المصالحة في الأمن القومي الفلسطيني
من بدهيات القول أن التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني تحتم على فصائله الوطنية والمجتمعة في القاهرة 22/11/2017 إنجاز أكبر قدر ممكن من الملفات، وبأسرع وقت ممكن، وذلك بسبب ما يحمله استمرار التأخير في الإنجاز، من مسٍّ كبير في ركائز وأسس الأمن القومي الفلسطيني، والذي ينتهك يومياً على يد سلطات الاحتلال الصهيوني، وذلك من خلال استمرار تهويد العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، وطرد السكان من حولها، واستمرار الاستيطان، وغيرها من الانتهاكات.
إن إنجاز المصالحة في أقرب فرصة ممكنة سيحسن وبالتأكيد البيئة السياسية والاستراتيجية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية، حيث سيتمكن موحدا من مواجهة أكثر نجاعة وفاعلية للتهديدات الإسرائيلية المستمرة لشن هجمات أو حروب على مقاومته الباسلة والمشروعة في قطاع غزة، والتي كان آخرها تدمير نفق خان يونس ومحاولة اغتيال أحد أركان الأمن في قطاع غزة وهو اللواء توفيق أبو نعيم، وكذلك مواجهة حالة النزف المستمر لطاقات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وتحديدا التغول الاستيطاني المدعوم من قبل الإدارة الأمريكية الحالية.
من المتوقع أن يعزز اتفاق المصالحة المناعة الوطنية الفلسطينية من خلال زيادة تكاتف الشعب الفلسطيني في مواجهة المخاطر، وأيضا من خلال زيادة ثقته في قيادته السياسية وقدرتها على إدارة الأزمات و مواجهة التحديات المستمرة.
فالثقة بالقيادة هي أحد أهم عناصر المناعة الوطنية، والتي هي من أسس الأمن القومي بشكل عام، والتي كانت قد تزعزعت وتدهورت إلى مستويات خطيرة بسبب استمرار حالة الانقسام البغيض.
إن إنجاز المصالحة في أقرب فرصة ممكنة وبما يعنيه من اجتماع القدرة العسكرية للشعب الفلسطيني في غزة، مع القدرة السياسية المتوفرة لدى قيادة المنظمة والممثلة بالرئيس أبو مازن، سيعزز من إمكانيات “القيادة الفلسطينية” في مواجهة الضغوطات السياسية المستمرة والتي كان آخرها التهديد بإغلاق بعثة المنظمة في واشنطن كما الضغوطات الإقليمية التي تكرر الحديث عنها وخاصة في الزيارة الأخيرة للرئيس أبو مازن إلى المملكة العربية السعودية، إضافة لذلك سيتم سحب ذرائع أساسية من حكومة الاحتلال والتي تستخدمها للتملص من إعادة حقوق الشعب الفلسطيني، ومن أهمها (عدم وجود شريك فلسطيني) و(عدم تمثيل القيادة لكل أبناء شعبها).
وهكذا يمكن القول: إن كل تأخير في إنجاز المصالحة يعتبر مسًّا كبيرا بالأمن القومي الفلسطيني على كل ما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مصالح شعبنا الفلسطيني الصابر، رغم حالة الاستنزاف المستمر، وتحديدا في هذه الفترة الحساسة التي تسعى فيها السياسة الدولية والإقليمية لترتيب مستقبل المنطقة والذي سيضمن فيه الأقوياء والموحدون مكانة معقولة لهم، أما الضعفاء والمنقسمون فلا موقع لهم على خارطة “الشرق الأوسط الجديد”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
من صور البطولة في غزة .. مقاومان يشتبكان حتى الشهادة (شاهد)
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام في مقطع فيديو لا يتجاوز 20 ثانية يظهر بطلان فلسطينيان من قطاع غزة الواحد تلو الآخر وهما يشتبكان مع قوات الاحتلال...
الغريّبة .. حلوى النازحين المفضلة وسط الحرب في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام يعيش الفلسطينيون في غزة حرباً ضروس منذ 8 أشهر وما استكانوا وما وهنت عزائمهم صمودًا وثباتًا ومقاومة في مواجهة أعتى...
الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - فجر الأحد - حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية تخللها اقتحام منازل...
اليوم الـ 225.. القسام يجهز على 20 جنديًّا صهيونيًّا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نفذت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في اليوم الـ 225 لمعركة طوفان الأقصى عمليات نوعية وأجهزت على 20 جنديًّا...
مظاهرة حاشدة في تل أبيب للمطالبة بانتخابات مبكرة وصفقة مع حماس
فلسطين المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت تل أبيب مظاهرة حاشدة،مساء السبت، تطالب بإسقاط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإجراء...
بعد توقف لمدة 4 أشهر.. النمسا تقرر استئناف تمويل الأونروا
فيينا - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت النمسا، السبت، استئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك بعد أن...
تزامناً مع ذكرى النكبة.. مظاهرة حاشدة في لندن تنديداً بالعدوان على غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت، مظاهرة حاشدة تنديداً بالعدوان على قطاع غزة، شارك فيها أكثر من ربع مليون...