السبت 25/مايو/2024

كتلة بيرزيت.. عطاءٌ في الميدان وشهداءُ في الجنان

كتلة بيرزيت.. عطاءٌ في الميدان وشهداءُ في الجنان

تُعد جامعة بيرزيت الواقعة شمال مدينة رام الله، أهمّ جامعات الضفة الغربية التي قدمت الكثير من التضحيات في مقاومة شعبنا للاحتلال “الإسرائيلي”؛ حيث كانت ولا تزال محط نظر الجميع في كل ثورات وتحركات الشعب الفلسطيني بما قدمته من القادة الشهداء والأسرى، وخاصة من أبناء الكتلة الإسلامية الذين سطروا بدمائهم وتضحياتهم أروع نماذج النضال والفداء.

وقد شكل عطاء أبناء الكتلة الإسلامية عبر سنوات، رافداً للأجيال القادمة بما حققته الكتلة من تميز في العمل الأكاديمي والنقابي داخل حرم الجامعة، وصولاً للعمل الميداني المتمثل بالمقاومة والجهاد، الذي تنافس فيه أبناء الكتلة الإسلامية ناذرين أوقاتهم لخدمة الطلبة، وأرواحهم ودماءهم فداء لفلسطين، معبّدين طريق المقاومة عبر بوابة جامعة الشهداء وباحاتها.

وأثبت طلبة جامعة بيرزيت من أبناء الكتلة الإسلامية الذين لا يزال صدى أفعالهم داخل الجامعة ينعكس على الطلبة جيلاً بعد جيل، أن العمل النقابي داخل الجامعة إنما هو مقدمة للتضحيات التي ينعكس صداها على كل فلسطين عبر طريق المقاومة والجهاد، فكان أبناء الكتلة قادةً في العمل المقاوم، وكانت لهم اليد العليا في المقاومة في الضفة الغربية.

سلسلة من الشهداء
ووفق تقرير للمكتب الإعلامي لحماس؛ فمن أبرز من أنجبتهم جامعة الشهداء الشهيد القائد يحيى عياش، المهندس الأول الذي عبّد طريق الاستشهاد عبر أحزمته الناسفة، لتدكّ مدن فلسطين المحتلة وباصات المستوطنين، ولا يزال اسمه يتردد في كل مناسبة في بيرزيت، كيف لا وقد أصبح رمزا للمقاومة، وارتبط اسم الجامعة باسمه، فما تفتأ تسمع إلا جامعة العياش.

وكان ممن سبق العياش في سلسلة الشهادة القائد الميداني عبد المنعم أبو حميد الملقب بـ”صائد الشاباك”، الذي اصطاد ضابطا للشاباك في عملية إطلاق نار نوعية، حيث استشهد بعدها عبر اغتياله من مجموعة من المستعربين.

وفي العام 1997 كان الموعد مع شهيد جديد تقدمه الكتلة الإسلامية؛ إنه الشهيد خليل الشريف قائد خلية “شهداء من أجل تحرير الأسرى” وقد كان رفيقا للشهيد أبو الهنود، ونفذ عمليات نوعية عدة ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، كان أبرزها عملية سوق “محاناه يهودا” التي نفذتها القسام، وأدت لمقتل 27 “إسرائيلياً”.

ولحق بالقادة الشهداء؛ الشهيد البطل ضياء الطويل، الطالب المجتهد والخلوق الذي عرفه طلبة بيرزيت بأخلاقه والتزامه، وحبه الدؤوب لدينه وإخوانه في الجامعة، فكانت عمليته الاستشهادية محطة من المحطات الفاصلة في مقاومة أبناء بيرزيت.

ولم تمض سوى بضعة أشهر حتى قدمت بيرزيت شهيداً آخر، كان هذه المرة المهندس الثالث في كتائب القسام أيمن حلاوة، حيث كان خبيرا في إعداد العبوات الناسفة، وأشرف على عمليات استشهادية كان أبرزها عملية ملهى الدولفيناريوم وسط تل أبيب والتي أدت لمقتل 23 “إسرائيلياً”، كما اتهم أنه وقف وراء هجمات أخرى أسفرت عن مقتل 48 مستوطنا وإصابة المئات، ليستشهد بعدها بتفجير سيارته في مدينة نابلس.

استشهاديّو انتفاضة الأقصى
وفي ظل اشتداد عمليات القسام في انتفاضة الأقصى، حضرت بيرزيت بعملية استشهادية في العام 2002 كان بطلها الاستشهادي إيهاب أبو سليم ابن الكتلة الإسلامية البار، والذي كان أحد أبرز نشطائها، والذي عرف بابتسامته السمحة بين أبناء الجامعة.

وعقب استشهاد إيهاب بأقل من 3 شهور اختارت قافلة الشهداء صالح التلاحمة رفيق العياش ومحيي الدين الشريف وعددًا آخر من قادة القسام الشهداء والأسرى، حيث استشهد في اشتباك مسلح مع الشهيد حسنين رمانة وسيد شيخ قاسم في مدينة البيرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات