عايشت 5 عهود من الحكم.. شاحنة العودة تنتظر ركاب الوطن

وسط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، تجول شاحنة فلسطينية بعمر 69 عاماً، لتحيي ذكرى النكبة المريرة، شامخة بالعلم الفلسطيني ومحافظة على ملامحها من التآكل، لترمز إلى حق يأبى النسيان ولا يسقط بالتقادم.

وخلال الاحتفال المركزي لإحياء ذكرى النكبة، حطت الشاحنة رحالها قبالة مجمع البلدية الرئيس، وحملت الرقم 1941 وهو موديلها، كما تم الإشارة إلى رقم رمزي لتسجيلها.

وأضحت شاحنة حرحرة إحدى معالم إحياء النكبة الفلسطينية في نابلس وغيرها من مدن الضفة الغربية، كونها ترمز إلى الشاحنات التي رافقت هجرة الفلسطينيين من ديارهم وتشتتهم بالعالم.

null
ويقول عبد السلام محمود حرحرة، مالك الشاحنة حاليا، وتعود أصول عائلته إلى مدينة يافا، إن هذه الشاحنة عاصرت النكبة والنكسة منذ الانتداب البريطاني، ثم الجيش العربي فالحكم الأردني ثم الاحتلال الصهيوني، وحاليا عهد السلطة الفلسطينية، وتحمل تراخيص من كل عهد.

ويضيف أن صاحب الشاحنة الأصلي، هو المرحوم عاطف بدران من أخوال عائلة حرحرة، وقد عملت عقودا طويلة بين المدن الفلسطينية وبين الخارج، وكانت تحمل العروس بأمتعتها إلى الأردن، وتعود أدراجها محملة بالأمانات والطرود للداخل.

null
وتغدو الشاحنة اليوم عنوانا للشركات التي تنتج أفلاما عن النكبة والعقود الغابرة من فلسطين، وشاركت قبل أعوام بفيلم فلسطيني، استغرق إعداده عامين.

وردا على سؤال حول إمكانية بيعها، قال حرحرة إن الشاحنة الآن كوم حديد، وماديا لا تساوي شيئا، لكن قيمتها المعنوية عالية، كونها إرث عزيز، ولذلك العائلة تحافظ عليها.

وتستقطب الشاحنة في مناسبات إحياء النكبة عدسات المصورين كونها ترمز للتغريبة الفلسطينية، بكل تفاصيلها، وتعيد للأذهان ذكريات كبار السن، للحالة التي كان عليها أجدادهم.

null
وحفاظا على الشاحنة توضع طيلة السنة في مخزن للعائلة في منطقة مخيم عسكر شرق نابلس، حيث تقطن عائلة حرحرة، ولا تخرج إلا في فترة إحياء ذكرى النكبة.

ويحيي الفلسطينيون هذه الأيام الذكرى السنوية الـ 69 للنكبة الفلسطينية، التي شكّلت عملية تحوّل مأساوي في خط سير حياة الشعب الفلسطيني؛ بعد سلب أرضه ومقدّراته وممتلكاته وثرواته، وما تعرّض له من عمليات قتل ممنهج وتهجير على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948.