الأربعاء 22/مايو/2024

حاجز الحمرا.. القهر المستمر منذ 17 عاماً

حاجز الحمرا.. القهر المستمر منذ 17 عاماً

كغيره من حواجز الاحتلال الصهيونية التي تقطع أواصر المدن الفلسطينية، وتحول دون تواصلها الجغرافي، يجثم حاجز الحمرا الاحتلالي إلى الشمال من مدينة نابلس في منطقة الأغوار، على الطريق الفاصل بين مدينتي نابلس وأريحا، منذ سبعة عشر عاما، ليعيق حركة المواطنين ويكون مسرحا لإذلالهم  وممارسة العقوبات الجماعية بحقهم.

الناشط الشبابي والإعلامي محمد أبو ثابت، والذي تمتلك عائلته أرضا زراعية في بلدة فروش بيت دجن، يعد نفسه المتضرر الأكبر من هذا الحاجز، يقول لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، “هذا الحاجز يعد من أكبر المنغصات التي تعترض حياة المواطنين في الأغوار الوسطى، نتيجة الممارسات والجرائم الصهيونية في الماضي والحاضر”.

“وإن كان تواجد جنود الاحتلال على هذا الحاجز في السنوات الأخيرة قد تراجع” كما يقول أبو ثابت، “إلا أن وجوده وعودة الجنود إليه في بعض الأحيان يوميا بات بحد ذاته مصدر إزعاج، كونه يعطل الحياة ويعرقل حركة المسافرين من خلاله، إلى جانب وضع العصي في دواليب المزارعين الذين  يضطرون المرور خلال الحاجز أكثر من مرة خلال اليوم  الواحد”.

وتابع:”هناك معاناة يومية للمزارعين، ومن أبرزها عدم إدخال الغرف المتنقلة التي يستخدمها السكان لأغراض السكن، كون الاحتلال يمنع البناء في المنطقة لدواعٍ أمنية، وكذلك يمنع إدخال بعض المواد الزراعية لذات الحجة”.

شبكة صيد

وتعج ذاكرة المواطنين في الضفة الغربية بذكريات موجعة عن هذا الحاجز الذي يصنف كأحد أسوأ الحواجز، ويتعامل معه الاحتلال كحاجز حدودي يفصل محافظات شمال الضفة الغربية عن مناطق الأغوار التي يتعامل الاحتلال معها بوضعية خاصة عن باقي أراضي الضفة.

ويشير سائق تاكسي العمومي محمد عواد، لمراسلنا، والذي يمر يوميا على حاجز الحمرا باتجاه أريحا، إلى أن الإجراءات الأمنية على هذا الحاجز، الذي يقع على مفترق طريق استيطاني، مشددة.
 
ويوضح أنه “يكفي خطأ واحد ليودي بحياتك ويعرضك لإطلاق النار، من قبيل الاشتباه بأن الجندي أعطاك إشارة المرور من بعيد فتعتقد أن بإمكانك المرور بالحاجز، وفجأة تطلق عليك النار لأن الجندي لم يكن قد أشار لك من وجهة نظره”.

وعدا عن حالات الإعدام التي شهدها الحاجز ومئات الاعتقالات التي تمت، استعرض الناشط “أبو ثابت” العديد من مشاهد القهر والإذلال، والتي فاقمت من معاناة المواطنين حتى صار لكل منهم حكايته وقصته، مشيرا إلى أن حاجز الحمرا يعد شبكة صيد للشرطة الصهيونية، التي تتعمد التواجد عليه أغلب الأوقات، وإيقاع المخالفات الباهظة على المركبات الفلسطينية  المارة.

وذكر أبو ثابت بأن المرور سيرا على الأقدام من المحرمات على الحاجز حتى الوقت الحالي، وفي حال قرر أي شخص الاقتراب من الحاجز مشيا على الأقدام فسيواجه بزخات من الرصاص من البرج العسكري الموجود على بعد أمتار قليلة  من الحاجز.

المزارع أبو سالم صلاحات، أحد سكان منطقة الجفتلك، تقع بعد حاجز الحمرا مباشرة، ويضطر يوميا إلى عبوره للوصول إلى أرضه في منطقة النصارية، يصفه بالكابوس لسكان المنطقة، ويقول: “نحن كمزارعين نحتاج كل دقيقة للعمل في أرضنا، وفي بعض الأحيان نكون مجبرين للوصول إلى الأرض في وقت محدد، لإيقاف ضخ المياه إلى المحاصيل، إلا إننا نواجه بوجود الجنود على الحاجز، والذين يتعمدون تأخيرنا دون أي سبب يذكر ويماطلون في إعطائنا الإذن لعبور الحاجز”.
 
وتعود بدايات حاجز الحمرا إلى طليعة انتفاضة الأقصى في عام (2000م)، ولا يزال جاثما على أراضي منطقة الأغوار الوسطى، ليفصل بين مدينتي نابلس وأريحا، كمصدر شؤم لكل من يعبره.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات