الأحد 19/مايو/2024

المصالحة في الأمن القومي الفلسطيني

 الأسير عبد الناصر عيسى

من بدهيات القول أن التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني تحتم على فصائله الوطنية والمجتمعة في القاهرة 22/11/2017 إنجاز أكبر قدر ممكن من الملفات، وبأسرع وقت ممكن، وذلك بسبب ما يحمله استمرار التأخير في الإنجاز، من مسٍّ كبير في ركائز وأسس الأمن القومي الفلسطيني، والذي ينتهك يومياً على يد سلطات الاحتلال الصهيوني، وذلك من خلال استمرار تهويد العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، وطرد السكان من حولها، واستمرار الاستيطان، وغيرها من الانتهاكات.

إن إنجاز المصالحة في أقرب فرصة ممكنة سيحسن وبالتأكيد البيئة السياسية والاستراتيجية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية، حيث سيتمكن موحدا من مواجهة أكثر نجاعة وفاعلية للتهديدات الإسرائيلية المستمرة لشن هجمات أو حروب على مقاومته الباسلة والمشروعة في قطاع غزة، والتي كان آخرها تدمير نفق خان يونس ومحاولة اغتيال أحد أركان الأمن في قطاع غزة وهو اللواء توفيق أبو نعيم، وكذلك مواجهة حالة النزف المستمر لطاقات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وتحديدا التغول الاستيطاني المدعوم من قبل الإدارة الأمريكية الحالية.

من المتوقع أن يعزز اتفاق المصالحة المناعة الوطنية الفلسطينية من خلال زيادة تكاتف الشعب الفلسطيني في مواجهة المخاطر، وأيضا من خلال زيادة ثقته في قيادته السياسية وقدرتها على إدارة الأزمات و مواجهة التحديات المستمرة.

فالثقة بالقيادة هي أحد أهم عناصر المناعة الوطنية، والتي هي من أسس الأمن القومي بشكل عام، والتي كانت قد تزعزعت وتدهورت إلى مستويات خطيرة بسبب استمرار حالة الانقسام البغيض.

إن إنجاز المصالحة في أقرب فرصة ممكنة وبما يعنيه من اجتماع القدرة العسكرية للشعب الفلسطيني في غزة، مع القدرة السياسية المتوفرة لدى قيادة المنظمة والممثلة بالرئيس أبو مازن، سيعزز من إمكانيات “القيادة الفلسطينية” في مواجهة الضغوطات السياسية المستمرة والتي كان آخرها التهديد بإغلاق بعثة المنظمة في واشنطن كما الضغوطات الإقليمية التي تكرر الحديث عنها وخاصة في الزيارة الأخيرة للرئيس أبو مازن إلى المملكة العربية السعودية، إضافة لذلك سيتم سحب ذرائع أساسية من حكومة الاحتلال والتي تستخدمها للتملص من إعادة حقوق الشعب الفلسطيني، ومن أهمها (عدم وجود شريك فلسطيني) و(عدم تمثيل القيادة لكل أبناء شعبها).

وهكذا يمكن القول: إن كل تأخير في إنجاز المصالحة يعتبر مسًّا كبيرا بالأمن القومي الفلسطيني على كل ما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مصالح شعبنا الفلسطيني الصابر، رغم حالة الاستنزاف المستمر، وتحديدا في هذه الفترة الحساسة التي تسعى فيها السياسة الدولية والإقليمية لترتيب مستقبل المنطقة والذي سيضمن فيه الأقوياء والموحدون مكانة معقولة لهم، أما الضعفاء والمنقسمون فلا موقع لهم على خارطة “الشرق الأوسط الجديد”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - فجر الأحد - حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية تخللها اقتحام منازل...