الإثنين 20/مايو/2024

صفقة القرن والمصالحة الفلسطينية

رضوان الأخرس

كثر الحديث في الأشهر الأخيرة عن ما يسمى صفقة القرن دون أن تتضح معالمها، ولا ملامحها، سوى من بعض التسريبات التي هي أقرب إلى التخمينات منها إلى المعلومات، وليس معلوماً حتى اللحظة، ثمن هذه الصفقة، ولا مقابلها، وقد تكون مجرد عنوان لم تكتمل مضامينه بعد، في ظل بيئة سياسية متحركة.

البعض يحاول ربط ما يجرى في القاهرة من مساعٍ نحو المصالحة الفلسطينية بها، في إطار تهيئة الأوضاع، وتبريد ساحة المقاومة في قطاع غزة، حتى لا تُفسدها أو تشوش على المفاوضات المفترضة، أو عملية «التسوية» المتوقعة، وهذا استنتاج مقبول له سياقه الطبيعي، لكن ليس من الجيد إغلاق القراءات عن سواه، خصوصاً عند قراءة الموقف الصهيوني الرسمي من هذه «الصفقة»، وهو ما عبر عنه بيان الكابنيت الإسرائيلي قبل أيام، والذي وضع 7 شروط للقبول بالمصالحة الفلسطينية والتفاوض مع السلطة الفلسطينية، تضمنت المطالبة بنزع سلاح حركة حماس، وضرورة اعتراف الحركة بـ”إسرائيل”، وهي شروط تعجيزية، يعلم قادة الاحتلال أنها مستحيلة حين أعلنوها.

وقد صرح الوزيران الصهيونيان زيئيف إلكين ونفتالي بينيت عن سبب إعلانهم الشروط صراحة، وهو تعطيل وعرقلة الصفقة، وفق ما أوردت صحيفة «ماكور ريشون» العبرية، وقد قال بينيت إن: «هذه القرارات والشروط بمثابة صفعة لصفقة القرن، وتضع أمامها العقبات ما دامت المصالحة سارية».

من الطبيعي أن يرفض المحتلون الصهاينة دفع أي ثمن للفلسطينيين، أو الاعتراف لهم بأي قطعة من الأرض، لاعتقادهم بأنهم غير مضطرين لذلك، اغتراراً بقواهم المختلفة، وسعي بعض العرب للتقرب منهم، والانفتاح عليهم.

بالإضافة لارتباط رفضهم بأبعاد عقدية متطرفة محرفة يؤمن بها الصهاينة، وهذا الكيان الذي لم يعلن عن حدود دولته المزعومة إلى اليوم، ويخشى من أية تسوية ترسم حدوداً لمشروعه الصهيوني.

ولا شك أننا هنا شركاء في الخشية من تسوية تضيّع المزيد من حقوقنا وأراضينا الحاضرة والتاريخية، لكننا لسنا شركاء في عدالة القضية، فنحن أصحاب الحق، وهم مغتصبون معتدون.

وفي حصيلة الأمر نجد أن المصالحة الفلسطينية انعكست سلباً حسب المعطيات على الصفقة المزعومة، خلاف التخمينات والقراءات التي كانت تُرجح فرضية كون المصالحة جزءاً من الصفقة!

المصدر: صحيفة العرب القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات