السبت 15/يونيو/2024

البرد الشديد يفاقم معاناة الغزيين في ظل أزمة الكهرباء

البرد الشديد يفاقم معاناة الغزيين في ظل أزمة الكهرباء

لا زالت أزمة الكهرباء وانقطاعها المتواصل هي المعضلة الأبرز التي تواجه أهالي قطاع غزة، الذين تزداد معاناتهم في ظل فصل الشتاء، سيما مع اشتداد موجة البرد القارس التي بدأت تجتاح القطاع منذ مطلع ديسمبر الجاري.

وشهد قطاع غزة منذ ذلك الحين تراجعاً في ساعات وصل التيار الكهربائي في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب البلاد، حيث لا تتعدى ساعات وصل الكهرباء للبيت الواحد في أحسن حالاتها أكثر من 3-4 ساعات فقط خلال 24 ساعة.

معاناة مضاعفة

ويشكو المواطن وسام ناجي (32 عاماً) من عدم وصول التيار الكهربائي إلى بيته منذ ساعات طويلة، ويقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” “خلال يوم واحد (24 ساعة) لم تصلنا الكهرباء سوى 3 ساعات وعلى فترات متقطعة”.

وبحزنٍ شديد يؤكد المواطن ناجي، أنّه بحاجة ماسة إلى الكهرباء في ظل معاناة أطفاله ووالدته، التي تحتاج إلى متابعة مستمرة، لا يمكن من خلالها التخلي عن التيار الكهربائي.

ورغم ما يمكنه دخله البسيط من شراء الوقود للمولد المنزلي الذي اشتراه مؤخراً لهذا الأمر، إلا أنّه  يضيف: “لا يمكن للمولد أن يستمر بالعمل لفترات طويلة من جهة، بالإضافة إلى أنّه لا يقوم بنفس الكفاءة التي تكون من خلال التيار الكهربائي”.

المواطن ناجي ليس حالة وحيدة ممن يعانون الأمرّين في حاجتهم الماسة للكهرباء، فحال المواطن أحمد –الذي رفض الكشف عن اسمه بالكامل- أكثرة مرارة ومعاناة بعدما وضعت زوجته مولودين توأمين، وهي بحاجة ماسة للماء الدافئ في ظل حالة النفاس التي تعيشها.

وقد ذكرت وزارة الداخلية الفلسطينية، أنّ معدل المواليد اليومي في قطاع غزة في تصاعد، بعد أن تخطت نسبة السكان مؤخراً 2 مليون نسمة.   

تفاقم الأزمة

شركة توزيع كهرباء محافظات غزة عبّرت بدورها عن استيائها من مماطلة الاحتلال، في إعادة وصل خط بغداد المتوقف عن العمل منذ خمسة أيام، الأمر الذي يفاقم أزمة الكهرباء في قطاع غزة.

وناشدت الشركة الحكومة في رام الله، بضرورة الضغط على الاحتلال من أجل التجاوب مع احتياجات سكان القطاع من الكهرباء وإعادة وصل الخط المعطل بأسرع وقت ممكن.

وقالت: إنّ “التوقف المتكرر للخطوط الإسرائيلية يفاقم أزمة الكهرباء ويزيد من الإرباكات على جداول التوزيع في مختلف محافظات غزة”.

كما كشفت شركة الكهرباء على لسان المتحدث باسمها طارق لبد، أنّ شركته تعاني من عجز كبير في معدات وأدوات الصيانة نتيجة تأخير ومماطلة سلطات الاحتلال في إدخال هذه المعدات عبر المعابر وبحجج غير مبررة.

وقال لبد في تصريح صحفي: إنّ “الاستمرار في إعاقة وصولها للشركة يتسبب في إرباك إجراءات الصيانة للشبكات والخدمات التي تقدمها الشركة للجمهور؛ خصوصاً في ظل هذه الأجواء الشتوية التي تتطلب إجراءات طارئة وسريعة”.

وأوضح المسؤول الفلسطيني، أنّ شركة الكهرباء تعمل الآن بنظام الطوارئ مع وقف العمل بجدول التوزيع المنتظم الذي يشهد إرباكاً هذه الفترة، بسبب الأحمال الزائدة على شبكة التوزيع في ظل الأجواء الباردة التي تشهدها البلاد.
وأكّد لبد، أنّ كميات الكهرباء الواردة إلى القطاع غير كافية لاحتياجاته، وهو يعاني من عجزٍ هائل، مشيرًا إلى أن تحسنها في الوقت الحالي مرهون بتحسن الحالة الجوية.  

دور السلطة

ويشكو كثير من المواطنين من تجاهل السلطة لمعاناة المواطنين بسبب أزمة الكهرباء في قطاع غزة، وصرح العديد من المواطنين في لقاءات منفصلة مع مراسلنا، أنّ السلطة لا تقوم بدور حقيقي لحل أزمة الكهرباء.

وقد شهد شهر نوفمبر الماضي فعاليات المؤتمر المصرفي الفلسطيني الدولي 2016، والذي كان بعنوان “الطاقة المتجددة وفرص التمويل”، غيابا كاملاُ لمشكلة الكهرباء بقطاع غزة.

ويأتي هذا المؤتمر ليناقش تفعيل دور الطاقة المتجددة في فلسطين في الوقت الذي يعاني فيه قطاع غزة من أزمة كهرباء كبيرة منذ سنوات، في حين لم يخصص المؤتمر على جدول أعماله أي نقاشات لحل أزمة الكهرباء في القطاع، أو طرح خطط مستقبلية لتطوير قطاع الطاقة المتجددة في القطاع.

ويحتاج قطاع غزة (يقطنه 2 مليون نسمة) إلى 400 ميغاوات من الكهرباء، لا يتوفر منها إلا 212 ميغاوات، تقدم “إسرائيل” منها 120 ميغاوات، ومصر 32 ميغاوات، وشركة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة 60 ميغاوات، وفق أرقام سلطة الطاقة الفلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عزيز دويك: عشت مع الأسرى ظروفا قاسية جدا

عزيز دويك: عشت مع الأسرى ظروفا قاسية جدا

الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك، إنه عاش مع بقية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ظروفا في غاية...