الإثنين 20/مايو/2024

«الرأي العام العربي» جدار أمتنا الحصين

رضوان الأخرس

اعترف نتنياهو أخيراً، وقبل أيام قليلة، بأن الوعي العربي يمثل عقبة كبيرة أمام مسار «التطبيع» مع الدول العربية، وقال بالحرف الواحد: «‏أكبر عقبة أمام توسيع دائرة السلام ليست زعماء الدول التي تحيط بنا، بل هي الرأي العام في الشارع العربي».‏

وهذه العقبة تقلق الأنظمة أو المسؤولين العرب الذين يريدون التطبيع أو إظهاره، لكن يخشون من هذا الرأي العام الذي قد يتحول لطوفان يهدد مكانتهم أو أمكنتهم، لذلك نلاحظ ظهور أقلام وأصوات متصاعدة في بعض المنصات الإعلامية الرقمية تمهد للتطبيع.

وأيضاً حملات إعلامية تقوم عليها لجان إلكترونية تعمل من حين إلى آخر على التقليل من قيمة القضية الفلسطينية، وضرب حضورها في وجدان الأمة بشكل منظم، ومن اللافت أنني رصدت 3 حملات خرجت في أسبوع واحد يظهر من خلالها أن القوم يتعجّلون النتائج التي يرغب بها نتنياهو، ومن معه، خصوصاً أنه شجع بشكل واضح على ذلك، حين قال: «بدون تغيير كيفية النظر إلى إسرائيل في العالم العربي، سيكون صعباً جداً توسيع دائرة السلام».

لا شك أننا أمام محطة مفصلية من تاريخ أمتنا، معالمها يوماً بعد يوم تزداد وضوحاً، ويبدو أننا ذاهبون إلى فسطاط كبير، في مرحلة جادة وبالغة التعقيد، لكن من رحمة الله علينا أن الباطل واضح في فلسطين، منذ ما يزيد عن 1400 عام، فهذه القضية اكتسبت قدسيتها وأهميتها ووضوح فسطاط الحق من الباطل، بفضل الله، وما جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فهي اليوم تعود لتكون الميزان وملاذ الإيمان.

لذلك لا خوف ولا خشية من ضياعها حتى يقصفوا آخر مئذنة، وما علينا سوى التذكير بأهميتها وقدسيتها، لأن الحق ظاهر أبلج، وإلى هؤلاء الذين يريدون إزالة قضية القدس والمسجد الأقصى من نفوسنا نحن المسلمون، نقول: ليس أمامكم سوى إزالة القرآن، وهدي النبي من نفوسنا، مع الأحاديث التي تحدثت عن فضل المسجد الأقصى وبيت المقدس. دون ذلك أوهام، وأضغاث أحلام.

المصدر: صحيفة العرب القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات