الثلاثاء 21/مايو/2024

وثائق تكشف تواصل صفقات مشبوهة لبطريركية الأرثوذكس بالقدس

وثائق تكشف تواصل صفقات مشبوهة لبطريركية الأرثوذكس بالقدس

كشف أعضاء في المجلس المركزي الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين النقاب عن صفقة جديدة تم خلالها تسريب قطعة أرض تعود ملكيتها لبطريركية الروم الأرثوذكس في أراضي الشيخ جراح بالقدس المحتلة لشركة أجنبية مرتبطة بشركات استيطانية.

وقال عدي بجالي عضو المجلس المركزي الأرثوذكسي في الأراضي المقدسة، في حديث خاص لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إن البطريركية سربت قطعة أرض مملوكة للبطريركية تزيد مساحتها عن ٦٨٥ مترا مربعا في حي الشيخ جراح، حوض رقم (٣٠٥٠٩ /قسيمة رقم ٤)، لشركة “كورنتي” المملوكة في جزر العذراء البريطانية.


null

بيع على مراحل

وأضاف بجالي أن عملية البيع جاءت على مراحل من خلال الوثائق التي تم الحصول عليها، بدأت بتأجير بمفتاحية بتاريخ (٦/٩/٢٠٠٩)، وبعدها بأشهر تم عقد اتفاقية “تحكير”بتاريخ (٢٢/١٠/٢٠١٠) لنفس الأرض لمدة ٩٩ عاماً مقابل دفع ٢٠٠ ألف دولار، وبموجب مرفق ب – بند ١ من الاتفاق يحق لشركة كورنتي التمديد لمدة إضافية لفترة ٩٩عاماً ثانية، وفي (٣/١٢/٢٠١٣ )، تم إبلاغ دائرة تسجيل الأراضي (الطابو) بنقل ملكية الأرض عن طريق اتفاقية بيع للأرض وتحويل الملكية بالكامل لشركة كورنتي بمبلغ ٢٠٠ ألف دولار وهو مبلغ أقل من ثلث قيمتها الحقيقي.

وعن مبررات استمرار عقد مثل هذه الصفقات وبيع أملاك البطريركية قال بجالي لـ “المركز الفلسطيني للاعلام”: “لا يوجد أي مبرر مالي أو قانوني أو أخلاقي، وهذه الصفقات تعقد من أجل سرقة الأملاك والأوقاف الأرثوذكسية، أرض في الشيخ جراح مشرفة على البلدة القديمة في موقع استراتيجي تباع بهذا المبلغ البخس، غير معقول، ولماذا البيع من الأساس؟”.

وأضاف “المثير للاستغراب التدرج في العملية بسلسلة اتفاقيات من إيجار محمي إلى تحكير ثم البيع والبطريركية تتكفل بتكاليف الترخيص للبناء على الأرض والضرائب، لبناء عمارة من ثلاثة طوابق على الأرض لماذا؟، وكل ذلك مثبت بالوثائق وبختم البطريركية”.

وأوضح بجالي أن الشركة الأجنبية تعاقدت مع البطريركية بحسب المستندات والوثائق الرسمية التي حصلنا عليها بـ١٢ اتفاقية لعقارات وأراض، منها أرض في منطقة الملك داود اشترتها الشركة (كورنتي) بـ٩ملايين شيكل، وبعد أقل مع عامين باعتها بـ ٤٢ مليون شيكل لشركات استيطانية.


null

سرقة في وضح النهار

وأكد أن هذه الصفقات سرقة في وضح النهار، مشيراً إلى أن أملاك البطريركية الأرثوذكسية يجري تصفيتها وبيعها للمستوطنين بطريقة ممنهجة وبأسعار بخسة في القدس والناصرة والطالبية وسلوان، وفي كل أرجاء فلسطين التاريخية بوضح النهار، ودون أن تتحرك الجهات الرسمية.

وقال إن هذه الصفقات ليس كما يدعي البعض أنها في أراضي الداخل ١٩٤٨،  وإنما في الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧ مع أننا لا نفرق بين أراضينا وأوقافنا في الأراضي المقدسة، فكل الأراضي فلسطينية، مشيراً إلى أن صفقات البيع في المناطق كافة من الطالبية لرحافيا، إلى أبو طور، وسلوان والبلدة القديمة، والشيخ جراح، مع شديد الأسف.

وأضاف بجالي انه في صفقة تسريب أراضي دير مار الياس التي تبلغ ٧١ دونماً من أراضي البطريركية عام ٢٠٠٩، تحججت البطريركية أنها أعطت الأرض لشركة يسارية إسرائيلية لتغيير تصنيف الأرض من منطقة خضراء ممنوع البناء فيها لتنظيمها ورفع نسبة البناء فيها، وإقامة إسكان للأزواج الشابة من الشبيبة الأرثوذكسية، من خلال المستندات والوثائق تبين لنا قبل الاتفاق، أن البطريركية حصلت على قرض بقيمة ٣ ملايين دولار من مسؤول إسرائيلي معروف من قيادات حركة (شاس)الإسرائيلية، وهو أحد المسؤولين في بلدية القدس بفائدة من السوق السوداء، ولا نعلم كيف يحدث ذلك ؟.

قضية وطن

ودعا بجالي القيادات والمسؤولين والمختصين في السلطة الوطنية الفلسطينية والأردن، إلى التدخل لوقف هذه الممارسات والصفقات المشبوهة، وقال: “ان هذه القضية لا تتعلق بأملاك الروم الأرثوذكس فقط بل قضية وطن وقضية تهم أبناء شعبنا كافة،ولابد من التحرك قبل فوات الأوان”.

وأضاف بجالي أن تسريب وبيع الأرض في الشيخ جراح تم في العام ٢٠١٣ أي بعد أن وقع البطريرك ثيوفولوس على تعهد رسمي أمام القيادة الفلسطينية والحكومة الأردنية بإلغاء ووقف صفقات البيع في كل مكان والعمل على استعادة الأملاك التي سربت في باب الخليل وغيرها، ما يدل على أنه لا يلتزم بتعهداته للأردن والسلطة الفلسطينية.

وأوضح بجالي أن الذين يتحدثون عن تصويب الأوضاع في البطريركية واستعادة الأملاك والأوقاف الأرثوذكسية تجاهلوا الواقع وما يتم تسريبه بشكل منهجي.

وتابع “فعلى سبيل المثال، الأراضي في مارا لياس التي سيقام عليها ثلاثة فنادق ضخمة وحدائق وضمنها متنزه وأكثر من ١٥٠٠وحدة استيطانية مستوطنة (جفعات همتوس) ستفصل بيت لحم عن القدس وتفصل بيت صفافا عن محيطها، وتشكل جدارا استيطانيا ضخما يضرب المنطقة سياسياً واقتصادياً”، مشيراً إلى أن هذه المستوطنة ستضرب اقتصاد بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور سياحياً بتخطيط ومنهجية وبتواطؤ مع بلدية وحكومة “إسرائيل”.

ووصف بجالي بيان البطريركية أمس بأنه جاء لذر الرماد في العيون، وقال إن هناك أطرافا للأسف تصدق ادعاءات البطريركية، فصفقة باب الخليل وساحة عمر ليست فندقين ومنزلا بل سلسلة من العقارات الحساسة والاستراتيجية التي تجسد حجم المصيبة والمؤامرة على أوقافنا وعقاراتنا، وفي كل أرجاء القدس وفلسطين ورئاستها المتمثلة بالبطريرك ثيوفلوس الثالث، وفتحت المجال لبث الفتنة والظلم في مشهد ترفضه الديانات السماوية و القانون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات