صراع أمريكي إيراني على الذهب الأخضر

مع تزايد الحديث عن عودة العقوبات الأمريكية على إيران، ظهرت على السطح مؤخرًا جوانب أخرى للصراع بين الجانبين، بعيدة عن الأبعاد الاستراتيجية، منها التنافس على الأسواق العالمية للفستق الحلبي، أو ما تطلق عليه كثير من الأوساط الصحية والاقتصادية “الذهب الأخضر”، الأمر الذي أثار اهتمام الكثير من المتابعين حول العالم.

فقد أفاد تقرير لشبكة “بي بي سي” البريطانية، اليوم الاثنين، أن أسعار الفستق، التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا جراء زيادة الطلب العالمي وضعف الإنتاج جراء التغيرات المناخية، منذ عقد ونصف، قد تزداد في مقبل الأيام، مع تزايد التوتر بين المنتجين الرئيسين له؛ إيران والولايات المتحدة.

واستأثر البلدان بـ70-80% من الإنتاج العالمي للفستق، الذي درّ عليهما مليارات الدولارات سنويًّا، على مدار العقود الماضية، مع تفوق أمريكي حتى موسم 2013-2014، لينقلب لصالح إيران في الموسمين التاليين، وفق بيانات وزارة الزراعة الأمريكية.

وتوقع تقرير لمجلة “فاينانشل تريبيون” أن يستمر تفوق إيران في الإنتاج لموسم 2016-2017، مع تفوقها كذلك في السعر، حيث يقل سعر المنتج الإيراني عن الأمريكي بنحو 20 سنتًا للرطل، إضافة إلى تميز البلاد بموقعها القريب من أكبر المستوردين؛ الصين والاتحاد الأوروبي.

كما أن قطاع إنتاج الفستق الإيراني متعطش للاستثمارات ودخول الشركات الكبرى، وذلك في جميع مراحل الإنتاج، الأمر الذي يجتذب اهتمام شركات عالمية، متعطشة هي الأخرى للأرباح، وهو ما يعمق الخلاف، إلى جانب الاعتبارات الأخرى الكثيرة، بين المجتمع الدولي والولايات المتحدة إزاء مساعي الأخيرة إعادة فرض القيود الاقتصادية على التعامل مع طهران.

ولفت تقرير لوكالة “ترند” الأذرية للأنباء، مطلع أكتوبر/تشرين أول الجاري، أن ألمانيا كانت أكبر مستورد للفستق الإيراني مؤخرًا، وذلك بقيمة 40 مليون دولار في الأشهر الخمسة الأولى من العام المالي الجاري، الذي بدأ في مارس/آذار الماضي، وتوقعت بأن يبلغ مجموع قيمة صادرات البلاد لهذا العام نحو 1.5 مليار دولار، مستفيدة من إنهاء العقوبات عليها بموجب الاتفاق النووي الذي وقّع عام 2015.

يُشار إلى أن الإنتاج الأمريكي للفستق بدأ في ثلاثينيات القرن الماضي، باستخدام بذور من إيران، التي كانت حتى ذلك الحين متفردة في صدارة الإنتاج، تتلوها سوريا وتركيا.