الأسرى يحددون عدوهم ويجددون انتماءهم
لا يهم الشعوب العربية كثيراً معرفة التنظيم الذي ينتمي إليه الأسير مروان البرغوثي، ولا يهم الناس معرفة تنظيم الأسير عبد الله البرغوثي، أو تنظيم الأسير أحمد سعدات، أو الأسير السعدي، ولكن الذي يهم العرب هو الجهة التي يعاديها هؤلاء الأسرى القابعون خلف الأسوار، وهي الجهة التي تعتقلهم، وتختطف حياتهم، وتغتصب أرضهم، وتنتهك حرمات عروبتهم، لذلك يخوض الأسرى الفلسطينيون حربهم الإنسانية ضد هذه الدولة بما تبقى لهم من جسد أعزل خلف القضبان، يلقون به لليوم الحادي عشر في معركة تقرير المصير للشعب الفلسطيني كله.
إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام لا يهدف إلى تحسين شروط حياتهم الإنسانية خلف الأسوار فقط، وإنما يهدف إلى كسر عنجهية المحتلين، وفرض منطق الندية في التعامل مع العدو الإسرائيلي، وتعزيز الثقة بالقدرات الوطنية، واسترداد هيبة الفلسطيني الذي أهين على الحواجز الإسرائيلية، وعلى طاولة المفاوضات العبثية، لذلك أعلن الأسرى رفضهم للانتظار، وتمردوا على أسلوب الخنوع والاستكانة، وأيقنوا أن الحقوق تنتزع بالقوة ولا تستجدى من عدو لمّا يزل يعلن عن عدائه للعرب الفلسطينيين جهاراً نهاراً، وبلا أي شفقة أو تودد، ليعلن الأسرى من خلف القضبان عن عدائهم لدولة الصهاينة بلا وجل أو تردد.
معاداة “إسرائيل” هي القاسم المشترك الذي يجمع شمل الفلسطينيين خلف الأسوار وفي الساحات، لذلك فإن كل إنسان يعادي “إسرائيل” هو صديق للفلسطينيين، والعكس صحيح، فإن نقطة الافتراق والانقسام بين الفلسطينيين تكمن في قربهم أو بعدهم من “إسرائيل”، فكل إنسان يتقرب من “إسرائيل” أو يعترف بها هو عدو للفلسطينيين، الذين حددوا نقاط الانقسام والتوافق فيما بينهم بالعداء لهذه الدولة التي اغتصبت أرضهم.
جاء إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام في هذه المرحلة الحرجة ليضع النقاط على حروف الانقسام الفلسطيني، وليحدد أسباب الانقسام من خلال تحديد أسباب الالتحام، الالتحام الذي جسده جميع الأسرى بالإضراب المفتوح عن الطعام تحت عنوان الكرامة بديلاً للمهانة، وهذا هو القاسم المشترك لجميع الفلسطينيين، وهذا هو الحافز القوي الذي يفرض على غزة والضفة الغربية أن تتعاضد مع الأسرى المضربين بكل طاقتهم، لأن نصر الأسرى على عدوهم هو نصر لكل الفلسطينيين المقاومين للعدوان الإسرائيلي، وهزيمة الأسرى لا قدر الله هي هزيمة لخط المقاومة، ونصر مؤزر لأنصار خط التذلل والمسكنة، أولئك الذين يرددون صباح مساء: يا لضعفنا، يا ويلنا، ما لنا حيلة أمام قوة “إسرائيل”.
ليجيء إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام ليقول: انتفاضتنا مقاومة تهزأ بالبكاء والعويل، وغضبتنا كالريح تسابق الصهيل، ولضعفنا قوة تفوق جبروت الطغاة، وتقهر المستحيل.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الرشق: دولة الاحتلال لا تخشى شيئا كالمقاومة والحقيقة
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس عزت الرشق، اليوم الثلاثاء، ان دولة الاحتلال لا تخشى شيئا...
الأمم المتحدة تعلق توزيع المواد الغذائية في رفح
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، تعليق توزيع المواد الغذائية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، "بسبب نقص الإمدادات...
لليوم الـ 228.. القسام يجهز على جنود العدوّ من مسافة صفر ويفجّر دباباته
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 228 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
حماس: تقييد عمل أسوشيتد برس سلوكٌ فاشيٌ ليحجب الاحتلال جرائمه عن العالم
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن مصادرة سلطات الاحتلال الصهيوني اليوم لمعدات البث الخاصة بوكالة أسوشيتد برس هو...
الاحتلال يواصل خنق الحقيقة.. إيقاف بث أسوشيتد برس ومصادرة معداتها
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، كاميرا ومعدات بث تابعة لوكالة أسوشيتد برس، اليوم الثلاثاء، بزعم انتهاك قانون جديد...
الإعلام الحكومي بغزة: الشمال يعاني المجاعة وتسهيلات الاحتلال وهمية مخادعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مما وصفه محاولات الاحتلال بالالتفاف على مطالب المنظمات والهيئات الدولية...
الاحتلال يعتقل وفاء جرار في جنين بعد اقتحام منزلها وتكسيره
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، المرشحة عن انتخابات المجلس التشريعي وفاء جرار (٤٨عاماً) بعد...