الأحد 19/مايو/2024

في الضفة .. جماهير تغضب للقدس وساسة غائبون!

في الضفة .. جماهير تغضب للقدس وساسة غائبون!

منذ إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب القدس عاصمة للاحتلال، يوم الأربعاء 6 كانون أول (ديسمبر) الحالي، تشهد مختلف محافظات الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة حالة احتقان شعبي ومواجهات يومية مع قوات الاحتلال على نقاط التماس.

وفي مقابل ذلك عدّ الشارع الفلسطيني مواقف القيادة الفلسطينية والنشطاء السياسيين والرسميين مواقف مترهلة، وتعبر عن عدم امتلاك قرار حاسم تجاه ما يجري.

ولوحظ خلال الفترة الماضية مشاركة ضعيفة جدًّا من الشخصيات الرسمية بالفعاليات الاحتجاجية ضد قرار ترمب، وفي حال وجود مشاركة فإنها تقتصر على المشاركة البروتوكولية الضعيفة؛ حيث تقتصر على حضور بعض الشخصيات في بداية الفعاليات وإلقاء تصريح لوسائل الإعلام ومن ثم المغادرة.

كما لوحظ عدم مبادرة الشخصيات والمؤسسات السياسية الرسمية لتنظيم اعتصامات واحتجاجات؛ حيث تأتي مشاركة السياسيين تلبية لدعوة نشطاء شعبيين وشخصيات دينية.

ويطالب الشارع الفلسطيني القيادات السياسية والرسمية على مختلف مسمياتها بموقف جدي وحاسم تجاه القرار، لأن ضعف القرار والموقف السياسي يعبر عن عدم امتلاك إرادة سياسية فاعلة ومستقلة لمواجهة المخاطر الكبيرة المحدقة بالقضية الفلسطينية والمترتبة على قرار ترمب، كما أن ضعف القرار والمشاركة السياسية لا يتساوق مع حالة الغليان الشعبي في الشارع الفلسطيني.

يذكر أن المواجهات والاحتكاكات المستمرة مع قوات الاحتلال منذ يوم الأربعاء وحتى الآن، أسفرت عن ارتقاء ستة شهداء، ووقوع ما يزيد عن ألفي إصابة ما بين الرصاص الحي والمطاطي وحالات الاختناق بالغاز والاعتداء من جنود الاحتلال.

الجماهير سباقة

الكاتب والإعلامي أحمد البيتاوي يرى -في حديث خاص لـ”المركز  الفلسطيني للإعلام“- أنه بشكل عام وفي أغلب الثورات والانتفاضات والهبات الفلسطينية كانت الجماهير أسبق من النخب السياسية، لأن الجماهير بطبعها عاطفية وتسير خلف قلوبها، بعكس النخب التي تزن خطواتها قبل أي فعل على الأرض”.

وتابع: “علينا التفرقة بين المواقف النظرية والخطوات العملية كالمشاركة في المسيرات والتظاهرات، مثلاً المواقف النظرية هناك دور للنخب ولكن تفاوت هذه المواقف وتباينها بينهم أدى لتشتت الجماهير؛ فأغلب هذه النخب تتبع للفصائل الفلسطينية المختلفة، الجماهير اليوم في الشارع بلا قيادة، الذي يقود أغلبها طلبة الجامعات، وهؤلاء تتسم خطواتهم بالعفوية وعدم وضوح الأهداف”.

تغييب  مقصود

الناشط الشبابي محمود عصيدة هو الآخر يلمس غياب النخب والقيادات عن التأثير الفعلي في الأحداث الأخيرة قائلاً: “من الملاحظ في موجات التفاعل الشعبية التي مرت بها الضفة الغربية في الفترة الأخيرة تغيب واضح لشخصيات وازنة وقيادات لفصائل العمل الوطني، ولربما كانت تمثل وتتكلم بأسماء تنظيمات كبيرة، وأعزو ذلك لأسباب، لأن بعض القيادات ارتبطت بأجندات أكبر منها، وذلك تماشيًا مع مصالحها الشخصية، وهذه الأجندة ترفض مثل هذه النشاطات”.

أما السبب الآخر تابع عصيدة لمراسلنا: “أن بعض القيادات أصبح لديها هاجس اسمه السجن، لأنها تعدّ من أصحاب الإقامة الدائمة فيها، فأنهكتهم بعض الشيء وممكن أن تجد بعض العذر لهؤلاء”.

السلطة تتحمل المسؤولية

أما الكاتب والمحلل السياسي عامر سعد، فإنه يحمل المسؤولية في نهاية المطاف إلى النظام السياسي الفلسطيني بشكل عام قائلاً: “النظام السياسي في الضفة لا يريد انتفاضة، وكما نعلم فإن النظام السياسي هو من يوفر المناخات ويخلق السياقات لكي يفتعل الاجتماع التابع لها في ضوئها حراكه ومفاعيله”.

وأكمل خلال حديثه لمراسلنا: “الأمر عائد إلى أن السلطة تعي أن أي انتفاضة ستقضي على مشروعها المتداعي أصلاً، وفقدان ما تبقى لها من قبول دولي وإقليمي، وإعادة “حماس” للواجهة السياسية  – الاجتماعية في الضفة، وهو أمر لن تقبله بحال، كما أن حركة فتح تعدّ بقاءها في واجهة المشهد الفلسطيني مقدم على القضية ذاتها”، حسب قوله.

وختم: “السلطة  نجحت بكيّ وعي وتدجين شرائح ضخمة في الضفة من خلال مشروع اقتصادي – سياسي لعين، أذرعه القروض الاستهلاكية وتضخيم الجسم البيروقراطي الوظيفي”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الرشق: قلوبنا مع الشعب الإيراني الشقيق

الرشق: قلوبنا مع الشعب الإيراني الشقيق

الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام أعرب عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، عزت الرشق، عن قلقه من الأنباء التي تحدثت عن تعرض طائرة...