الثلاثاء 21/مايو/2024

عزون.. ثورة للقدس رغم الحصار

عزون.. ثورة للقدس رغم الحصار

كانت أشبه بساحة حرب ليلة نفير القدس الأخيرة؛ حيث تحولت شوارع البلدة وأزقتها إلى ساحة من اللهب والدخان وأًصوات إطلاق النار والانفجارات طوال ساعات الليل وسط إيقاع مواجهات، إنه الأمر الذي لا يشكل حالة جديدة لأهالي بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية.

وجاء تصاعد المواجهات على وقع حالة من العقاب الجماعي والتشديد “الإسرائيلي” بحق أهالي البلدة وتقييد حركتهم، حيث يصنف الاحتلال عزون على أنها من أكثر بؤر الضفة الغربية سخونة في المواجهات مع الاحتلال على مدار السنة، وليس بشكل موسمي.

فتح المداخل

وعلى الرغم من أنها حالة يعايشها أهالي عزون منذ سنوات طويلة، إلا أنه في الأسابيع الأخيرة بات فتح مداخل البلدة وإغلاقها هذه الأيام خبرا يتوجب متابعته يوميا لسكان بلدات عزون وجيوس وكفر ثلث في ظل إجراءات عقابية اشتدت وتيرتها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.

ويشكل خروج المواطن محمد شبيطة من عزون لقلقيلية مسلسل معاناة يومي بالرغم من قرب الموقعين جغرافيا، إذ يصطدم بجنود الاحتلال على بوابة البلدة الرئيسة يقفون بشكل مزاجي ليخبروه بأن المدخل مغلق، فيما يكون جنود آخرون يقطعون طريق عزبة الطبيب وجيوس.

ويرى شبيطة أن عزون وجيوس تعيش في ظل حصار محكم، وتنطبق عليها مواصفات السجن بكل المقاييس، فإغلاق المداخل الثلاثة يعني عدم القدرة على الحركة بتاتا.

ويحيط بعزون سلسلة طويلة من المستوطنات التي استولت على أراضيها وأراضي البلدات المجاورة، وهي: “معاليه شمرون، جينات شومورن، كرني شومرون، الفيه منشية، تصوفيم، عيتص أفرايم”، وتعدّ هذه المستوطنات سبب التوتر في البلدة.

عقاب جماعي

ولا يخفى على المواطن الداخل إلى عزون توفر مواصفات السجن فيها؛ فالأسلاك الشائكة في كل جانب، وحتى الشارع الرئيس المؤدي لقلقيلية في الجهة التي لا يوجد بها مستوطنات محاط بشيك حديدي طويل يمنع المرور إلا من خلال بوابة حديدية.

وتشهد الأسابيع الثلاثة الأخيرة تصاعدا ملحوظا في إجراءات العقاب الجماعي؛ حيث تتناوب قوات الاحتلال على منازل القرية بالدهم الليلي والتفتيش والتنكيل وحشر العائلات في غرفة وتحويل البيت إلى ثكنة عسكرية.

يقول الناشط أحمد رضوان لمراسلنا: “لم يبق بيت في البلدة لم تدخله قوات الاحتلال وتفتشه، حتى يمكننا القول أن جميع منازل البلدة نالها من جنود الاحتلال ما نالها”.

ويضيف: “يوجد مدخلان للبلدة مغلقان بشكل كامل منذ 15 عامًا، فيما المداخل الأخرى تخضع لمزاج جندي لا يتجاوز العشرين عاما يتحكم بمصير منطقة بأكملها”.

كما أن المنشآت لم تسلم من بطش الاحتلال، فقد دوهمت خلال الفترة السابقة جميع ورش الحدادة والمخارط في البلدة، وتكبد أصحابها خسائر فادحة.

وتقول يسرى بدوان، رئيس بلدية عزون، لمراسلنا: إن أضرار الاستيطان على البلدة كارثية، بدءا من استخدام أراض في البلدة مكبا لنفايات المستوطنات، إضافة إلى الاحتكاك المستمر الذي يدفع الأهالي ضريبته يوميا، وكذلك الإغلاق المستمر لجميع مداخل البلدة.

وطالبت بدوان الحكومة بسياسة دعم خاصة للبلدات الحدودية وتطوير البنى التحتية فيها لتعزيز صمود الناس في ظل هذه الإجراءات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات