السبت 25/مايو/2024

مخيم الفارعة بطوباس.. تضحيات مستمرة منذ عقود

مخيم الفارعة بطوباس.. تضحيات مستمرة منذ عقود

تكرر اسم مخيم الفارعة خلال اليومين الماضيين بكثافة عبر وسائل الإعلام بعد إقدام قوات الاحتلال على إعدام الشاب محمد الصالحي (32 عامًا) من المخيم أمام عيني والدته بـ 11 رصاصة وهي جريمة هزت الشارع الفلسطيني بأكمله، ومن هنا جاءت أهمية تسليط الضوء على مخيم الفارعة وتاريخه.
 
يقع مخيم الفارعة الذي أنشئ بعد نكبة عام 1948 على بعد 17 كم شمال شرق مدينة نابلس، وهو يتبع محافظة طوباس، وتعود تسمية المخيم إلى عين الفارعة القريبة منه والتي سميت أصلاً نسبة للفارعة أم حجاج بن يوسف الثقفي التي شربت من العين، كما يتداول السكان المحليون.

تاريخ المخيم 
وعن الإحصائيات الرسمية المتعلقة بالمخيم يقول رئيس لجنة خدمات مخيم الفارعة عبد المنعم مهداوي إن مساحة المخيم تبلغ 225 ألف دونم مربع، وتعداد سكانه يبلغ 8500 نسمة.
 


null

ولمخيم الفارعة تاريخ يربطه ارتباطًا وثيقًا بالقضية الفلسطينية، فعلى مداخله يقع “سجن الفارعة” الشهير، والذي أسسته سلطات الانتداب البريطاني في بدايات الثلاثينات كمركز للبوليس على مساحة 55 دونمًا، وبعد ذلك استخدمه الجيش العراقي خلال حرب عام 1948، ثم بقي مركزًا للجيش الأردني حتى احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967.
 
منذ احتلال الضفة الغربية، عملت قوات الاحتلال على استغلال المكان كمركز للتدريب قبل تحويله لمركز اعتقال وتحقيق في أوائل الثمانينيات، وعرف بأنه من أسوأ مراكز الاعتقال وأقساها لدرجة اصطلح على تسميته “المسلخ” نظرًا للعذاب الذي يتعرض له المعتقل فيه، وفي الوقت الحالي أعيد تأهيل المكان من وزارة الشباب والرياضة وتحويله لمركز شبابي ورياضي يحمل اسم الشهيد صلاح خلف (أبو إياد).

كما يطل المخيم على أطلال حصن أثري مبني على تلة يرجح بأنه يعود للحقبة الأيوبية في فلسطين.

نضال وتضحيات
 
كما أن لمخيم الفارعة تاريخًا نضاليًّا طويلاً كغيره من مخيمات الضفة الغربية وواكب مراحل النضال الفلسطيني بتقديم التضحيات.


null

 
وفي هذا السياق قال مهداوي إن المخيم قدم 33 شهيدًا منذ الانتفاضة الأولى، وآخرهم الشهيد محمد الصالحي.
 
وأضاف أن هناك 30 شابًّا من أبناء المخيم يقبعون في سجون الاحتلال بمحكوميات مختلفة، منهم الأسيران ياسر سوالمة ومحمد جبران المحكومان بالسجن المؤبد.
 
خلال انتفاضة الأقصى كان لمخيم الفارعة حضور وظهور بارز في تاريخ 30 تموز عام 2001؛ حيث أقدمت قوات الاحتلال على اغتيال ثلاثة شبان من مخيم الفارعة خلال قصف محل لبيع قطع الغيار، وهم: ماهر جوابرة، وعبد الرحمن اشتيوي، وحكمت أبو الهبل، والذين اتهمهم الاحتلال بأنهم كانوا مسئولين عن انفجار وقع في تل الربيع “تل أبيب” قبل ستة شهور من عملية اغتيالهم وأدى لمقتل عدد من الصهاينة.
 
كما خرج من المخيم الاستشهادي محمد هزاع الغول الذي نفذ عملية استشهادية في شهر حزيران (يونيو) عام 2002 بمدينة القدس؛ حيث أقدم على تفجير نفسه في حافلة تقل جنودًا وأسفرت العملية عن مقتل 19 صهيونيًّا.

معاناة وصعوبات
وفيما يتعلق بالأوضاع الصعبة التي يعانيها مخيم الفارعة، فهي لا تختلف عن معاناة المخيمات الأخرى والتي تعاني بكثافة مؤخرًا، من صعوبات كبيرة ويومية، ومن أهمها ضيق مساحة السكن مقارنة بالعديد الكبير للسكان.


null

وتحدث ياسر أبو كشك، من المخيم ومدير عام المخيمات بمنظمة التحرير، عن نسبة البطالة المرتفعة التي يعاني منها مخيم الفارعة كغيره من المخيمات، والتي تعد نسبة مرتفعة جدًّا إذا ما قورنت بالبطالة في المدن والقرى، ويضاف لذلك تقليصات وكالة الغوث في مجالات الصحة والتعليم واكتظاظ الصفوف الدراسية.
 
يذكر أن مخيم الفارعة أنشئ عام 1950 على أراض تابعة لطوباس وأراض لعائلة عبد الهادي. وتعود أصول العائلات التي لجأت فيه إلى قرى وبلدات في الشمال الفلسطيني عام 1948 وبخاصة حيفا وعكا، ومنها ام الزينات والريحانية، إضافة إلى بلدت أبو شوشة والتينة والكفرين واللد والرملة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات