الجمعة 10/مايو/2024

يطا.. امتداد سكاني وصمود يسطره الأهالي في وجه الأطماع الصهيونية

يطا.. امتداد سكاني وصمود يسطره الأهالي في وجه الأطماع الصهيونية

إلى الجنوب الشرقي من مدينة الخليل وعلى بعد 12 كيلو مترا تقع مدينة يطا التي تحتل موقعًا هامًّا في جنوب محافظة الخليل والضفة الغربية من خلال تشكيلها منطقة انتقالية بين جبال الخليل المرتفعة في الشمال ومنطقة النقب المنبسطة في الجنوب.

وتعد المدينة ثالث أكبر تجمع سكاني على مستوى الضفة الغربية من حيث المساحة وعدد السكان بعد مدينة الخليل ونابلس؛ حيث تبلغ مساحة المدينة الكلية 180 ألف دونم، يقع منها 32 ألف دونم ضمن حدود البلدية لتصنف هذه المساحة كأكبر المساحات الواقعة ضمن حدود البلديات في الضفة الغربية.

آثارها

تحتوي المدينة على العديد من الأماكن الأثرية والدينية مثل الجامع العمري ومقام الخضر الذي يقع في منطقة بيت عمرا ومقام سطيح في وسط البلد، وبقايا قصر الكرمل وجامع وكنيسة في منطقة سوسية، ووجد بها النقوش والكتابات القديمة ورصفت أرضيتها بأحجار الفسيفساء الملونة، وما زال هذا المعلم الأثري تحت السيطرة الصهيونية في منطقة المستوطنات الجنوبية.

تاريخ المدينة

يرجع تاريخ المدينة إلى العهد الكنعاني؛ حيث سكنها الكنعانيون القدماء في العصور السابقة، وأطلق عليها “يوطه” “Yuta” وتعني الأرض المنبسطة، ويتناقل سكان المدينة بعض الروايات القديمة التي تشير إلى أن هذه البلدة التي سكنها سيدنا زكريا عليه السلام وفيها ولد ابنه يحيى عليه السلام، كما زارتها مريم العذراء أم المسيح عليه السلام عند زيارتها لقريبتها أم يحيى.

مدير بلدية يطا، ناصر ربعي، أوضح في حديث خاص لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن أراضي المدينة تصل في حدودها من الجهة الشرقية إلى البحر الميت، ومن الجهة الجنوبية إلى تل السبع؛ حيث يقع تل عراد ضمن أراضي المدينة، ومن الجهة الشمالية مدينة الخليل، ومن الجهة الشرقية بلدة السموع ومخيم الفوار ومدينة دورا.

وأكد ربعي في حديثه أن المدينة تشهد نموًّا سكانيًّا غير طبيعي مقارنة بباقي مدن الضفة الغربية؛ حيث تسجل نسبة زيادة المواليد 5% سنويًّا، الأمر الذي ينعكس على معظم مناحي الحياة داخل المدينة، سواء على مستوى خدمات البنية التحتية أو الفوقية أو التعليمية التي أصبحت تشكل تحديًا واضحًا للمؤسسات الحكومية في تقديم الخدمات والرعاية المناسبة للمواطنين.

وأضاف ربعي أن المدينة تواجه في ظل هذه الزيادة الواضحة بعدد السكان حالة من التهميش في الخدمات والعديد من القضايا التنموية التي تحتاجها المدينة، مؤكدًا على ضرورة أن تأخذ الحكومة بعين الاعتبار عند توزيع الخدمات، حجم المدينة والسكان مقارنة مع المحافظات الأخرى في الضفة الغربية.

قطاع التعليم

ياسر أبو عرام النائب الإداري في مديرية تربية يطا شرح في حديث خاص لمراسلنا واقع قطاع التربية والتعليم في المدينة، مشيرًا إلى أن عدد طلبة المدينة بلغ 23639 طالبًا وطالبة موزعين على 79 مدرسة حكومية، ومدرستين خاصتين، ومدرسة واحدة للصم والبكم؛ حيث تحتوي المدارس الحكومية على 287 شعبة صفية للذكور و312 شعبة صفية للإناث و259 شعبة مختلطة.

وأكد أبو عرام أن مديرية التربية في المدينة تفتتح كل عام من (5-7) مدارس للمراحل الابتدائية، وذلك بفعل الزيادة السكانية والمساحات الجغرافية الكبيرة التي تتمتع بها المدينة، والتي تكلف الطلبة وقتًا وجهدًا كبيرين في الوصول إلى المدارس.

الحياة الاقتصادية

وفي هذا السياق يؤكد ربعي أن سكان المدينة يعتمدون في معيشتهم بالدرجة الأولى على العمل داخل الخط الأخضر، إضافة إلى اعتماد كثير من السكان على تربية الماشية التي تشكل نسبة 45% من مجمل مربي الثروة الحيوانية على مستوى المحافظة، وتشتهر المدينة بالمقالع الحجرية التي أصبح يصنف بعض الحجارة به (حجر يطا).

مسافر يطا

ويشير ربعي إلى أن مسافر مدينة يطا تشكل خطوط الدفاع الأولى؛ حيث تضم 28 تجمعًا ما بين خرب وتجمعات سكانية، تضم المنطقة الشرقية أربعة تجمعات بدوية، والباقي يتوزعون في المناطق الجنوبية والغربية، وهذه التجمعات اتصالها في يطا اتصال جغرافي وديموغرافي، وهم من نفس عائلات مدينة يطا التي يعيشون في المدينة؛ حيث يشكل صمودهم في تلك المناطق وتحمل عذابات الحياة في وجه الاحتلال، المانع من إحكام السيطرة على المنطقة ومصادرة أراضيها.

الاستيطان يطوق المدينة

وحول المستوطنات المقامة على أراضي المدينة يوضح ربعي إلى وجود العديد من المستوطنات المقامة على أراضي المدينة والتي تحيطها من كافة الجهات؛ حيث يمر الشارع الالتفافي رقم 60 الواصل بين المستوطنات الجنوبية في أراضي المدينة، ويفصل أجزاءها الشرقية عن الغربية، كما يحيط بالمدينة مستوطنة ماعون وسوسيه ولاسيفر، إضافة إلى الإغلاقات الداخلية التي تقوم بها قوات الاحتلال بين مركز المدينة والتجمعات السكنية التابعة لها، والإغلاق الخارجي كذلك بين مدينة يطا والمدن والبلدات المحيطة بها، الأمر الذي يكبد المدينة خسائر اقتصادية ويشكل عائقا في التقدم التنموي والعمراني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات