نحن كشعب كل الشعب والأمة كل الأمة أن نسقط قرار ترمب، نعم قادرون، نعم قادرون.

هذا القرار أو الوعد المشؤوم الذي لا يقل خطورة عن وعد بلفور، أقول متوكلا على الله القوي الجبار: إن هذا الجيل الفلسطيني العربي المسلم لن يسجل على نفسه أنه مرر هذا الوعد المشؤوم بحق القدس.

هل تقبلون أيها الجيل أن يسجل عليكم أن القدس ضاعت في عهدكم؟ هل تقبلون؟

على القدس رايحين شهداء بالملايين.

إذا كان أجدادنا على رأس المئة السابقة ولظروف كثيرة لم يستطيعوا أن يسقطوا وعد بلفور، نحن الأحفاد والأبناء والجيل الراهن لن نمرر وعد ترمب، وأقسم بالله لن نمرر وعد ترمب.

من هو ترمب ونتنياهو؟!! أكثر من 5000 سنة نحن نعيش هنا، يبوسيون وكنعانيون ومسلمون وعرب ومسيحيون، من هو الذي يقرر أن يأخذ القدس منا أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما الهدف الثاني من انتفاضة شعبنا وانتفاضة الأمة ووقفة أحرار العالم ومرجعياته الدينية والسياسية هو إسقاط ما يسمى صفقة القرن التي قال عنها يوم أمس أبو مازن في مؤتمر القمة الإسلامية عنها “صفعة القرن”.

وأنا أقول للأخ أبو مازن ولكل أبناء شعبنا ولإخواننا في حركة فتح والجهاد وكل الفصائل: إننا كشعب وكأمة عظيمة قادرون أن نرد هذه الصفعة بإسقاط ما يسمى بصفقة القرن.

لماذا صفقة القرن؟ لأن موضوع القدس يأتي في سياق مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية؛ لكنهم بدؤوها من فوق، من أعلى نقطة، لأنه إذا مرت قضية القدس فما دون ذلك أسهل.

التطبيع والسلام الإقليمي والسلام الاقتصادي والاعتراف المتبادل والزيارات والمفاوضات من تحت الطاولة ومن فوق الطاولة، هذا إن ظل هناك طاولة، لم تعد هناك طاولة للأسف.

لذلك الهدف الثاني، نريد أن نسقط ما يسمى بصفقة القرن، ونؤكد في يوم انطلاقة حماس أن الثوابت الوطنية وثوابت الأمة التي انطلقنا من أجلها، وانطلقت فصائل العمل الوطني والإسلامي من أجلها؛ القدس وحق العودة والدولة والأسرى والهوية لا يمكن أن نفرط بها، ولا يمكن أن نتنازل عنها مطلقا، لن نسمح أن تمرر صفقة القدس، إذا مُررت يا ويلنا من الله، يا ويلنا من حكم التاريخ، يا ويلنا من حكم الشعب والأمة، “وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم”.

وأنا أظن – والله أعلم وأجل وأحكم وأقدر- أن سنة الاستبدال لهذا الشعب ولهذه المقاومة المباركة إن شاء الله تخطتها بدماء الشهداء والقادة العظام والمؤسسين وأبناء شعبنا في كل مكان؛ لذلك هدفنا الثاني هو إسقاط صفقة القرن بإذن الله تعالى، واليوم شعبنا وأمتنا وقفوا بالملايين في كل العواصم وفي كل المدن والمخيمات ليقولوا لا للتطبيع، ولا لبيع القدس، ولا للتفريط بفلسطين، ولا للتنازل عن حق العودة، ولا للاعتراف بإسرائيل، لن نعترف بإسرائيل، لن نعترف بإسرائيل.

هذان الهدفان الرئيسيان من أجل تحقيقهما وإنجازهما ومن أجل الوصول لهذين الهدفين نحن نحتاج أن نسير في ثلاثة مسارات، وحماس اليوم تضع بين أبناء شعبنا هذه المسارات لنعمل معا من أجل السير بها:

المسار الأول والرئيس والمهم ولا غنى عنه هو تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية القوية المتينة على قاعدة الاحترام المتبادل والشراكة في إدارة شؤون هذا الوطن.

أبلغ رد على نتنياهو أن يكون هناك موقف فلسطيني موحد؛ ولذلك اليوم حماس متمسكة بالمصالحة الوطنية التي انطلقت بقوة خلال الشهور الماضية وقطعنا فيها أشواطا جيدة على طريقة استعادة الوحدة الوطنية، وأؤكد هنا أن تحقيق الوحدة والمصالحة يتطلب الإسراع بكل الخطوات التي اتفقنا عليها في القاهرة وفي غزة وفي كل مكان.

تتطلب أن يعيش أهلنا في غزة حياة كريمة عزيزة، هذه غزة العزة حصن المقاومة، حاضنة المشروع الوطني، غزة الإعداد والاستعداد لمعركة التحرير، غزة العظيمة التي عاشت حصار 10 سنوات و3 حروب، لكنها ها هي تخرج عن بكرة أبيها لتقول نحن مع المقاومة ومع الوحدة، ونحن مع كل فلسطين.

الإسراع وبدون بطء، علينا أن نعالج التفاصيل بسرعة، الموضوع أكبر من التفا

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المواصلات.. عنوان آخر لأزمة طاحنة في غزة

المواصلات.. عنوان آخر لأزمة طاحنة في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بعد قرابة 8 أشهر من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، تحولت عربات الكارو التي تجرها الحمير إلى وسيلة...