الأحد 19/مايو/2024

التنسيق الأمني .. ثنائية التنفيذ وتكاملية الهدف

التنسيق الأمني .. ثنائية التنفيذ وتكاملية الهدف

مشادة كلامية حدثت قبل أسابيع بين ممثل الجبهة الشعبية النائب خالدة جرار، ورئيس السلطة محمود عباس، خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، غضب عباس من جرار غضبا شديدًا لأنها طالبته بوقف التنسيق الأمني، فرد عليها عباس كما أفادت الشعبية: “إغاظة فيكي لن أوقف التنسيق الأمني”.

لم يتوقف الحال إلى هنا، بل وطالب الجبهة الشعبية بتغييرها واختيار بديل لها ليكون ممثلا للشعبية في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وقوبل هذا الطلب بالرفض، وما هي إلا أيام وكانت جرار قيد الاعتقال لدى الاحتلال.

المعتقل غسان جمعة
الطالب الجامعي غسان علي جمعة (23 عامًا) من الخليل، اعتقل لدى جهاز الأمن الوقائي مدة 43 يومًا، وأجبر بالقوة على التوقيع على إفادة تحتوي على نشاطات له مع الكتلة الإسلامية، ودعمه لهذه النشاطات بالمال من حركة حماس بغزة، وفق ما أفاد به مراسلنا.

وبعد ثلاث محاكم ذهابا وإيابا، أفرج عنه -وفق المراسل– ولم يمكث في منزله سوى 24 ساعة، حتى داهمت مخابرات وجيش الاحتلال منزله في وادي الهرية بالخليل، واعتقلته ونقلته إلى مركز تحقيق الجلمة؛ حيث خضع لتحقيق قاس.

أفرج عن الأسير جمعة قبل أيام معدودة، بعد خروجه من التحقيق وقضاء حكمه الإداري البالغ 12 شهرًا، يؤكد لمراسلنا أنه جرى معه التحقيق في مركز الجلمة على إفادته التي وقعها مجبرا عند جهاز الأمن الوقائي.

المحرر جمعة يقول: “بمجرد ما جلست على كرسي التحقيق في الجلمة، جاءني محقق يدعى “تومر”، وقال لي: لا نريد أن نطول كثيرا، كل شيء معروف ومكشوف، احكى لي عن دعم حماس بغزة للكتلة، وكم وصلكم؟ وكيف؟”.

يتابع الشاب: “قلت له لا علاقة لي بحماس ولم يصلني أي دعم، فرد “تومر” ضاحكا وقال: يا زلمة ما تكذب الكذب حرام، إحكيلي إلى حكيتوا عند الوقائي؛ فقلت له بغضب لم اعترف عند الوقائي وما في عندي إشي”.

يكمل: “فضحك المحقق تومر كثيرا وقادني إلى غرفة مجاورة وأجلسني على كرسي مقابل شاشة تلفزيون كبيرة، وربط يدي بكلبشات مع الكرسي ووضع فلاشة صغيرة في جهاز التلفاز، وفتح الشاشة فإذا بجلستي في التحقيق كاملة مع جهاز الوقائي بالصوت والصورة”.

“وتومر ينظر لي ويضحك بصوت عال ويقول لي: يا حبيبي لا تكذب كل شيء مكشوف التنسيق بيننا وبين سلطتكم كبير، ويضيف تومر: شايف حبيبي هذا العرض التلفزيوني هذا مش فلم؟! هذا كان حبيبي بث مباشر من الوقائي الى الشاباك ( فيديو كونفرانس)”، يكمل الشاب.

ويؤكد مراسلنا أن عشرات الحوادث المماثلة كشف فيها مقاومون وأسرى أن ملفاتهم الأمنية التي كانت عند السلطة سبقتهم قبل اعتقالهم إلى مراكز التحقيق في عسقلان والجلمة والمسكوبية وبتاح تكفا.

وقف التنسيق الأمني محل شك
وبعد أحداث الأقصى وقرار عباس بتجميد الاتصالات مع الصهاينة؛ فإن كثيرين من أبناء الفصائل الفلسطينية المقاومة غير واثقين بهذا القرار.

فقد أكد “أبو الوفا” من الأسرى المحررين وقيادات الجبهة الشعبية الفاعلة والذي يعمل في وزارة الشؤون المدنية في رام الله، ورفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، أن السلطة أوقفت الاتصالات مع الصهاينة في الشؤون المدنية من صحة وسفر وتجارة ورخص استيراد ومثل ذلك، وأرسل الوزير حسين الشيخ كتابا بذلك للإدارة المدنية كما طلب منه الرئيس عباس، لكن الشق الأمني بيد ماجد فرج مدير عام المخابرات الفلسطينية.

وأضاف أبو الوفا في حديث لمراسلنا: التنسيق الأمني لم يتوقف، وتبادل المعلومات عن الخلايا التنظيمية والمطلوبين وتهريب السلاح والأموال للمقاومة لا يزال مستمرا حتى اللحظة ولم يتوقف.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات